الرياضة

السيرة الذاتية للمدرب الفرنسي ديشامب

منذ بداية كرة القدم نجد تباينا بين لاعبي كرة القدم حول العالم. هذا التباين أساسي ويحدث في الرياضة بشكل عام، حيث يتم تقسيم الرياضيين إلى فئات. على سبيل المثال، قارة ما تتفوق على قارة أخرى في لعبة كرة القدم. فمنتخب أوروبا يحتل مرتبة متقدمة في التصنيف مقارنة بمنتخبات آسيا وأفريقيا. وبالمثل، تكون الأندية الأوروبية في فئة عالية من الفرق الأسيوية والأفريقية. وهذا ليس عنصرية، بل يعود إلى النتائج التي تظهر تفوقا دائما للاعبين الأوروبيين على اللاعبين من أفريقيا وآسيا. ونفس الأمر ينطبق على الأجور، حيث يوجد لاعبون براتب 100 مليون دولار وآخرون براتب 50000 دولار، وذلك بسبب الاختلاف في الإمكانيات بينهم. وينطبق الأمر نفسه على المدربين، فهناك مدربون في الفئة الأولى وآخرون في المرتبة الأدنى. وبالتالي، من المنطقي أن يكون المدربون في المرتبة الأولى يتولون تدريب أفضل الأندية في العالم، حيث يستغلون الفرصة للتعاقد مع شخص يمكنه أن يضيف قيمة لفريقهم. وفي السنوات الأخيرة، ظهر العديد من المدربين المخضرمين الذين يتميزون بالشبابة، وهناك جيل من المدربين الخبراء الذين لا يزالون يعملون بخبرتهم وجهدهم رغم تجاوزهم سن الستين. وعلى الرغم من تقدمهم في السن، تسعى بعض الأندية الكبيرة والمنتخبات للتعاقد معهم. أما المدربون الشباب في عالم التدريب، فهم الآن من يسيطرون على المشهد الكروي. وتسعى العديد من الأندية لتغيير ثقافتها والتطور عن طريق منح فرصة لهؤلاء الشباب الذين يسعون لإثبات أنفسهم. ومن بين هؤلاء المدربين، يوجد المدرب الفرنسي ديديه ديشامب الذي يشرف على تدريب المنتخب الفرنسي، بالإضافة إلى أنه كان لاعبا كبيرا ترك بصمته في كرة القدم الفرنسية. في الأسطرالقليلة التالية، سنتناول معلومات عن ديديه ديشامب كلاعب ومدرب .

ديشامب كلاعب :

دييديه كلود ديشامب هو لاعب كرة قدم فرنسي ولد في 15 أكتوبر 1968 في بيون، فرنسا. لعب كرة القدم منذ صغره في نادي الهواة المعروف بـ بايون بايون، وأظهر موهبته الكبيرة منذ ذلك الحين. في فترة شبابه، انتقل إلى نادي نانت قبل الانضمام إلى الفريق الأول. قضى أربع سنوات في نادي نانت، حيث خاض 111 مباراة وكان لاعبا أساسيا في وسط الملعب. كان لديه القدرة على التغطية الدفاعية وتوزيع الكرة بشكل هجومي بسهولة، وهذا ما جعله مميزا. في عام 1989، انتقل إلى نادي مارسيليا ولعب معه لمدة أربع سنوات، خاض خلالها 123 مباراة. في عام 1994، تلقى عرضا من نادي يوفنتوس الإيطالي، وهذا كان تحولا كبيرا في حياته المهنية، حيث كانت الكرة الإيطالية تهيمن في ذلك الوقت على كرة القدم العالمية من خلال الدوري القوي الكالتشيو. لعب مع يوفنتوس حتى عام 1999 وشارك في 124 مباراة كأساسي. في موسم 1999-2000، انتقل إلى الدوري الإنجليزي لموسم واحد، حيث خاض 27 مباراة مع الفريق. وفي نهاية مسيرته، لعب في الدوري الإسباني مع فالنسيا وأعلن اعتزاله اللعب في نهاية عام 2001 .

في المستوى العالمي، يعتبر ديشامب قائدا للمنتخب الفرنسي في فترته الذهبية التي فاز فيها بكأس العالم في فرنسا عام 1998، حيث قدم أداء مبهرا مع زملائه وسيطر على جميع الفرق التي واجهها منتخب الديوك. ومع ذلك، عندما انضم اللاعب لأول مرة إلى المنتخب في عام 1989، تم استدعاؤه بواسطة ميشيل بلاتيني، وإجمالي عدد المباريات التي لعبها اللاعب مع المنتخب هو 103 مباراة .

ديشامب المدرب :

بعد أعتزال اللاعب أتجه الى التدريب وتولى التدريب فريق موناكو عام 2003 وفاز معهم ببطولة الكأس ووصل معهم الى نهائي دوري الأبطال الفرنسي عام 2004 وقاد موناكو في 160 لقاء فاز في 79 لقاء وتعادل في 45 لقاء وخسر 36 لقاء ، وفي عام 2006 أعلن نادي يوفنتوس التعاقد مع المدرب الشاب ديشامب بعد رحيل فابيو كابيلو ولكنه أستمر لمدة عام واحد درب اليوفي في 44 لقاء فاز في 31 وتعادل في 11 وخسر 2 ولكن وقتها كان اليوفي يلعب في دوري القسم الثاني بعد فضيحة الرشاوي الشهيرة .

وفي عام 2009 أعلن نادي مارسيليا تعاقده مع المدرب ديشامب وبالفعل استطاع تحقيق أنجاز بالفوز بالليجا أ في الموسم الأول وهذا ما جعل نادي اليوفي يعاود التفاوض مع اللاعب مرة أخرى ولكن ديشامب قرر الباقء مع مارسيليا وقضى ثلاث سنوات حتى عام 2010 قاد خلالها الفريق في 164 لقاء فاز في 82 لقاء وتعادل في 41 وخسر في 41 .

بعد بطولة يورو 2012 ورحيل لوران بلان عن منصب مدرب المنتخب الفرنسي، أعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم تعيين المدرب ديشامب لتدريب المنتخب لمدة عامين حتى كأس العالم. لكنه لم يقدم أداء جيدا في بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل. ومع ذلك، قرر الاتحاد الفرنسي الاحتفاظ به حتى بطولة يورو 2016 التي استضافتها فرنسا. ونجح ديشامب في تشكيل فريق قوي وتقديم أداء مميز خلال البطولة، وكانت أبرز المباريات أمام بطل العالم ألمانيا في نصف النهائي حيث استطاع الفوز بنتيجة 2-0. ومع ذلك، خسر المنتخب النهائي أمام البرتغال في مفاجأة صادمة للجماهير الفرنسية. وبعد البطولة، تم دعم المدرب مرة أخرى حتى كأس العالم 2018 في روسيا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى