السيرة الذاتية لمدرب موناكو جارديم
منذ بداية كرة القدم نجد تباينا بين ممارسي اللعبة حول العالم، حيث يكمن الاختلاف الجوهري. فالرياضة عموما تقسم الرياضيين إلى فئات، فمثلا هناك قارة تتفوق على أخرى في لعبة مثل كرة القدم. قارة أوروبا، على سبيل المثال، تتفوق في التصنيف على قارتي أسيا وأفريقيا. وبالمثل، تكون الأندية الأوروبية في فئة أعلى من الفرق الأسيوية والأفريقية، وهذا ليس عنصرية، بل يعود إلى النتائج التي تظهر دائما تفوق أبناء القارة العجوز على قارتي أفريقيا وأسيا. نفس الأمر ينطبق على اللاعبين؛ فهناك لاعبون بقيمة 100 مليون دولار وآخرون بقيمة 50,000 دولار، وهذا يرجع إلى الاختلاف في القدرات والإمكانيات بين هذا وذاك. والأمر نفسه ينطبق على المدربين؛ فهناك مدربون في فئات تدريبية عليا، وهناك آخرون في مراتب أدنى. وبالتالي، من المنطقي أن يكون المدربون في المراتب الأعلى يتولون تدريب أفضل الأندية في العالم، استغلالا للقيمة التي يمكن أن يضيفوها لفرقهم. وفي السنوات الأخيرة، ظهر على الساحة العديد من المدربين المخضرمين الذين في نفس الوقت يتميزون بالشباب، وهناك جيل من المدربين ذوي الخبرة الذين لا يزالون يساهمون في كرة القدم بخبرتهم وجهودهم وتفانيهم، على الرغم من تخطيهم سن الستين. وعلى الرغم من كبر سنهم، تسعى بعض الأندية الكبيرة والمنتخبات للتعاقد معهم. أما المدربون الشباب في عالم التدريب، فهم الأكثر تميزا في الكرة الحالية، وتسعى العديد من الأندية إلى تغيير ثقافتها والتطور عن طريق إعطاء الفرصة لهؤلاء الشباب الذين يسعون لإثبات أنفسهم. ومن بين هؤلاء المدربين يأتي المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم، الذي يعتبر واحدا من أفضل المدربين حاليا في الدوري الفرنسي. وفيما يلي أهم المعلومات عن هذا المدرب .
ليوناردو جارديم وكيف كانت البداية كلاعب :
ليوناردو جارديم هو مدرب أثبت نفسه في الفترات الأخيرة. قد يكون بدأ مسيرته كلاعب كرة عادي مثل العديد من اللاعبين، ولكنه تميز في مجال آخر وهو التدريب. بدأ في تطوير نفسه في هذا المجال. هناك أيضا أشخاص يعملون في مجال التدريب دون أن يكون لهم دور كلاعب كرة قدم، فقد اختاروا التدريب كمهنة بدون ممارسة كرة القدم، وهذا ينطبق على مدربنا الحالي الذي يعتبر أحد أفضل المدربين في الدوري الفرنسي .
ولد جوزيف ليوناردو جارديم في 1 أغسطس 1974 في مدينة برشلونة، وله أصول من أحد أبويه في فنزويلا، واستقر جارديم في البرتغال في مدينة ماديرا بين فنزويلا والبرتغال .
بدأت دراسة علم التدريب في عام 1996، وعمل كمساعد لبعض فرق الشباب حتى اكتسب الكثير من الخبرات، ثم عمل كمساعد مدرب لفريق كامارا دي لوبوس في عام 1999، وبقي في هذا المنصب لمدة عام، وكانت المشاركة الأبرز له كمساعد .
كانت أول فرصة للمدرب من خلال فريق كامشي البرتغالي والذي تولى التدريب عام 2003 وقدم معهم فصولا رائعة ونجح في بناء فريق قوي. خلال خمسة مواسم، قاد الفريق في 138 مباراة، فاز في 61 مباراة، تعادل في 43 مباراة، وخسر 34 مباراة بنسبة فوز تتجاوز 44%. بعد ذلك، انتقل إلى فريق تشافيش البرتغالي في موسم 2008 وقضى معهم عاما، حيث خاض 38 مباراة، فاز في 22 مباراة، تعادل في 7 مباريات، وخسر في 9 مباريات بنسبة فوز تبلغ 58%. بعدها، انتقل إلى بيرامار البرتغالي في عام 2009 وحتى 2011 وخاض معهم 66 مباراة، فاز في 25 مباراة، وخسر في 21 مباراة، وتعادل في 20 مباراة بنسبة فوز تبلغ 37%. ومع ذلك، تأهل معهم في الموسم الأول إلى الدوري البرتغالي .
في عام 2011 تولى تدريب أحد الفرق الكبرى في البرتغال وهو نادي براغا وتولى المهمة لمدة عام وخاض 46 لقاء فاز في 27 لقاء وخسر 10 وتعادل في 9 لقاءات بنسبة فوز عالية تتجاوز ال 58 % وبسبب العروض القوية التي قدمها مع براغا تلقى في 2012 عقد تدريب في اليونان من خلال نادي أوليمبياكوس أحد أكبر الفرق اليونانية وخاض معهم 22 لقاء فاز في 16 لقاء وخسر ثلاث وتعادل في ثلاث في نسبة فوز هي الأعلى 72% ، بعدها تلقى عرض برتغالي من خلال نادي سبورتنج لشبونة في 2013 وخاض الفريق في 37 لقاء فازفي 25 لقاء وخسر في 4 وتعادل في 8 بنسبة فوز 67% وفي 2014 تولى تدريب فريق موناكو الفرنسي .
منذ ذلك الوقت وحتى الآن، يقدم فريق موناكو أفضل الأداء وجعل منه واحدة من أندية القمة، خاصة أن موناكو ينافس بشدة في بطولة الدوري الفرنسي للمرة الأولى منذ فترة طويلة بعد أن كان فريق باريس سان جيرمان يهيمن على كرة القدم الفرنسية، بالإضافة إلى وصول الفريق إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وهذا إنجاز كبير للفريق الذي يسعى للفوز ببطولة الدوري الفرنسي .