السيدة زينب بنت علي بن ابي طالب رضي الله عنهما
السيدة زينب، إحدى حفيدات الرسول صلى الله عليه وسلم، هي ابنة السيدة فاطمة بنت الرسول وسيدنا علي بن أبي طالب، وأخت كلا من سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما. كانت إحدى أشهر السيدات في الإسلام، وتمتعت بمكانة رائعة. عاشت في العراق ودفنت في مصر .
ولادة السيدة زينب و نشأتها
ولدت السيدة زينب في الخامس من جمادي الأول ، من العام السادس هجريا ، و هناك عدد من المصادر التاريخية الأخرى ، تعمل على تحديد موعد ولادتها ، و لكن هذا الموعد هو الموعد الأدق ، و بعض المؤرخين يتحدثون عن موعد ولادتها ، بأنه كان بعد ولادة المحسن بن علي بن أبي طالب ، و قد عاشت السيدة زينب في المدينة المنورة بصحبة أسرتها ، و جدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد ذلك هاجرت إلى الكوفة بصحبة أخويها الحسن و الحسين ، و استقرت هناك لفترة من الزمن .
تزوجت السيدة زينب بعد ذلك من عبد الله بن جعفر بن علي بن أبي طالب، ابن عمها، وأنجبت منه ثلاثة أبناء هم علي وعون وعباس، وكانت لديها بنت واحدة تعرف باسم أم كلثوم .
دور السيدة زينب في المعارك الحربية
كانت للسيدة زينب دور في العديد من المعارك الحربية، وأبرزها معركة كربلاء، والتي تعد من أهم الأحداث التي هزت عرش الأمة الإسلامية، بالإضافة إلى شهادتها للعديد من الأحداث الهامة، بما في ذلك مقتل أبيها علي بن أبي طالب، ووفاة الحسن بن علي بعده، واستشهاد الأمام الحسين بن علي في معركة كربلاء على يد الأمويين الذين رغبوا في تحقيق السلطة .
بعد ذلك في عام 61 هجريا، أمر يزيد بن معاوية الأموي بإخراجها من الجزيرة العربية، وطلب منها أن تختار مكانا للعيش فيه، لأن وجودها داخل الجزيرة العربية يشكل خطرا على الخلافة الأموية، وفي البداية رفضت ذلك واستنكرته بشدة، وقال لها عبد الله بن عباس إنها تذهب إلى مصر، حيث يحبها الناس كثيرا بسبب نسبها لرسول الله، وأن مصر هي أفضل أرض للعيش فيها .
إنتقال السيدة زينب إلى مصر
قررت السيدة زينب عليها السلام أن تنتقل إلى مصر، وقد وصلت إلى مصر في عام 61 هـ، حتى وصلت إلى مدينة بلبيس بالشرقية، وهناك خرج المصريون لاستقبالها بالتهليل والاحتفال، وكان على رأسهم الوالي الأموي المصري، وكانت مسلمة بن مخلد الأنصاري في استقبالها، وقد اقامت في بيته، حتى توفيت في الرابع عشر من رجب عام 62 هـ، وقد دفنت في نفس المكان الذي عاشت فيه، وهو بيت الوالي، ويقال إن هذا المكان أصبح قبرا لها .
بعد ألقاب السيدة زينب رضي الله عنها
تميزت السيدة زينب بعلمها وورعها، بالإضافة إلى شجاعتها التي تعادل شجاعة الرجال. وكانت تتمتع بقوة الحجة والبيان، وقد أطلقت عليها العديد من الألقاب، ومن أبرز هذه الألقاب أم هاشم. وذلك بعد أن قامت بحمل راية الهاشمية بعد مقتل أخيها الحسين. واشتهرت أيضا بلقب صاحبة الشورى، وذلك لأنها كانت مرجعا للآراء لوالدها وإخوتها. وأطلق عليها أيضا لقب الطاهرة، وقد أطلقه الإمام الحسن عليه. وبالإضافة إلى ذلك، سميت بعقيلة بني هاشم .