السلطان عبد الحميد الثاني ….. الخليفة الأخير
هو السلطان عبد الحميد الثاني (1842 – 1918) آخر الخلفاء العثمانيين، تولى الخلافة في ظروف صعبة جدا، وكثرت على دولة الخلافة المؤامرات والفتن من الدول الاستعمارية الكبرى التي كانت ترغب في التخلص من دولة الخلافة تماما ونجحت في ذلك بعد الانقلاب الذي قامت به جمعية الاتحاد والترقي في إقالة السلطان عبد الحميد عام 1909م.
ميلاده : ولد السلطان عبد الحميد الثاني في سبتمبر 1842 في اسطنبول، تركيا، وكان والده السلطان عبد المجيد الأول. وكانت والدته واحدة من زوجات والده العديدات واسمها “تيرمزكان”، وهي من أصل جركسي، وتوفيت عن عمر 33 عاما، ولم يتجاوز عمر ابنها العاشرة. وكان السلطان عبد الحميد الثاني هو الابن الثامن بين أبناء السلطان عبد المجيد الأول .
نشأته : أعطى السلطان عبد الحميد الثاني تعليمه في قصر الخلافة، وأتقن العديد من اللغات بما في ذلك الفارسية والعربية. كما درس التاريخ وأحب الأدب، وتعمق في علم التصوف وكتب بعض الأشعار باللغة التركية. واشتهر بممارسته للرياضة وحبه لركوب الخيل والالتزام بالعبادات والفرائض الإسلامية، والابتعاد عن الخمور والمسكرات والميل نحو العزلة. كان شخصا حافظا وقليل الكلام وكثير الاستماع، وكان من الصعب خداعه. وحافظ على التقاليد الإسلامية العثمانية التركية وكان من أنصار المحافظة عليها ودعوة الناس للالتزام بها والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي. تدرب السلطان عبد الحميد الثاني أيضا على استخدام الأسلحة وكان يتقن استخدام السيف والمسدس. وكان مهتما بالسياسة العالمية وكان يتابع أخبار بلاده بعناية فائقة ودقة ناردة .
توليته للخلافة : : تسلم السلطان عبد الحميد الثاني الخلافة في الحادي عشر من شهر شعبان لعام 1293 هجرية الموافق للواحد والثلاثين من أغسطس لعام 1876 ميلادية، وكان عمره آنذاك 34 عاما، وصعد إلى العرش في ظروف صعبة حيث كانت الدولة في حالة سيئة واضطراب، سواء في الأوضاع الداخلية أو الخارجية، وشهدت البلاد ثورات عنيفة في البلقان ودعمتها الدول الاستعمارية الكبرى للمطالبة بالانفصال، وكانت الخلافة تتعرض لمؤامرات التقسيم من هذه الدول الكبرى، وأطلق عليها في ذلك الوقت “رجل أوروبا المريض”. ومنذ اليوم الأول لتوليه العرش، واجه السلطان عبد الحميد موقفا حساسا وصعبا، فكانت الأزمات تهدد كيان الدولة، وانتشرت الأفكار الانفصالية بسرعة، وظهر الفكر القومي الاستقلالي في الدول التي كانت تخضع لسلطان الخليفة، وتزايدت هذه الأفكار وازدهرت في الولايات العثمانية، ووجد السلطان نفسه محاصرا بالثورة والاضطراب.
الاضطرابات فى عهده : حدثت الثورة في إقليم البوسة والهرسك وامتدت إلى بلغاريا، ونشبت حرب بين روسيا القيصرية والدولة العثمانية في ذلك الوقت. نظرا لضعف الدولة الخلافة ومساعدة الدول الأوروبية لروسيا، فقد احتلت روسيا الأفلاق وبلغاريا، ووصلت إلى أردنة واقتربت من اسطنبول. وكذلك، نشبت حرب مع اليونان حيث طمعت اليونان في ولايتي يانيا وكريت العثمانيتين، فأعلنت الحرب ضد الدولة العثمانية. وبعد معارك كثيرة، انتصرت الخلافة العثمانية واستقالت الحكومة اليونانية في أثينا، وطلبت الوزارة الجديدة الصلح مع السلطان عبد الحميد الثاني، وأرسل القيصر برقية طالبا الصلح فوافق .
جمعية الاتحاد و الترقى :في عام 1889 ميلاديا، تأسست جمعية سرية تحت اسم جمعية الاتحاد والترقية بواسطة طلاب المدرسة الحربية والمدرسة الطبية العسكرية، وكان هدفها الرئيسي عزل السلطان عبد الحميد الثاني. وبعد العديد من المؤامرات، تمكنت من تحقيق ذلك في عام 1909 ميلاديا.
وفاته : تم نفي السلطان عبد الحميد الثاني إلى مدينة سالونيك وتم الاحتفاظ به هناك تحت حراسة مشددة وفي ظروف سيئة، وكان يخضع للرقابة المستمرة من قبل أعضاء جمعية الاتحاد والترقية التي قامت بإطاحته من الحكم، حتى توفي في العاشر من فبراير عام 1918م، وتم نقل جثمانه إلى إسطنبول حيث دفن هناك .