السياحة العلاجية في السعودية
المملكة العربية السعودية تعد واحدة من أهم الدول العربية التي توفر فيها خدمات صحية إضافية. ورغم أن بعض الناس يفضلون السفر للعلاج في الخارج بتكلفة أقل من تلك في السعودية، إلا أن نشاط السياحة العلاجية، أو ما يعرف بالعلاج التأهيلي، سيزيد بشكل كبير من نسبة تشغيل المستشفيات الخاصة، مما يعني تركيزنا على المواطن السعودي الذي يسافر إلى الدول المجاورة للحصول على العلاج التكميلي أو التجميلي داخل المملكة. إن المشكلة التي يواجهها قطاع السياحة العلاجية داخل المملكة هي ضعف التسويق في بعض الدول المجاورة، حيث يتم التنافس في الأسعار، ونجد أن الكثير من المرضى السعوديين يفضلون العلاج في الخارج، ولكنهم يتعرضون للغش والتلاعب من قبل تلك المراكز. وبالإضافة إلى ذلك، في بعض الأحيان يتم تنفيذ العلاج في الخارج بواسطة غير أطباء استشاريين الذين يمتلكون شهادات معترف بها، بل يتم التعامل في العديد من الحالات مع أخصائيين وفنيين وحتى ممرضين .
التعاون بين القطاعين العام والخاص في تطوير السياحة العلاجية
لأن السياحة العلاجية من أهم أشكال السياحة لتحقيق عوائد اقتصادية، فقد منحت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني هذا المجال اهتماما خاصا من خلال العمل في عدة محاور، منها تكاتف القطاعين العام والخاص لتطوير سياحة الصحة والاستشفاء. تعتقد الهيئة أن ذلك سيساهم بشكل كبير في تنمية وتعزيز هذا النشاط الاستثماري الهام. يعود السبب في ذلك إلى النمو الكبير الذي تشهده المملكة في المجال الصحي والطبي، مما يستدعي الاستفادة من ذلك من خلال تفعيل جانب السياحة العلاجية وجذب الخبرات الدولية الماهرة. ومن الجدير بالذكر أن الاهتمام بالسياحة العلاجية سيؤدي إلى زيادة نسبة التشغيل في المستشفيات السعودية بنسبة كبيرة. ويجب أيضا التركيز على المواطن السعودي الذي يسافر إلى الخارج للعلاج، ومن ثم محاولة جذب الأفراد من خارج المملكة لتلقي العلاج .
يجب توحيد الجهود داخل المملكة لتشجيع المستثمرين والشركات المعنية بالقطاع السياحي على الاستثمار في السياحة العلاجية، التي تعد واحدة من أهم الاستثمارات السياحية في المملكة بسبب توفر العديد من المقومات الطبيعية والإمكانيات الطبية المتميزة، والتي يمكن أن تحقق عوائد مالية مرتفعة، بالإضافة إلى ضرورة توفير الدعم الحكومي للقطاع الخاص من خلال الدعم التنظيمي والمالي والاستثماري لتشجيع الاستثمار في منتجعات الصحة والاستشفاء وتطوير الخدمات المتبعة فيها .
وأخيرا، يجب التنسيق مع وزارة الصحة والوزارات الأخرى والقطاع الخاص الطبي والسياحي ومنظمي الرحلات السياحية من أجل تنمية السياحة العلاجية في المملكة. ينبغي أيضا تشجيع المستثمرين والشركات العاملة في قطاع السياحة على الاستثمار في مجال السياحة العلاجية والاستشفاء، الذي يعد أحد الاستثمارات السياحية الهامة التي يمكنها تحقيق عوائد مالية عالية، وذلك بفضل توفر العديد من المقومات الطبيعية والإمكانيات الطبية داخل المملكة العربية السعودية .