السيرة الذاتية للشاعر شهاب الدين العزازي
يعتبر شهاب الدين العزازي واحدا من أشهر الشعراء الدينيين في فترة المماليك، حيث اشتهر ببراعته في أداء وتأليف الموشحات الدينية، وفيما يلي نبذة موجزة عن الشاعر وحياته .
نشأته :
هو أحمد بن عبد الملك بن عبد المنعم بن عبد العزيز بن جامع بن راضي، ويُعرف بلقب “شهاب الدين”، ولد في بلدة أعزاز، وتحديدًا في قلعة أعزاز في الشمال الغربي لمدينة حلب في شمال الشام، وسُمي عزازينسبةً إلى اسم البلدة التي وُلد فيها .
قال عنه صلاح الدين الصفدي : كان العزازي مطبوعاً ظريفاً وجيد النظم في الشعر والموشحات، ولُقِّبَ في توشيع التوشيح باسم `الأديب الوشاح`، وصلاح الدين الصفدي، صاحب كتاب `أعيان العصر وأعوان النصر`، كان أقدم منه في ترجمة الأعمال .
حياته :
يعد شهاب الدين العزازي أشهر شعراء العصر المملوكي،حيث يجيد نظم الشعر والموشحات، وقد عاش تحت حكم الدولة الأيوبية حيث كانت ممالك كثيرة في أنحاء العالم الإسلامي تحكم من قبلهم، ثم انتقل الحكم من يد الأيوبيين بعد مقتل الملك الصالح نجم الدين أيوب وتولي زوجته شجرة الدر، وأصبح مركز الحكم في القاهرة سنة 648هـ أثناء حكم شجرة الدر لكنها قتلت لينتهي بها عصر الدولة الأيوبية .
انتقلت الحكمة من الأيوبيين إلى المماليك البحرية، وسيطرت الأيوبيون على معظم الأصقاع التي كانوا يحكمونها، وأصبح بقايا الأيوبيين يخضعون لسلطة المماليك الذين يتولون تنصيبهم ويعزلونهم أو يستبدلونهم بأحد أبنائهم، ويمكنهم زيادة أو تقليل مساحة مملكتهم .
مذهبه الديني :
يمكن الاستدلال من شعره وسيرته بأنه كان يميل إلى المذهب الشيعي، ولكن هذا الانحياز كان بسبب هوايته وليس بسبب عقيدته، وقد تأثر بذلك بنسبه إلى الحسين بن علي – رضي الله عنهما -،وكان يحب أهل البيت ويتألم لمصائبهم ويعزي الأمة بهم، كما كان يشيد بمكارمهم وأخلاقهم .
يعد هذا الأمر مخالفاً لأحكام غلاة الشيعة، حيث يتبرؤون من بعض الصحابة مثل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم، ولكن العزازي لم يثبت أحداً من آل البيت على الإطلاق، مما جعل الكثير من العلماء والجمهور ينتمون إليه ويقومون بنفس الأفعال التي كان يقوم بها .
نبذة عن ديوانه :
تم العثور على ديوانه الذي جمعه بنفسه، وقام بتبويبه وترتيبه وفقًا للموضوعات، وأشار إلى أنه قام بتقسيمه إلى خمسة فصول
– الفصل الأول : يتم فيها مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، ثم الملوك الذين عاصروهم.
– الفصل الثاني : تشمل مدائح الوزراء والأمراء والقضاة والولاة والأعيان والصدور والكتاب .
– الفصل الثالث : نكت وتحديات وتعازي وغزل وألغاز وعتاب وأخوانيات .
– الفصل الرابع : يُظهر هذا ما حدث بين أدباء العصر وشعراء زمانهم من تبادل الرسائل والردود والاعتراضات والتناقضات .
– الفصل الخامس : يتضمن نهاية الديوانوخاتمته غرائب الأوزان من المخمسات والموشحات .
بعض من أبياته الشعرية :
1- لا أراني الله في طاعته ثانياً عطف ثنائي أو عصيا
ومتى غيرت إخلاصي له كنت في ما أدعي منه دعيا
2- قال أيضا في شعر المدح :
وما عاودته أبغي نداه وأسأل رفده 2 إلى بداني
فكم هي مهور بنات فكري الثمينة ومكاني الرفيعة في الكرامة
أبا الفتح استمعها من ولي ذكرك لم يزل رطب اللسان
منقحة تميل بكل عطف كما مالت به بنت الدنان
عمله ورحلاته :
كان العزازي يعمل تاجرًا للقماش في بقيسارية جهاركس الخليلي في القاهرة، وبعد ذلك أطلق عليه اسم البزاز نسبة إلى هذه التجارة. وتعد التجارة مصدر رزقه الرئيسي بجانب العطايا والصلات التي يتلقاها كمكافأة على شعره .
انتقل من الشام إلى مصر ليعيش هناك، واستقر في القاهرة التي أصبحت موطن تجارته ومصدر إلهام شعره، وكان يسافر بين مصر والشام بشكل مستمر، وخاصة إلى مدينة حماة. وتوفي في القاهرة في شهر محرم من عام 710 هـ الموافق لعام 1310 م .