العالمدول

الديانات في اليابان

الدين في اليابان ليس نظاما دينيا بالمعنى المعتاد، بل هو عبارة عن مجموعة من القيم الأخلاقية. يعتبر الدين في اليابان أقرب إلى القيم والثقافة الاجتماعية، ويعكس مزيجا من التأثيرات الشنتوية والبوذية. لا ترتبط الدولة بأي شكل من الأشكال بالدين، ولا يولي اليابانيون اهتماما كبيرا للدين في مناقشاتهم اليومية. ليس لديهم طموح تجاه العبادة أو الصلاة، وغالبية اليابانيين لا يعتنون بالتدين. ومع ذلك، يقومون عادة بأداء طقوس دينية تسمى `ماتسوري الروحية` في المناسبات مثل الزواج والموت والولادة على مدار العام. في هذا المقال، سنتعرف على الديانات في اليابان بشكل أكبر .

جدول المحتويات

الديانات في اليابان

تعد البوذية والشينتو – الدين العرقي للشعب الياباني – بحسب دراسات استقصائية تم إجرائها عام 2006 و 2008 كشفت أن أقل من 40% من اليابانيين لديهم دين موزعون كما يلي : 35% يعتنقون البوذية ، ومن 3% إلى 4% يعتنقون الشنتو والأديان المشتقة ، ومن 1% إلى 2.3% يعتنقون الديانة المسيحية .

بما أن الدين في اليابان يرتبط عادة بالانتماء إلى طوائف أو منظمات الشنتو، فإن نسبة تتراوح بين 50% و80% من اليابانيين يصلون ويعبدون الآلهة القديمة في المزارات ويقدمون الذبائح. والأشخاص غير المتدينين لا ينتمون إلى تلك الطوائف أو المنظمات، وعلى الرغم من ذلك، يمكن لهم المشاركة في طقوس الشنتو .

يتم تعريف مصطلح “الدين” في اليابان على أنه الأديان التي تتضمن مذاهب محددة وتتطلب العضوية لاعتناقها، ويقول جيسي ليفبفر إن عدم التدين من قبل غالبية اليابانيين هو عبارة عن هوية للتعبير عن رؤيتهم الدينية .

عارض بعض العلماء اليابانيين تعريف “الدين” بهذا الشكل الذي يجعله مفيدًا للتقاليد اليابانية، مؤكدين أن هذا المصطلح يعود إلى القرن التاسع عشر، في حين رأى علماء آخرون مثل “هانز مارتر كرامر” و”إيان ريدر” أن هذه الأفكار مجرد مزاعم مبالغ فيها .

الاديان الرئيسية في اليابان

الشنتو هي الديانة الرئيسية في اليابان، ويقول المفكر جورج ويليامز إن ديانة الشنتو تعتمد بشكل كامل على الأفعال، حيث تركز على استمرار إقامة الطقوس الدينية، ويرجع السبب في ذلك إلى الرغبة في وجود صلة بين اليابان الحديثة وجذورها وتاريخها القديم .

تعرفت اليابان في القرن الثامن، وفقا للسجلات التاريخية لكوجيكي ونيهون شوكي، بممارسات طقوس الشنتو والمعتقدات الأصلية والأساطير. ومنذ القرن الحادي عشر، اشتهر دين الشنتو بأنه دين المزارات العامة التي تخصص لعبادة العديد من الآلهة “كامي”، والتي لا تزال تمارس حتى اليوم من قبل الأشخاص المتدينين والمنظمات الطائفية في مناسبات مختلفة مثل النصب التذكاري للحرب ومهرجانات الحصا .

تعود تاريخ الملابس والأسلوب المستخدم في إقامة تلك الطقوس إلى فترة نارا ”794 – 710“ وفترة هيان ”1185 – 794“ .

وكلمة شينتو تعني في اليابانية ” طريق الآلهة ” لكن هي في أصل اللغة اليابانية ” شيندو ” مشتقة من كلمة ” شين داو ” الصينية ، وكلمة ” شين ” تعني الروح أو ” كامي ” والمعروفة بالإنجليزية بمعنى آلهة أو أرواح ، وكلمة ” داو ” تعني الدراسة ، ويرجع أول استخدام لكلمة ” شيندو ” إلى القرن السادس .

تشير المفهوم إلى الطاقة المولدة في الظواهر الطبيعية مثل الأشجار والأنهار والصخور والحيوانات والأماكن، بالإضافة إلى بعض الأشخاص الذين يمتلكون طبيعة `كامي`. وفي الثقافة اليابانية، لا تعتبر الناس منفصلين عن الكامي، ويتشاركون جميعًا في نفس العالم .

وتعد الشنتو هي أول ديانة في اليابان يعتنقها حوالي 80% من اليابانيون لكن يخفون ذلك في الاستطلاعات ، وذلك لأن البعض يمارس الديانة الشنتوية بزيارة الأضرحة لكنه لا ينضم إلى منظمات أو طوائف شنتو ، لذا يتم حساب الاستطلاعات بناءً على عدد العضويات في تلك المنظمات ، وهناك نحو 100,000 عضو ، و78,890 قس .

طوائف الشنتو والأديان الجديدة

استطاعت آثار الحرب العالمية الثانية أن تمتد أصابعها إلى الأديان في اليابان ، حيث التغييرات الهائلة قد لمست مجال التصنيع والتي عرفت في القرن العشرين وبعدما واجهتها الأديان بالاعتراض أعادت تشكيل نفسها بما يناسب لغة العصر الجديد ، وهو الأمر الذي دعمته مواد الحرية الدينية المنصوص عليها في دستور اليابان لعام 1947 . 

وانتشرت الفرق الجديدة في اليابان والتي طالبت بوضع مستقل عن الدولة، وظهرت التجمعات البوذية العلمانية، وبما أن الشنتو لها مؤسسات قروية وتعتبر إرثا عائليا بالنسبة لليابانيين فهي لا تزال تحتفظ بذلك التراث الوراثي، عبر مشاركة الفرد في عبادة الآلهة أو الأسلاف، وتقديم الخدمات العلاجية في تلك المجمعات الدينية على أساس القرابة، ويكون انضمام الأفراد لهذه المجمعات اختيارا إراديا تاما، وبهذا تظل الديانات الجديدة على ارتباط قوي بالديانات القديمة من خلال ممارسة اليابانيين لطقوس موحدة .

هناك مئات الديانات اليابانية الجديدة التي ينضم إليها عشرات الملايين من الشعب الياباني، ويعتبر ديانة “سوكا غاكاي” أكبر الديانات حاليًا، وهي إحدى الطوائف البوذية وتم تأسيسها عام 1930، ويبلغ عدد منضمي هذه الديانة 10 ملايين عضو .

وبالرغم من أن العديد من العلماء أكدوا انضمام نحو 10% إلى 20% من اليابانيون للديانات الجديدة ، إلا الاستطلاعات الأكثر واقعية تشير إلى أنهم لا يتخطون الـ10% ، وفي إحصائية ترجع لعام 2007 كان هناك نحو 223،831  قس للديانات الجديدة وهو عددًا يزيد عن قساوسة الديانة الشنتوية بثلاثة أضعاف .

تشترك الديانات الجديدة العديدة مع الشينتو في العديد من الجوانب، وتستمد منها، وتحتفظ بالشخصيات الرئيسية للديانة الشينتو. وتشمل هذه الديانات الجديدة: `Tenrikyo` و `Konkokyo` و `Omotokyo` و `Shinrikyo` و `Shinreikyo` و `Sekai Shindokyo` و `Zenrinkyo` .

وبينما اتخذت بعض الديانات الجديدة شكلاً مختلفاً تماماً عن الشينتو، هناك منها: `شينريكيو، ماهيكاري، كنيسة الحرية الكاملة، سيشو نو أي، وكنيسة المسيح العالمية` .

الديانة البوذية

عرفت اليابان الديانة البوذية في القرن السادس ، تحديدًا بين عامي 538 إلى 552 م ، حيث جاءت من بايكجي في كوريا ، وفي وقت كانت الديانة البوذية لها ضرورة قصوى لإثبات قوة الدولة اليابانية في ثقافة شرق آسيا راح الأرستقراطيين بناء المعابد البوذية في العاصمة نارا آن ذاك ، ثم قاموا ببناء معابد أخرى في هيان – كيوتو حاليًا – حين أصبحت العاصمة فيما بعد .

وتأسست في نارا طوائف ستة من البوذية تعرف حاليًا باسم ” بوذية نارا ” وعندما أصبحت هيان هي العاصمة كانت قد جاءت من الصين طوائف جديدة من البوذية ، من بينها البوذية الشينغونية وهي لاتزال تحظى بوجود كبير حتى الآن ، وتعد أحد أشكال البوذية الباطنية تشبة  بوذية فاجرايانا التبتية ، أيضًا هناك طائفة ” تنداي ” ويرجع لشكل محافظ رهباني صيني .

أيضًا هناك شكل آخر للديانة البوذية وهو ” نيشرين ” تم تأسيسها في القرن الثالث عشر ، وطوائفها هي ” نيشرين شو ونيشرين شوشو ومنظمات غير حكومية مثل ريشو كوزي كاي وسوكا غاكاي ” وتلك الطائفة بالفعل مشاكسة لها جناح سياسي وهو حزب ” كوميتو ” ويعد ثالث أكبر الأحزاب السياسية في اليابان .

ومع ذلك، تعتبر بوذية الأرض الصرفة هي الأكثر شعبية في اليابان حاليًا، وقد وصلت في عهد كاماكورا .

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى