السموم القاتلة على مر العصور
أصبح العالم مبدعًا في صناعة السموم التي تؤدي إلى وفاة الملايين من البشر في دقائق قليلة، واليوم يتم استخدام الأسلحة لإرتكاب الجرائم في أقل من ثانية واحدة، ولكن هل فكرت يوماً في كيفية ارتكاب الجرائم قبل ظهور الأسلحة؟
كانت السموم تعتبر بديلة للأسلحة في الماضي واعتبرت أسهل وسيلة لارتكاب جرائم القتل والانتحار، وتستخدم لأغراض متعددة سواء كانت سياسية أو شخصية، وتستخلص المواد السامة من مصادر طبيعية أو تصنع كيميائيا. على الرغم من خطورة هذه المواد، لا يزال هناك أمل في الشفاء وإنقاذ الأرواح إذا لم ينتشر السم في كل خلية من خلايا الجسم، ولكن هذا لا يقلل من خطورتها وآثارها الجانبية.
هذه هي أشهر السموم القاتلة التي تم استخدامها لارتكاب الجرائم عبر التاريخ.
1- السيانيد : السم الأكثر شهرة هو السيانيد، والذي قدمته الكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستي في رواياتها، وكانت واحدة من أسرع طرق القتل التي عرضت في أفلام هوليوود، حيث يؤثر على وظيفة الجهاز العصبي المركزي، مما يسبب الشلل الكلي، ويؤثر أيضا على القلب حيث يعوق تدفق الأكسجين في الدم. يأتي السيانيد في أشكال مختلفة، بما في ذلك غاز سيانيد الهيدروجين الذي يقتل في غضون دقائق قليلة إذا تم استنشاقه، ويأتي أيضا على شكل أقراص، وهناك شائعات تفيد بأن بعض الوكلاء السريين كانوا يتناولون هذه الأقراص عندما يتم القبض عليهم لإنقاذ أنفسهم من التعذيب أثناء التحقيقات.
2- مادة تيدرودوتاكسين : يتسبب بعض السموم العصبية في تأثير الوظائف الحيوية للمخ، ويبدأ ظهورها بشلل الفم ثم تتصاعد بسرعة لتدخل الضحية في حالة غيبوبة، وفي النهاية يتم تدمير الجهاز العصبي بالكامل وتموت الضحية فورا. تم اكتشاف هذا السم في المخلوقات البحرية وخصوصا الأخطبوط ذو الحلقات الزرقاء والينفوخة، ويمكن للأخطبوط حقن السم عن طريق الاتصال المباشر مع الإنسان، ولكن يترتب على تناول الأخطبوط خطر الإصابة بالسم. ومن الغريب أن الأسماك المصنوعة من هذه المخلوقات تستخدم بكثرة في صناعة السوشي في اليابان، وقد تسببت هذه الأسماك في مقتل العديد من الأشخاص في اليابان بسبب عدم تنظيفها بشكل صحيح، لذلك يتم تقديم هذه الأسماك تحت إشراف طهاة ذوي الخبرة والمدربين جيدا في التعامل معها.
3- البولونيوم : يستهدف السم الإشعاعي خلايا الجسم ويقوم بقتلها على الفور إما عن طريق الحقن في الجسم أو استنشاقها. ويتميز بالقتل البطيء، حيث يمكن أن يستغرق شهرا كاملا قبل أن يسقط ضحاياه، وللأسف لا يوجد له علاج. وقد استخدم هذا السم لقتل شخصيات سياسية معروفة مثل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والوكيل الروسي الكسندر ليتفينينكو.
4- الزئبق
ربما درست أن للزئبق ثلاثة أشكال مختلفة
- الزئبق هو العنصر المستخدم لقياس درجة حرارة الجسم، وهو سام فقط عند استنشاقه لأنه يعطل وظائف الجهاز العصبي المركزي ويسبب الموت الفوري، أما لمس السائل فلا يشكل خطرا على الإطلاق.
- يستخدم الزئبق غير العضوي في صناعة البطاريات، ويكون الخطر المرتبط به فقط في حالة تناوله.
- الشكل الثالث هو الزئبق العضوي الموجود في أسماك التونة، ويسبب السمية فقط عند تناول كميات كبيرة منه، لذلك ينصح بتناول أسماك التونة بكميات محدودة دائماً.
5- سم البوتولينيوم : تعتبر مادة شديدة السمية جدا عند اتصال البكتيريا الموجودة فيها بجرح مفتوح، حيث يمكنها أن تصيب العضلات وتتلف وظائف الرئتين. والمثير للدهشة في هذه المادة أنها تستخدم في حقن البوتوكس لأغراض التجميل وتطوير الأسلحة القاتلة، وبالتالي فهي قادرة على إبادة الكوكب بأكمله.
6- الزرنيخ : الزرنيخ هو واحد من المعادن الثقيلة المعروفة بأنها شديدة السمية، وحصل على لقب (ملك السموم)، وكان في الماضي مادة مثالية لارتكاب الجرائم دون المخاطرة بمعرفة الجاني. من المثير للسخرية أنه كان يستخدم لأغراض تجميلية مثل تبييض الجلد، لكن تبين أنه السبب في وفاة بعض الشخصيات الشهيرة مثل سيمون بوليفار ونابليون بونابرت.
7-الريسين : يتم استخراج هذا البروتين من بذور نبات الخروع، ومن المؤسف أن تناوله عن طريق الفم أو الاستنشاق أو حتى الحقن يتسبب في وفاة الشخص، حيث يعيق تشكيل البروتين داخل الخلايا مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم وحدوث حمى عالية.
8- الإستركنين : يمكن استخراج هذا السم من النباتات، وهو سم قوي لا رائحة له، ويكفي كمية ضئيلة منه لهذا الغرض. كان يستخدم سابقا كمبيد حشري، وتظهر الأعراض الأولى لتسممه بالقيء والغثيان الحاد، ثم تزداد الأعراض لتشمل تقلصات شديدة في العضلات وتنتهي بالاختناق.
9- نبات ست الحسن
يتميز هذا النبات بالاسم الجميل المستمد من اللغة الإيطالية ويستخدم في منتجات التجميل، ولكن أوراق هذا النبات سامة إذا تم تناولها.
10-نبات الشوكران الأبقع
كانت النبتة المعروفة باسم السمق هي المادة المستخدمة لتعذيب السجناء خلال العصور القديمة في اليونان، حيث تسبب فاعلية السم في شلل كامل لجميع العضلات، ولكن يظل المخ يعمل حتى يتم تدمير الجهاز التنفسي ويفارق السجين الحياة، وازداد شعبية هذا النبات بعد استخدامه لقتل الفيلسوف سقراط.