السعوديون يعانون من اضطرابات النوم
يعرف النوم بأنه حالة من الاسترخاء يدخل فيها الكائنات الحية، وهي تختلف بالطبع عن فقدان الوعي، فهو مجرد تغير في حالة الوعي، وهو ظاهرة طبيعية، فالإنسان يقضي ثلثي حياته تقريبًا نائمًا للحصول على الراحة اللازمة لتجديد نشاطه، وبدأ العلماء مؤخرًا يكثفون من اهتمامهم بإجراء دراسات تكشف المزيد من المعلومات حول النوم، خاصة بعدما ثبت أن الجسم والمخ لا يكونان في حالة خمول أثناء النوم، بل إن هناك نشاطًا كهربائيًا معينًا يحدث في المخ أثناء النوم.
مراحل النوم :
تشير الدراسات الحديثة إلى أن النائم يمر بمراحل متعددة أثناء النوم، ففي المرحلتين الأولى والثانية يكون النوم خفيفا، ثم يدخل الفرد المرحلتين التاليتين، المعروفتين بالمرحلة الثالثة والرابعة أو النوم العميق، وبعد حوالي 90 دقيقة من النوم يبدأ الحلم بظهور حركة العين السريعة. عندما يكمل الشخص الخمس مراحل، فإنه يكون قد أتم دورة كاملة من النوم. خلال الفترة التي ينامها الفرد، والتي تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات يوميا، يمكنه أن ينجز من أربع إلى ست دورات كاملة من النوم.
تعتبر مرحلتا “النوم العميق” والأحلام هما أهم مراحل النوم، حيث إذا فشل الإنسان في الوصول إليها، فإنه يشعر بالتعب والإجهاد خلال النهار، وتساعد الأحلام على تجديد نشاط العقل.
السعوديون لا ينامون :
الباحثون في مركز الأبحاث في مدينة الملك فهد الطبية أجروا دراسة حول اضطرابات النوم على عينة من السعوديين ضمت 1369 مشاركًا من الجنسين في مدينة الرياض، ويبلغ متوسط معدل أعمارهم 34 عامًا، كما أن نسبة 55% منهم من الإناث، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج هامة يمكن الاستناد إليها في التوعية بمخاطر اضطرابات النوم، وكيفية الوقاية منها.
أظهرت نتائج الدراسة أن 41٪ من المشاركين يعانون من اضطرابات النوم، وأن النساء أكثر عرضة لذلك من الرجال، وأنه لا يوجد علاقة مباشرة بين اضطرابات النوم والمستوى الاجتماعي أو التعليمي، ولكن أكثر من نصف المشاركين في الدراسة ينامون أقل من 6 ساعات يوميا، ويأخذون قسطا من النوم بعد منتصف الليل، ويستيقظون في الصباح وهم مرهقون.
ووفقا للدراسة، هناك ارتباط بين أمراض ضغط الدم والسكري وأمراض القلب واضطرابات النوم، ويعاني الباطنة من اضطرابات النوم بنسبة أعلى من العاملين.
نصائح لنوم مريح :
ولنوم مريح نقدم لكم مجموعة من النصائح التي قد تساعدكم على النوم باسترخاء من أجل تجديد النشاط. في البداية حاول أن تضبط درجة حرارة الغرفة التي ستنام فيها، فدرجات الحرارة المرتفعة جدًا أو المنخفضة جدًا تؤثر على النوم، كذلك يجب البعد عن مصادر الضوضاء فهي تؤدي إلى نوم متقطع، وأيضًا مصادر الإضاءة الشديدة في غرف النوم تسبب الأرق، فلابد أن تكون الإضاءة خافتة.
وفيما يخص عادات الأكل والشرب قبل النوم، ابتعد عن شرب المواد الغنية بالكافيين كالشاي والقهوة في المساء وقبل موعد النوم مباشرة لأنها من أبرز العوامل المسببة للأرق، حتى عند الذين لا يعانون من اضطرابات النوم، ويمكنك الاستعاضة عنها بكوب دافئ من المشروبات التي تساعد على الاسترخاء كالشاي الأخضر أو الناردين أو البابونج أو اليانسون أو النعناع أو اللبن الدافئ المُحلى بالفانيليا أو كوب من عصير الكرز أو عصير الموز باللبن، كذلك فإن وجبة خفيفة على العشاء كالزبادي أو الجبن أو التونة أو البطاطس المسلوقة يمكنها أن تساعد على النوم.
ينبغي الابتعاد عن شرب الكحوليات، حيث أثبتت الدراسات أنها تساعد على النوم في المراحل الأولى، ولكن عندما يتفاعل الجسم مع المادة الكحولية بعد فترة فإن ذلك يتسبب في حالة من الأرقالشديد، وهو نفس الأمر الذي يسببه النيكوتين الموجود في السجائر.