الرائد لجين الرشيد أول طبيبة شرعية بالسلك العسكري
مرت ستة سنوات على بدأ وزارة الداخلية في تطبيق مشروع الشرطة النسائية في الكويت، لتكون بذلك خطوة رائدة على مستوى المنطقة و الإقليم، و بعد هذه المدة الغير قصيرة لابد أن يلمس المجتمع الكويتي التغيير. ذلك أن الشرطة النسائية مشروع حيوي و جبار بدأت وزارة الداخلية في تطبيقه رغم التحديات العديدة التي كانت أمامها.
ما أهم الصعاب التي واجهتها الوزارة؟
من أبرز العوائق التي كانت تواجه المشروع هي المحاذير الاجتماعية المتزمة في بلد تؤثر فيه العادات و التقاليد الاجتماعية التي لا تتقبل عمل المرأة في الميدان العسكري، كما تسيطر في ثناياه الروح الذكورية التي تتجسد في سيطرة الذكور على قرارات الإناث، إضافة إلى المخاطر التي تصاحب هذه المهنة و حداثة التجربة بالنسبة للنساء.
غير أن كل هذه العوائق لم تمنع وزارة الداخلية من القيام بالمبادرة و تسلم زمام الأمور و تحضير العدة اللازمة و توفير الإمكانات من أجل إنجاح هذه التجربة ، فوضعت القانون و استقطبت الفتيات من خلال الحوافز المادية و المعنوية و استهلت التجربة سنة 2010 بأفراد قليلة و محدودة تتمثل في 30 فتاة ما بين ضابط و فرد.
نجاح التجربة
وبعد الانطلاقة القوية، في كل سنة ظهرت علامات نجاح المشروع من خلال زيادة تدريجية لعدد الفتيات اللاتي ينضمن إلى السلك العسكري، حتى وصل العدد الحالي إلى 500 ضابط وعنصر شرطة من النساء. يعملن في السلك العسكري في غضون ست سنوات من بداية المشروع. وبالتالي، نجحت وزارة الداخلية في هذا التحدي وأوضحت للجميع، خاصة لأولئك الذين يرفضونه ويعتبرونه فاشلا، أنها نجحت فيه وأنها مستمرة بثبات حتى النهاية وحتى تحقيق الاكتفاء من العنصر النسائي في هذا المجال.
من هي لجين الرشيد ؟
ولكي يتم التحقق من نجاح التجربة، كان من الضروري أن يتم تصوير لقاءات مع عدد من ضباط وزارة الداخلية الإناث لمعرفة رأيهن في التجربة في سلك الشرطة والتركيز على أهم المحطات في حياتهن وتطلعاتهن في هذا المجال. لجين الرشيد، الرائدة، كانت أول طبيبة شرعية تنضم إلى الجيش وتعد من أول دفعات النساء اللواتي تخرجن في الأكاديمية المساعدة بأكاديمية سعد العبد الله، وانضمت إلى إدارة الطب الشرعي في الإدارة العامة للأدلة الجنائية.
و كان أول ظهور للجين الرشيد هو في لقاء إعلامي على شاشة التلفزيون الرسمي في الكويت رفقة زميلتها الملازم العنود العبدلي اللتان استطاعتا أن تستحوذان على اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي. و قال لجين في هذا اللقاء أن السبب في ولوجها هذا المجال هو رغبتها في إثبات خطأ نظرية أن هناك مجالات ذكورية.
لكن لجين قالت أنهن نجحنا في ذلك و أثبتن مكانتهن بمواجهة الصعوبات كما أن المجتمع تقبل الأمر، مشيرة إلى أنها دكتورة في الطب الشرعي و خريجة جامعة الكويت، و عندما تخرجت لم تكن هناك نساء في الشرطة الكويتية لذلك عملت في العمل الميداني حتى جاءت الفرصة و نجحت في أن تكون من ضمن خريجات الدفعة الثانية من الشرطة النسائية.
ماذا قالت الملازم العنود العبدلي ؟
ذكرت العنود أنها كانت تحب المجال العسكري منذ طفولتها بعد أن تعرفت على جوانب منه من خلال مشاركتها في أنشطة الكشافة المدرسية، وخاصة من حيث الانضباط. وأشارت إلى أنه على الرغم من الترف الذي تتمتع به الفتاة الكويتية، قررت هي ورفيقتها أن يخوضا التجربة ويستفيدا من فوائد النظام العسكري فيما يتعلق بالانضباط والصبر والإرادة. وزاد تفاعل المغردين معهما بوصفهما مثالا للمرأة الكويتية وحبهما لخدمة الوطن وتقديم المساعدة للجميع في مبادرة فريدة.