يُعرَف الذكاء الخارجي باعتباره حياة افتراضية خارج كوكب الأرض، حيث يمكنه التفكير والتصرف بشكل نشط وهادف. أظهرت أدلة جديدة في مجال علم الأحياء الفلكي أن هناك تطورًا لأنواعذكية أخرى في مجرة درب التبانة، وهذا الأمر ليس بعيد المنال تمامًا .
وجود الذكاء خارج كوكب الأرض
تم اكتشاف أكثر من 3000 كوكب خارج المجموعة الشمسية ، وهناك احتمال وجود مياه جوفية على سطح المريخ وعلى بعض أقمار النظام الشمسي الخارجي، وهذه الجهود تشير إلى أن هناك العديد من العوالم التي يمكن أن تحتوي على حياة، وأحيانا حياة ذكية، ولكن البحث عن إشارات الراديو أو الهبات الضوئية من أنظمة النجوم الأخرى التي تشير إلى وجود ذكاء خارج كوكب الأرض لم يحقق نتائج مجدية حتى الآن، ومع ذلك، فإن اكتشاف هذه الإشارات سيكون له تأثير علمي وثقافي هائل .
أدلة وجود الذكاء خارج كوكب الأرض
يعتمد حجة وجود ذكاء خارج كوكب الأرض على ما يعرف بمبدأ الرداءة، وهذا المبدأ متبنى على نطاق واسع من قبل علماء الفلك منذ عمل نيكولاس كوبرنيكوس. ينص المبدأ على أن خصائص وتطور النظام الشمسي ليسا غير عاديين بأي طريقة مهمة، وبالتالي فإن العمليات التي تؤدي إلى الحياة على الأرض، وفي النهاية تؤدي إلى تفكير الكائنات، قد تحدث في جميع أنحاء الكون .
أهم افتراضات هذه الحجة هي أن وجود كواكب قادرة على استضافة الحياة شائع، وسينتشر الكائنات الحية في مثل هذه العوالم. كما سيؤدي الانتقاء الطبيعي على الكواكب التي تحتوي على حياة في بعض الأحيان إلى ظهور ذكاء على الأقل بشكل محدود. وحتى الآن، لم يتم إثبات هذه الافتراضات بشكل كامل. ومع ذلك، اكتشف علماء الفلك العديد من الكواكب الصغيرة المشابهة للأرض، وعلى عكس الجهود التي اكتشفت كواكب ضخمة بحجم كوكب المشتري من خلال قياس التذبذب النجمي، يتطلب البحث عن عوالم أصغر البحث عن التعتيم الطفيف للنجم الذي يحدث عندما يمر كوكب بحجم الأرض أمامه .
اكتشف القمر الصناعي الأمريكي كيبلر، الذي أطلق في عام 2009، آلاف الكواكب، بما في ذلك 30 كوكبا بحجم الأرض في منطقة صالحة للسكن حيث يمكن وجود المياه السائلة على السطح. هناك طريقة أخرى تتمثل في بناء تلسكوبات فضائية تحلل الضوء المنعكس من غلاف الكواكب حول النجوم الأخرى للبحث عن غازات مثل الأكسجين والميثان، والتي تشير إلى النشاط البيولوجي. تسعى برامج الفضاء للعثور على أدلة تشير إلى ظهور ظروف الحياة على المريخ أو كواكب أخرى في النظام الشمسي .
البحث عن الذكاء الخارجي
لم يتم العثور على قطع أثرية خارج كوكب الأرض، وفي بداية القرن العشرين ادعى الفلكي الأمريكي بيرسيفال لويل أنه يرى قنوات مصطنعة على سطح المريخ، وكانت هذه الادعاءات بمثابة دليل على وجود حياة ذكية، ولكن الملامح التي أشار لها لويل كانت في الواقع أوهام بصرية .
منذ عام 1890، تم إجراء بعض الأبحاث التلسكوبية المحدودة للبحث عن كائنات غريبة بالقرب من الأرض، وقام الباحثون بالتحقق من ما يسمى بـ “نقاط لاجرانج” وهي مواقع مستقرة في نظام الأرض، ولكن لم يتم مشاهدة أي أشياء كبيرة أو على الأقل وصلت إلى عدة عشرات من الأمتار في الحجم .
الخطط البديلة للبحث عن الذكاء الخارجي
إحدى أكثر الخطط الواعدة للبحث عن حياة ذكية خارج كوكب الأرض هي البحث عن إشارات كهرومغناطيسية، وخصوصا إشارات الراديو أو الضوء، التي يمكن أن تنطلق من عوالم أخرى باتجاه الأرض. وينص القانون الفيزيائي على أن السفر بين النجوم يتطلب كميات هائلة من الطاقة أو أوقات سفر طويلة، في حين أن إرسال الإشارات من ناحية أخرى يتطلب نفقات طاقة متواضعة، حيث تنتقل الرسائل بسرعة الضوء .