السلوك العدواني عند الحيوانات
يتعذر ربط السلوك العدواني بالعلاقات البشرية فقط؛ بل هو سلوك طبيعي جذري للحيوانات؛ حيث يحدث صراع بين الحيوانات المختلفة لعدة أسباب، وليس مقتصرا على الحيوانات المفترسة فحسب؛ بل يشمل جميع الحيوانات التي تدافع عن نفسها في بعض الأحيان، سواء للحصول على فريستها أو لفرض سيطرتها. وبالتالي، يحتوي عالم الحيوانات على مجموعة متنوعة من السلوكيات.
تعريف السلوك العدواني لدى الحيوانات
يشمل السلوك العدواني للحيوانات أي ضرر أو أذى يلحق بحيوان آخر من قبل حيوان آخر، وقد قسم علماء الأحياء السلوك العدواني للحيوانات إلى نوعين وهما:
النمط الافتراسي أو الضاري
في هذا النوع من السلوك العدواني، يهاجم الحيوان آخر أو يدافع عن نفسه ضد الهجوم أو يهاجم حيوانًا آخر ينتمي إلى نوع مختلف من الحيوانات. وبالتالي، يعتبر هذا السلوك حربًا بين نوعين مختلفين من الحيوانات.
النمط العدواني بين أفراد النوع الواحد
في هذا السياق، يقوم الحيوان بالاعتداء على حيوان آخر من نفس نوعه. ويعتبر هذا السلوك الحيواني الأكثر شيوعا في المملكة الحيوانية. يذكر أن هذا السلوك هو الذي تختصم فيه البهائم عندما يقام يوم القيامة، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: `سيتخاصم كل شيء في يوم القيامة، حتى الشاتين اللذين انطحتا.
أساليب العراك في السلوك العدواني بين الحيوانات
تتنوع الحيوانات التي تتبع سلوكا عدوانيا، بما في ذلك شقائق النعمان وجراد البحر والفئران وديدان البحر وغيرها الكثير في عالم الحيوانات. ورغم وجود هذا التنوع الكبير في الحيوانات، فإنه ليس جميعها يستخدم هذا السلوك لأسباب مختلفة. وتختلف أساليب العراك المستخدمة أيضا بين الأطراف المتنازعة. ومن الأمثلة على هذا السلوك هو ما تقوم به شقائق النعمان؛ حيث تقوم بتجريح بعضها البعض باستخدام أطراف مسلحة تحتوي على خلايا لاذعة.
هناك العديد من الحيوانات المفترسة التي تعتمد على غريزتها؛ حيث تهاجم فريستها باستخدام أنيابها الحادة التي تقضي على الفريسة، مثلما تفعل الأسود. وعادة، تحدث الاشتباكات بين اثنين أو أكثر من الحيوانات. كما يحدث بعض الحالات التي ينخرط فيها العديد من الحيوانات، كما يحدث في المعارك المميتة بين مستعمرات النمل المتجاورة خلال فصل الربيع. وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى معركة النمل في قوله `يقتص الخلق بعضهم من بعض حتى الجمامة من القرناء وحتى الذرة من الذرة`. ويشير هنا الذرة إلى النمل الصغير.
أسباب السلوك العدواني بين الحيوانات
يمكن أن يعود هذا السلوك العدواني المتأصل في عالم الحيوان إلى أسباب بيولوجية مثل الصراع على الغذاء أو المأوى أو الأقران أو مناطق النفوذ. ويمكن أن يكون هذا السلوك نتيجة لتأثيرات عصبية وجينية وهرمونية وبيئية. قد يتبع هذا السلوك لأغراض الثأر أو فرض السيطرة على موقع معين. وقد ينتهي النزاع بموت بعض الأطراف المتنازعة أو بتسبب جروح مختلفة في جسد أحد الأطراف أو جميعها. وفي كل الأحوال، ينطبق قانون البقاء أو تحقيق الانتصار على الأقوى. وتمتلك الحيوانات إرادة وحرية إدراكية إلى حد ما، لكنها لا تشبه الطبيعة البشرية في فهمها واستيعابها. ومع ذلك، تتبع الحيوانات سلوكيات تساعدها على البقاء.