تتمتع تركيا بعدد من المعالم الإسلامية والبنايات التراثية من العصور المختلفة للدولة الإسلامية، ابتداء من العصر العباسي وحتى إقامة دولة الخلافة العثمانية عليها. بالطبع، خلفت الخلافة العثمانية عددا من الآثار والمباني المعمارية التي تبرز عظمة دولة الخلافة وسموها الحضاري والإنساني. تعد الأسبلة من أبرز المظاهر والمعالم الحضارية، وهي السبيل الذي يقدمه السلطان للعامة كي يشربوا منه. الأسبلة كانت تقليدا قديما لدى الأمراء والسلاطين لرعاية الفقراء، ولكنها اكتسبت طابعا فريدا مع الدول الإسلامية. كان الأمراء يتنافسون في فعل الخير وبناء المنشآت والمباني الخيرية من كل النواحي الجمالية والمعمارية. تهتم الأسبلة بالمسافرين والرحالة على الأغلب، والغرض منها هو تيسير ماء صالح للشرب. أول من قام ببنائها كانت دولة المماليك في مصر في القرن السادس الهجري. أشرف السلطان الأشرف بنفسه على بناء الأسبلة في جميع مدن الدولة الإسلامية بعد انتقال دولة الخلافة إلى الدولة العثمانية. ظلت الأسبلة كما هي تلك العادة الحضارية، بل زادت جمالا وبهاء مع تطور الدولة من الناحية المعمارية .
كلمة سبيل تعني مؤسسة مائية تقامها المحسنين المسلمين لسقي العطشى. كانت تلعب دورا هاما في الدولة العثمانية، حيث كانت تقدم للفقراء والمسافرين والتجار والجمهور. في عصر الدولة العثمانية، توسعت وزادت في القاهرة وكانت هناك ثلاثمائة سبيل تابعة للمماليك والعثمانيين، بخلاف تلك الموجودة في اسطنبول والقدس والشام، عاصمة الدولة العثمانية. ومن أبرز السبل في اسطنبول سبيل السلطان أحمد الثالث..
سبيل السلطان أحمد م انشاء السبيل في القرن الثامن عشر الميلادي عام 1728 على شاطئ الخليج كان من اكبر و اهم الاسبلة في زمانه كان يسد حاجات العابرين و لكنه انتقل بعد ذلك إلى مكانه الحالي في ساحة أوسكودار مقابل الرصيف يمتاز السبيل بتصميمه المعماري الفريد مبنى من الرخام الصوفي تم تجهيز ما كتب عليه من قبل السلطان أحمد نفسه و قام الصدر الأعظم ابراهيم باشا بتولي اعمال التنفيذ ما كتب عليه في الاغلب لشعراء مجهولين و لكن اشهرهم الشاعر شاكر رحمي و الشاعر نديم .
السبيل مميز بأنه متعدد الأضلاع ويحتوي على أشكال ملتوية مزخرفة بكميات كبيرة. يتغير شكله من مربع إلى هرم بعد ارتفاع محدد. يحتوي على قطع بروش مثبتة عليه، خاصة في الجزء الهرمي من التصميم الجبهي للسبيل. يتميز بزهور القرنفل والكريزانثم كأحد العناصر الفنية المستخدمة، بالإضافة إلى استخدام التماثيل والجسور الرفيعة وأشجار النخيل، وهي تعزز جمالية السبيل وتضفي عليه جمالا فريدا .
يقع السبيل في شارع حاكميات ميلليا وشارع ليماني، وهو واحد من أكبر الشوارع المزدحمة في اسطنبول، بالإضافة إلى كونه الأجمل. السبيل هو واحة لمحبي التصوير الفوتوغرافي في الأوقات المناسبة، حيث يمكن رؤية السبيل في الصباح مع شروق الشمس حتى الساعة التاسعة قبل الازدحام الشديد. يقع السبيل في شارع رئيسي ومهم، ويحيط به الناس ليلا ونهارا. يتميز السبيل بمناظر خلابة وجميلة من كل الجوانب، وفوق السبيل توجد أربعة قباب، ثلاث منها على شكل هرمي، والرابعة هي رأس السبيل. توجد أيضا نوافذ وأبواب حديدية تشبه أبواب المعالم في الأندلس القديمة، مثل بوابات قصور الحمراء في إسبانيا (غرطانة). إذا كنت من محبي التراث المعماري الإسلامي وتصوير المواقع السياحية، يجب عليك زيارة سبيل السلطان أحمد، وهو واحد من أجمل السبل في تركيا واسطنبول