السياحةالعالم

السياحة في قرية “كوسكوي” لغة التواصل فيها هي الصفارة

تتميز تركيا بتوفر جميع أنواع السياحة، حيث يمكنك الاستمتاع بالسياحة التاريخية والترفيهية والعلاجية وسياحة الصيد، بالإضافة إلى الاستمتاع بالمنتجعات والمصايف والسياحة الغريبة، والتي تعني زيارة أماكن غير اعتيادية وغير تقليدية. هناك عدد من الأماكن غير التقليدية في تركيا تعد عاملا مهما في جذب السياح، بما في ذلك قرية كوسكوي، حيث يتوافد السياح من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بلغة جديدة للتواصل الإنساني، وهي لغة الصفير

من بين القرى التركية الغريبة الأكثر أهمية، تقع قرية `كوسكوي` في منطقة جاناشي التركية، المعروفة أيضا بـ Canakçı. يتميز سكان هذه القرية منذ العصور القديمة بمهارتهم الاستثنائية في ابتكار طرق وأساليب جديدة للتواصل مع الناس. ومن بين تلك الأساليب المبدعة، لغة الصفير. ابتكرت القرية هذه الحيلة لحل مشكلة التواصل عبر المسافات البعيدة في ظل انعدام الكهرباء ووسائل الاتصال الحديثة. وقد تم ابتكار هذه الطريقة قبل أكثر من 400 عام كوسيلة بسيطة للتواصل عبر الصفير، وأطلق السكان عليها اسم `لغة الطيور` أو `كوس ديلي` (kuș dili)، نسبة إلى مكان نشأتها، وتعني باللغة العربية `قرية العصافير`

كانت تلك الطريقة هي وسيلة الاتصال و التواصل في تلك القرية ذات الطبيعة الخلابة والسحر و الإبداع في مزارع جبال بونتيك ذات المنحدرات الجبلية الوعرة التي تجعل السفر لمسافات طويلة شيء مرهق جدًا فقاموا باستخدام بديل و لغة للتواصل بينهم و بين القرى و المزارع المجاورة لهم وابتدعوا تلك الطريقة الصفير من زقزقة العصافير و لكنهم بدؤا باستخدام الكلمات أو مقاطع من الكلمات التي أثبتت فاعليتها أنها اقل استهلاكا و اقل طاقة من الصراخ أو المشي كل تلك المسافات الطويلة من أجل الوصول للشخص الأخر المراد أن يتكلم معه .

كذلك، نجح أهالي القرية في إبتكار لغة الصفير أو لغة زقزقة العصافير التي تستخدم للتواصل بينهم وإعلام بعضهم بوجود زائر جديد، سواء لطلب المساعدة أو دعوة الأصدقاء لتناول الشاي والقهوة. وحتى تمكنوا من صياغة حوارات طويلة ومعقدة بواسطة الصفير، حيث يصل صداها على مسافات بعيدة. وبفضل تلك اللغة، تربط أهالي القرية علاقات قوية مع جيرانهم في القرى المجاورة. واستمر أهل القرية في استخدام تلك اللغة، ولكن مع دخول الكهرباء إلى القرية في عام 1986، بدأت تلك اللغة تتلاشى تدريجيا بسبب هجرة الشباب للعمل في المدن واعتمادهم على وسائل التواصل الحديثة. وأصبح استخدام تلك اللغة محصورا لدى كبار السن والأجداد

يتوافد عدد كبير من السياح إلى تلك القرية لتعلم تلك اللغة الغريبة والتمتع بالتواصل بها. ويستمتع السياح بالجمال الخلاب المتواجد في القرية. يحكم تلك القرية رجل يدعى محمد فاتح كارا، وهو يبذل قصارى جهده للحفاظ على تلك اللغة من الانقراض وجعلها شعبية بين الشباب الصغار، لتعزيز حركة السياحة داخل القرية بشكل كبير. تنظم القرية مهرجانا سنويا لتعزيز تلك اللغة وتشجيع الشباب على تعلمها، ويجذب المهرجان حوالي 20000 سائح وزائر سنويا .

تعد تلك القرية حقا من التجارب الرائعة زيارة تلك القرية المميزة واكتشاف تجربة جديدة وممتعة للتواصل بين البشر باستخدام لغة الطيور وزقزقة العصافير أيضا في جاناشي التركية (كاناكشي يوجد العديد من الآثار والمعالم السياحية التي يقصدها الزوار والمطاعم والفنادق الفخمة لا يفوتك الذهاب لتلك القرية لو كنت من محبي معرفة ومشاهدة الأشياء الغريبة خاصة لغات التواصل بين البشر) ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى