صحة

الرعاية الصحية للفم لذوي الاحتياجات الخاصة

فئة ذوي الاحتياجات الخاصة تحتاج دائما إلى رعاية ومعاملة مميزة ومختلفة عن غيرهم، تشمل هذه الفئة مرضى التوحد والشلل الدماغي ومتلازمة داون، وتحتاج هؤلاء الأشخاص إلى شخص يعلمهم الأمور الحياتية البسيطة مثل الكلام والطعام والاهتمام بالأمور الشخصية، ويحتاجون أيضا إلى متابعة دائمة وخاصة في مجالات مختلفة من الحياة، ومن بين تلك المجالات الرعاية الفموية.

التعايش مع ذوي الاحتياجات الخاصة:
ظهر مؤخرا توجه جديد يدعو إلى تجميع ذوي الاحتياجات الخاصة مع الآخرين في المجتمع بدلا من وضعهم في مؤسسات خاصة، وتشجيعهم على أداء دور نشط في المجتمع يتناسب مع قدراتهم. وقد أثبت العديد منهم، من خلال التجربة، قدرتهم على ابتكار العديد من الأشياء الجديدة. ومع ذلك، يجب الاعتراف بأن تقديم الرعاية الصحية لهؤلاء المرضى ليس سهلا تماما ويتضمن تحديات خاصة، ويمنحه ذلك طابعا خاصا يختلف عن الآخرين ويحمل مكافآت فريدة. وتلك التحديات تتطلب من الأطباء القدرات الكامنة في المرونة والصبر، وتوقظ فيهم حس الإبداع والتميز أثناء المعالجة. كما تتطلب بعض المهارات الخاصة والتجهيزات الإضافية لضمان المعالجة الآمنة.

العناية الفموية لذوي الاحتياجات الخاصة:
يجب على الأطباء العاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة توفير الرعاية الفموية للمرضى من خلال إجراء بعض التعديلات على العلاج السني التقليدي، لكي يتمكنوا من تقديم علاج فعال وناجح للمرضى ذوي التوحد وغيرهم من الحالات البسيطة والمتوسطة. وهذا يساهم في تحسين حياتهم وصحتهم الفموية. قبل بدء العلاج، يجب على الأطباء العاملين أن يستعرضوا تاريخ المرضى الطبي، لكي يتمكنوا من اتخاذ الخطوات الصحيحة في المعالجة.

العقبات الأساسية و حلها:
من المؤكد أن عدم التواصل بين المريض و العالم الخارجي له يشكل أحد أهم و أكبر العوائق ، و في هذه المرحلة لابد من حضور الطبيب المعالج للإعاقة بجانب طبيب الأسنان ، حتى يتم التواصل مع المريض بالطريقة المناسبة له ، و يجب على الطبيب مراعاة شرح ما سوف يفعله حتى لا يقلق المريض ، هذا بالإضافة إلى عرض الأدوات التي سيتم استخدامها ، حيث يعتقد أغلب ذوي الاحتياجات الخاصة أن طب الأسنان هو طب قاسي و أن طبيب بلا رحمة ، و لذلك يتوجب على الطبيب أن يعمل على تغيير تلك الفكرة من عقولهم قبل البدأ في علاجهم ، و خاصة من يعانون من فرط الحركة لأنهم سوف يبذلون أقصى جهدهم للهرب من الطبيب.

ينبغي على الطبيب أن يقوم بجلسة تحضيرية مسبقة لمساعدة المريض على التكيف مع زيارة عيادة الأسنان والمكتب والأجهزة. يجب أن يتم ذلك خطوة بخطوة بشكل متسلسل. عندما يتأقلم المريض على الجلوس داخل العيادة، يجب على الطبيب تنظيف أسنان المريض باستخدام الفرشاة أولا، وذلك لكسب ثقة المريض. بعد ذلك، يكون المريض جاهزا لإجراء المعالجة الفموية الباقية. يجب تشجيع المريض على أي تقدم إيجابي يحققه، ويجب تجنب استخدام العنف أو تقييد المريض، حيث ستزيد هذه الأساليب من حدة ومقاومة المريض. إذا لزم الأمر تقييد المريض، يجب أخذ موافقة أولياء الأمور والطبيب النفسي المعالج للمريض من أجل سلامته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى