السعودية تحذر رعاياها في التشيك بسبب خطورة التصريحات المسيئة للإسلام
حذرت السلطات السعودية في بداية هذا الأسبوع مواطنيها في جمهورية التشيك بسبب ما أطلقت عليه “النزعة العدوانية” والتصريحات التي تسيء إلى الإسلام بشكل عام والمسلمين بشكل خاص. وصدر البيان على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية السعودية على تويتر، مؤكدا أن هذا التحذير يأتي نتيجة لما أظهرته التشيك من نزعة عدوانية تجاه المسلمين، بالإضافة إلى التصريحات التي تسيء إلى الدين الإسلامي والمسلمين في جمهورية التشيك، بهدف تشويه صورة المسلمين وزيادة الكراهية ضدهم. وقد أدى ذلك إلى حدوث تجاوزات واعتداءات تعرض لها المسلمون هناك.
أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا ينصح المواطنين السعوديين المتواجدين في التشيك باتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والاتصال بالسفارة السعودية في حالة حدوث أي طارئ.
جمهورية التشيك
توجد جمهورية التشيك في وسط القارة الأوروبية و تحدها من الغرب و الشمال الغربي دولة ألمانيا أما من الشمال فتحدها بولندا و النمسا من الجنوب بينما توجد سلوفاكيا من الجهة الشرقية. و لا يوجد لجمهورية التشيك أي إطلالة على البحر، بينما تعد مدينة “براغ” العاصمة و برنو و أسترافا و بلزن من أهم مدنها.
تأسست جمهورية التشيك كدولة مستقلة عام 1993 بعد حوالي سبعين عامًا من الوحدة مع سلوفاكيا ضمن الفدرالية التشيكوسلوفاكية السابقة.
السكان
يبلغ عدد سكان التشيك حوالي 10 ملايين ونصف نسمة، وتشكل الخليط العرقي بعد الحرب العالمية الثانية من 90٪ من السكان من أصل تشيكي و10٪ منهم مختلطون بين السلوفاك والأوكرانيين والمورافيون والبوسنيين والألمان.
الأديان
تشير الأرقام الرسمية إلى أن 59% من التشيكيين لا ينتمون رسمياً إلى أي ديانة، في حين أن 26.2% منهم ينتمون إلى الكاثوليكية، و1.2% ينتمون إلى البروتستانت، و2.0% ينتمون إلى شهود يهوه، وتتراوح أعداد المسلمين المقيمين هناك بين 30 ألف إلى 50 ألف مسلم.
و قد وصل الإسلام إلى الجمهورية في القرن العاشر ميلادي بواسطة قبائل مسلمة من وسط آسيا و عند دخول الأتراك العثمانيين إلى وسط أوروبا و بعد انتصارهم في معركة “كوسوفا” و معركة “الموهاج”، دخل الكثير من سكان هذه المنطقة إلى الإسلام. و بعدما انسحب الأتراك من وسط اوروبا تعرض المسلمون للتنكيل و تم هدم المساجد و إغلاق المدارس الإسلامية، و غادر الكثير من المسلمين الجمهورية التشيكية، و قد واجه الإسلام تحديا كبير شنته الإمبراطورية النمساوية التي عملت على محو آثار الإسلام في وسط أوروبا، و بقي الحال على ما هو عليه إلى غاية إصدار قانون التسامح الديني سنة 1782، و حينها تنفس المسلمون القليل من الحرية.
الإعتراف بالإسلام
في عام 1912، أصدر الإمبراطور النمساوي `فرانسوا جوزيف الثاني` مرسومًا يعترف فيه بالإسلام كدين رسمي للدولة. وبعد ذلك، بدأ المسلمون في بناء المساجد والمدارس وتأسيس الجمعيات وتشكيل الاتحاد الإسلامي في تشيكوسلوفاكيا، واستقبلت المنطقة العديد من المسلمين من البوسنة والهرسك والألبان.
و سجل القنصل المصري في براغ آنذاك “عبدالحميد الباباني” أول مؤسسة تمثل المسلمين رسميا في جمهورية التشيك سنة 1934م بالتعاون مع الصحافي التشيكي المسلم “محمد عبدالله بريكتسيوس” و المثقف الهندي “ميرزا خان”، و عندها حازت الجماعة الدينية الإسلامية الأولى على إعتراف قانوني مبدئي بها سنة 1935م دون أي مشاكل، ثم تجدد الإعتراف بها من جانب وزارة الداخلية سنة 1941م.
من اهم المدن التي يتجمع فيها المسلمون هي مدينة “برنو” كما توجد أعداد من الجالية المسلمة في كل من مدينة “براغ” و “أوسترافا” و “تبليتسه” و “ألوموتس” و “كارفينا” و بعض المناطق المتفرقة لكن بأعداد ضئيلة. و لم تظهر بوادر الحضور الفعلي للدين الإسلامي إلا مع وفود الطلبة العرب و المسلمين للدراسة في جمهورية التشيك.