الرضاعة الطبيعية تأخر الإصابة بسرطان الثدي لفترة طويلة
بعد انتهاء فترة الحمل ومتاعبها، ستبدأ مرحلة جديدة وهي مرحلة الرضاعة الطبيعية. وعادة ما يتم توجيه الأم بأهمية إرضاع طفلها بشكل طبيعي، حيث يعتبر ذلك الأفضل له خلال الستة أشهر الأولى من عمره. ولكن في الواقع، يترك العديد من النساء الرضاعة الطبيعية ويفضلن استخدام الحليب الصناعي، ربما لأنهن يشعرن بالقلق بشأن مظهرهن وجسدهن، أو لأنهن يعملن ولا يتوفر لديهن الوقت للرضاعة. بالإضافة إلى ذلك، تكون الرضاعة الطبيعية متعبة بالتأكيد وتسبب ألما للطفل والأم، خاصة خلال الأربعة أشهر الأولى، وهذا مقارنة بالحليب الصناعي الذي لا يسبب غازات مزعجة للطفل مثل الحليب الطبيعي.
لذلك، العديد من الأمهات لا يمتلكن القدرة على الإرضاع بشكل طبيعي، فيختارن الطريق الأسهل. ومع ذلك، يكشف العلم الحديث يوما بعد يوم عن دراسات جديدة تؤكد أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل وأيضا للأم، حيث تحميها من العديد من الأمراض في المستقبل. فعلا، إنها نعمة كبيرة. لذا، دعونا نتعرف على أهمية الرضاعة الطبيعية للأم والطفل، ونطلع على أحدث الدراسات التي تشير إلى أهميتها في حماية الأم من إصابة سرطان الثدي
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
علاقة الأم بطفلها من أجمل العلاقات على وجه الأرض، وخاصة في الفترات الأولى من حياة الطفل. عندما ترى الطفل في حضن أمه، ستشعر بابتسامة تلقائية. يجلب الأطفال في هذه المرحلة السعادة والبهجة. ومن أكثر اللحظات الدافئة بين الأم وطفلها هي عندما ترضعه بشكل طبيعي. إنها تجربة رائعة، حيث يعتبر الطفل الصغير الأم مصدر حياته من حيث الغذاء والرعاية. وعلى الرغم من صعوبة تلك الفترة على الأم، إلا أنها تشتاق لكل لحظة خلال تلك المرحلة، حتى الأوقات المزعجة والمؤلمة
بالإضافة إلى المشاعر الرائعة التي تمنحها للأم والطفل، توفر الرضاعة الطبيعية فوائد هائلة للطفل والأم، بالنسبة للطفل
- يؤكد معظم الدراسات أهمية الرضاعة الطبيعية للرضع، حيث تحمي الطفل من الإصابة بالعديد من الأمراض. فور ولادة الطفل في أول يوم من حياته، ترزق الأم بلبن يسمى الثرثوب، وهو لبن خفيف وقليل، ولكنه يحمل جميع الفوائد التي تقدم الحماية للطفل، خاصة من مرض اليرقان الذي يصاب به جميع الأطفال حديثي الولادة
- لبن الأم يساعد الطفل الذي خرج للحياة علي التأقلم بشكل كبير مع العالم الخارجي وبالأخص خلال الفترة الأولى ويمنح الطفل أهم العناصر الغذائية التي تساعد على نمو عقلة وبتالي زيادة نسبة الذكاء لدية وتحمي بشكل كبير من الإصابة بأمراض الحساسية المزعجة وأيضا كلم كان الطفل يرضع بشكل جيد سوف تبدأ الأسنان في الظهور بشكل سريع
- تساعد الرضاعة الطبيعيةعلى تمكين الطفل من اكتساب المناعة اللازمة التي تساعده على الوقاية من الأمراض في المستقبل، وتزوّد الطفل بكل ما يحتاجه خلال أشهره الأولى من غذاء ومشاعر جميلة بينه وبين أمه، مما يجعله يرتبط بأمه بشكل قوي
اللبن الطبيعي وسرطان الثدي
تؤكد أحدث الدراسات المتعلقة بفوائد الرضاعة الطبيعية للأمهات أنه تم إجراء بحث على مجموعة من النساء، يزيد عددهن عن 500 امرأة في إسبانيا، وتوصل الباحثون إلى أن النساء اللاتي قامن بإرضاع أطفالهن لمدة لا تقل عن ستة أشهر هن أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي، وكلما استمرت فترة الرضاعة أطول، زادت درجة الحماية. تم نشر هذه الدراسة في مجلة طبية تحمل اسمالتمريض السرير
بالإضافة إلى أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بالسرطان، فهي تقلل نسبة الإستروجين في الجسم خلال فترة الرضاعة، وبالتالي تقلل من احتمالية الإصابة بسرطان الرحم
إلى جانب حمايتها للمرأة من هشاشة العظام ومساعدتها على الاسترخاء نسبيا لتجنب الاكتئاب ما بعد الولادة، يمكن للرضاعة الطبيعية أيضا أن تساعدها على فقدان الوزن الزائد الذي اكتسبته خلال فترة الحمل بشكل أسرع، وأثناء فترة الرضاعة، يكون التبويض أقل من المعدل الطبيعي وبالتالي يساعد على تأخير الحمل القادم قليلا لتحصل على فترة استراحة، بالإضافة إلى أن الرضاعة الطبيعية لا تكلف شيئا مثل الحليب الصناعي .
المصدر
https://www.theguardian.com/science/2013/aug/15/breastfeeding-six-months-breast-cancer