السلطان محمد بهادر شاه اشهر ملوك الهند
محمد بهادر شاه كان أحد أعظم الأباطرة المغول في الهند، وهو من بين أعظم الملوك المسلمين الذين حكموا هناك في نهاية الفترة .
محمد بهادر شاه الثاني
هو سراج الدين محمد بهادر شاه ظفر، ويُعرف أيضًا باسم بهادر شاه أو بهادر شاه الثاني، ووُلد في الرابع والعشرين من أكتوبر 1775، وتوفي في السابع من نوفمبر 1862 .
: عانت الهند لفترة طويلة من تردي حال المغول، وتعرضت للاحتلال من قبل الغزاة متعاقبين، حتى تم استيلاء الإنجليز عليها وفرض سيطرتهم ونفوذهم عليها .
– و هنا كان الوقت الذي تولى فيه بهادر شاه الثاني الحكم ، و كان وقتها خلفا لأبيه محمد أكبر شاه الثاني ، في هذا الوقت كان الإنجليز قد تمكنوا من السيطرة على البلاد بالكامل ، و كذلك فرض النفوذ على كافة سلاطين الهند ، حتى أن السلاطين كانوا يتقاضون رواتبهم من الإنجليز ، و قد وصل سلطتهم في ذاك الوقت إلي التحكم في من يدخل مدينة دلهي و من يخرج منها .
مقدمات الثورة في الهند
– يتفق جميع المؤرخين على أن الثورة شعلت بواسطة المسلمين والهندوس الهنود معا، الذين كانوا ملتحقين بالجيش البريطاني، وذلك بسبب تعنت الإنجليز في التعامل معهم. ومن أمثلة هذا التعنت، عندما أجبروا على قطع الدهن المتجمد الذي يستخدم لتشحيم البنادق باستخدام أسنانهم، مما أدى إلى هجومهم على ضباط الإنجليز وقتلهم .
في ذلك الوقت، قام علماء المسلمين بدعوة التوقيع على فتوى الجهاد في المسجد الجامع بمدينة نيودلهي، وقد وقع على هذه الفتوى كبار العلماء البارزين في تلك الحقبة، وحظيت هذه الثورة بالتأييد من جميع الحاضرين، حيث اتفق الجميع على أن بهادر شاه هو قائد هذه الثورة .
لم تكن الثورة في المنطقة مخططة مسبقًا، ولم تكن لها قيادة واعية، ولم يكن ذلك بسبب ضعف شاه بهادر، بل كان ذلك بسبب الظروف العامة .
في ذلك الوقت، نجح الإنجليز في إعادة تنظيم أنفسهم وجمع عدد من الأمراء الذين يؤيدون حكمهم ويعارضون حكم المسلمين، وهو ما ساعدهم على مواجهة هذه الثورة العنيفة .
وحشية الانجليز
بعد إفشال الثورة، قبض الإنجليز على بهادر شاه قائد الثورة، وكان أفراد عائلته معه وتم تقييدهم. وأثناء عودتهم، قاموا بقتل ثلاثة منهم وقطع رؤوسهم .
– كانت من بين أكثر سلوكياتهم الفاسدة أنهم قاموا بتحضير الطعام للملك وإدخاله إلى محبسته، وعندما كشف الملك الغطاء عن الطعام لتناوله وجد أن رؤوس أبنائه الثلاثة موضوعة على رأس المائدة ومغطاة بالدماء .
في هذه الموقف، ظهر كبرياء هذا الرجل العظيم، حيث أشار بثبات إلى رؤوس أبنائه ونظر إليهم قائلاً: `هؤلاء هم أبناء تيمور البواسل` .
محاكمة الملك بهادر شاه
أُجريت محاكمة صورية لبهادر شاه من قِبَل الإنجليز في مدينة دلهي في السادس والعشرين من يناير عام 1858 .
اتُهِمَ بأنه كان معاونًا للثورة وأنه قتل رجالًا ونساءً وأطفالًا إنجليزًا، وأُدِين بالإعدام، وتم تخفيف حكمه إلى النفي إلى مدينة برانكون، وهي عاصمة بورما .
تم تخصيص مكان لحفظه وزوجته وأولاده بحراسة مشددة، وفيما بعد انهارت الدولة الإسلامية في الهند وسقطت الدولة المغولية الإسلامية في الهند .
ظل بهادر شاه في سجنه حتى توفي في يوم الجمعة الموافق السابع من نوفمبر عام 1862، ولم يترك وراءه سوى بعض الأشعار التي كتبها، حيث عبر فيها عن المأساة التي عاشها .