السيرة الذاتية للشاعر اللبناني غريغوار حداد
الشاعر غريغوار حداد، الملقب بـ `شاعر الفقراء`، هو واحد من الأشخاص الذين تضاربت حوله الآراء، إذ حصل على شعبية كبيرة خلال حياته وبعد وفاته، وعلى الرغم من أن لديه العديد من المتابعين، إلا أن هناكأيضًا العديد من المنتقدين له، فهو شخص جمع بين المؤيد والمعارض في نفس الوقت .
حصل غريغوار حداد على العديد من الألقاب والمسميات المختلفة والمتعارضة، فقد لُقِّب بـ (مطران الفقراء، القديس، والشيوعي، المصلح الاجتماعي، ورجل الدين، والمطران)، وغيرها من الألقاب والمسميات. وكانت حول غريغوار دائمًا هناك غموض وعدم فهم حول العديد من الأحداث التي يمر بها .
في هذا المقال، سنقدم جزءًا من السيرة الذاتية للمطران غريغوار حداد، الذي يحيطه الغموض من كل اتجاه. ونظرًا لأن غريغوار حداد يتمتع بشعبية كبيرة ويحظى بمحبة كثيرين، الذين يرغبون في معرفة المزيد عنه، سنعرض لمحة سريعة عن سيرته الذاتية.
من هو غريغوار حداد :-
غريغوار حداد من أصول مسيحية ولد في عام 1924 ، ولد غريغوار من أصول لبنانية ولأسره متبعة للمذهب الأرثوذكسي ، تم تسمية غريغوار بهذا الأسم نسبة للبطريرك غريغوريوس رئيسة كنيسة انطاكيا ،في عام 1949 قام غريغوار بدراسة الاهوت في جامعة القديس يوسف ب بيروت ظن تم تعين غريغوار حداد أسقفا عام 1965 ، وبعد وفات المطران فيلبس الذي كان غريغوار نائبا له والذي استلم غريغوار مكانه ليكون مطرانا مكان المطران فيلبس.
كان غريغوار حداد يتمتع بقوة وهيبة، وكان شخصا روحانيا بدرجة كبيرة. كان غريغوار دائما متحفظا ومحترما، ولكنه لم يتخلى أبدا عن الابتسامة وكان لديه روح الدعابة. وكان معروفا بقربه من قلوب الناس، وعلى الرغم من ذلك، كان يفضل العزلة دائما .
كان غريغوار حداد رجل ذو صدر واسع، وكان يمتلك مهارات الاستماع والحوار بشكل ممتاز، وكان يحب أن يلقي خطبه بلغة عربية فصيحة وبسيطة حتى يستطيع الجميع فهمها. كان غريغوار رجلًا صريحًا ويتحلى بالصدق والإفصاح الصريح دون تزييف.
دور غريغوار حداد في العمل الجماعي :-
أهتم غريغوار بالفقراء بشكل كبير فكان يشغله أمرهم بشكل كبير ، فقد قام غريغوار عام 1957 على تأسيس الحركة الاجتماعية ، والتي كانت تضم 6 شبان وفتيات كانوا من جميع الطوائف المسيحية والإسلامية ، أخذت الحركة الاجتماعية الترخيص عام 1961 ، وقامت الحركة على أسس إنسانية تقوم على الإحسان وكانت تحت شعار ( مجتمع أكثر انسانية ).
كانت الجمعية مستقلة وغير تابعة للحكومة أو أي طوائف أو حزب أو عقيدة. كانت هذه الحركة تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية. لذلك كانت الحكومة تتهم هذه الحركة بخلق دولة موازية وبأن تصرفاتها تميل للعمل السياسي، وذلك بسبب شعبيتها الكبيرة التي حظيت بها الحركة والتي جعلت غريغوار يحمل لقب (مطران الفقراء) في ذلك الوقت.
دور غريغوار حداد في المجال الفكري والأدبي :-
بجانب خدمة غريغوار في الكنيسة بالإضافة لدوره في رعاية الفقراء والعمل الاجتماعي ، كان له دور إضافي أيضا وهو حبه بالأدب فقرر غريغوار حداد إنشاء مجلة بالإشتراك مع صديقين له مع ضم عدد من المثقفين الموجودين ب لبنان ، وكانت المجلة تحت مسمى (( آفاق)) .
كانت مجلة آفاق هدفها الأساسي مساندة الفقراء والمعدومين ، تعرضت مقالات غريغوار حداد لانتقاد لاذع بسبب أسلوب كتابة غريغوار وأسلوبه وبسبب كتابته نشأت أزمة كبيرة في الكنيسة وقامت الفاتيكان باستدعاء غريغوان حداد ليمثل اللجنة المختصة ، وقررت اللجنة أن كتابات غريغوار لا تخرج على العقيدة الكاثوليكية.
دور غريغوار حداد تجاه الطائفة الإسلامية :-
عمل غريغوار على إقامة حوار مع الطائفة الإسلامية، وعمل على تعزيز التعايش والعلاقات بين المسلمين والمسيحيين من خلال إقامة حوار بينهما .