السيرة الذاتية للأديب الإفريقي أولوداه إكيوانو
الحرية هي أسمى ما يمتلكه الإنسان، فهي التي تضفي معنى وأهمية على الحياة، ومن لا يمتلك حريته فإنه لا يمتلك نفسه، ولا يمتلك سيطرة على حياته، وفي الماضي كانت العبودية والرق تنتشران بشكل كبير في المناطق التي تخضع للاستعمار، لكن هناك مناضلون كثيرون عملوا من أجل الحرية ونادوا بالمساواة بين الجميع، وخلق الله الناس جميعهم أحرار، وليس هناك فرق بين الأبيض والأسود، ومن أهم المفكرين والأدباء والسياسيين الذين نادوا بإلغاء العبودية وتحرير الرق كان الأديب الإفريقي أولوداه إكيوانو، وفيما يلي سنتناول لمحات من حياة هذا الأديب الذي كافح طوال حياته لتحقيق حرية الإنسان والمساواة.
أولوداه إكيوانو
ولد الأديب الإفريقي أولوداه إكيوانو في السادس عشر من أكتوبر عام ١٧٤٥ م، بمقاطعة إيبو في نيجيريا، واشتهر بإسم غوستلفوس فاسا. تم استعباده في الصغر، حيث كانت نظام الرق معتمدا ومنتشرا بشكل خاص في الدول الإفريقية الفقيرة. قضى أولوداه بعض فترة حياته كعبد تم بيعه وشراؤه، ولكنه كان أحد المفكرين الذين آمنوا بأن الله خلق الناس جميعا أحرارا، فناضل من أجل استعادة حريته وعمل بجد ليشتري نفسه من أسرة العبودية. بعد ذلك، عمل كتاجر ومستكشف وقام برحلات استكشافية في أمريكا الجنوبية وجزر الكاريبي والمستعمرات الأمريكية والمنطقة القطبية.
كما عمل أيضاً كمؤلف وأديب حيث ألف سيرته الذاتيه، والتي تحدث فيها عن ويلات الرق والصعوبات التي يعيشها المستعبدون في الأرض وذلك في عام 1789م، كما إستقر بالمملكة المتحدة عام 1792م، حيث جاهد في العمل على إلغاء منظومة الرق من العالم بأسره، وتوفي إكيوانو في مدينة لندنبعد أن قضى حوالي 52 عاماً يناضل من أجل الحرية وحقوق العبيد .
كيف حصل أولوداه إكيوانو على حريته
يحكى أن أولوداه كان مملوك لشخص يدعى مايكل باسكال، والذي قام ببيعه إلى قبطان سفينة إنجليزي، وقد باعه القبطان لأحد التجار المشهورين في ذلك الوقت ويدعى روبرت كينج، في أثناء وجود أولوداه على سطح السفينة كان يعمل في صالون حلاقة بها، وإستطاع من خلال عمله أن يجني بعض المال الذي ساعده بعد ذلك في الحصول على حريته.
دور أولوداه إكيوانو كان مهمًا في إلغاء الرق والعبودية
انضم إلى حركة الأحرار أبناء أفريقيا وأصبح عضوًا بارزًا فيها، وأكمل مسيرته في الدعوة إلى التخلص من الرق والعبودية.
2- يساند الحركة الإفريقية في بريطانيا لإنهاء تجارة الرق وعبودية السود من سكان القارة السمراء، وتأسست الحركة من قبل أحد عشر رجلا أسود من المناضلين ضد العبودية، وذلك في عام 1807 م.
3- تم إصدار قانون حماية العبيد في عام 1807 والذي كان له دور كبير في إنهاء تجارة السود بالمملكة المتحدة وجميع مستعمراتها عبر العالم – حيث كانت بريطانيا واحدة من الدول الإستعمارية الكبرى – وقد أطلق عليها لقب الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في ذلك الوقت لكثرة مستعمراتها حول العالم، وقد كان لسيرة أولوداه الذاتية أكبر الأثر في إصدار هذا القانون، حيث أفصحت سيرته عن الكثير من المآسي التي يلاقيها المستعبدون، وشرحت بشكل تفصيلي معاناة من لا يملكون حريتهم.
جوجل تحتفل بأولوداه إكيوانو
تكرّم جوجل اليوم بالذكرى الـ 272 لميلاد الأديب الإفريقي أولوداه إكيوانو، تقديرًا لمسيرته في التخلص من العبودية والطريق الذي سلكه نحو الحرية والاستقلال، ودوره البارز وكفاحه على مدار السنين في إلغاء العبودية وتحرير الكثيرين منها حول العالم.