نبذة عن الحرب الأهلية اللبنانية
إن الحرب الأهلية في لبنان هي حرب اندلعت عام 1975، وقد كانت حرب متعددة الأوجه، أي أن أطرافها كانت كثيرة ومتعددة ولقد نتج عنها ما يقرب من 120 ألف قتيل، ونزوح ما يزيد عن مليون مواطن لبناني خارج البلاد، وفي عام 2012 كان هناك ما يزيد عن 76 ألف لبناني مشرد داخل بلده بدون مأوى.
يعد لبنان دولة متنوعة في تكوينها الطائفي، إذ تضم مجموعة متنوعة من الأديان والمذاهب، والتي تنقسم تبعا لأتباعها بينهم. فلبنان يضم المسلمين السنة والمسيحيين في المدن الساحلية، بينما الشيعة يتواجدون في الجنوب ووادي البقاع نحو الشرق. الدروز وبعض المسيحيين يتواجدون في الجبال. استغلت الاستعمارية الفرنسية هذا التنوع الطائفي وعززت رابطة الدين بالسياسة، من خلال منح المسيحيين المناصب القيادية، وكان البرلمان اللبناني المؤيد لهذه السياسة. ولكن عارضت العديد من الجماعات المسلمة واليسارية هذه الحكومة الجديدة التي تبنت الغرب
أسباب الحرب الأهلية في لبنان
تغير التوازن الديموغرافي في لبنان لصالح المسلمين نتيجة نزوح العديد من اللاجئين الفلسطينيين، والذي يقدر عددهم بمئات الآلاف، بسبب إنشاء دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية. هذا أدى إلى حدوث بعض الانشقاقات بين أفراد الشعب الواحد. وتعود أسباب الحرب الأهلية في لبنان إلى ما يلي
- أولًا الأسباب السياسية
إن أكبر أزمة سياسية مرت على لبنان هي أزمة 1958، وكانت هي العامل الذي هيء الحرب الأهلية على الحدوث، مما أدى إلى استلال الجيش اللبناني سلاحه في مواجهة المقاومة الفلسطينية وذلك عام 1973، كما أن قيام ماروني بالتحالف مع الغرب ضد المقاومة الفلسطينية، ورفضه لجميع قرارات مؤتمر القمة، وتعنته لبدء الحرب.
- ثانيًا الأسباب الاقتصادية
تفاقمت الأوضاع الاقتصادية يوماً بعد يوم في جنوب لبنان وبعض المناطق الأخرى، وكانت جميع المصالح الاقتصادية متمركزة في العاصمة اللبنانية بيروت، وأصبح التوزيع الاقتصادي ملوثاً بشائبة الطائفية بين الأفراد اللبنانيين، مما أدى إلى حدوث هذه الحرب.
الدور السعودي في القضاء على الحرب الأهلية اللبنانية
كان الوضع في لبنان خلال الحرب الأهلية سيئا جدا ومأساويا في عام 1975، حيث كان الجميع يقتل بعضهم البعض، بما في ذلك الفلسطينيين والإسرائيليين والمسيحيين والدروز والشيعة والسنة والجيش السوري. جعلت كل هذه الأطراف لبنان مكانا غير صالح للحياة وغير قادر على تأسيس دولة مدنية. كانت هناك صراعات طائفية وسياسية بين هذه الأطراف، مما أدى إلى وقوع العديد من المعارك والمجازر وسقوط العديد من الضحايا المدنيين من جميع الأطراف. وبعد مجازر الكرنتينا والدامور، انقسم لبنان إلى طائفتين فقط، المسلمين والمسيحيين.
حاولت السعودية التدخل بين الأطراف المتحاربة والمحتدمة في محاولة لإنهاء الحرب الأهلية، وذلك بسبب شعورها بالمسؤولية تجاه جميع الدول العربية في المنطقة. وعقدت العديد من المؤتمرات من قبل السعودية لبحث هذه الأوضاع وإيجاد حل لهذه الأزمة، حتى وصلوا إلى مؤتمر الطائف الذي أسفر عن اتفاق الطائف الذي وضع الأسس لحلم السلام اللبناني بعد 14 عاما من الحروب، وصدر قرار من اللجنة الثلاثية العليا بوقفإطلاق النار فورا من جميع الأطراف وفك الحصار البحري وفتح مطار بيروت، وأقر الاتفاق أيضا بحرية لبنان العربية وإنهاء ظاهرة التمرد
ولم تكتفي المملكة العربية السعودية بما قدمته، وإنما كانت لبنان دولة مدمرة تماما من كل الجهات، وهنا جاء دور المملكة العربية السعودية في تقديم الدعم المادي لها، وذلك من خلال صندوق أنشأه الأمير سعود الفيصل لدعم لبنان ماديا، حيث تم تقديم أكثر من ٧٠ مليار دولار بين عام 1990 وعام 2015. ويأتي هذا الدعم لأن لبنان لن يكون قادرا على إعادة بناء نفسها بنفسها، ويتحمل هذا الواجب دولة المملكة العربية السعودية كواجبها في تعمير هذا الوطن العربي، فهي الدولة الرائدة والمسؤولة في هذا المجال في الوطن العربي
نتائج الحرب الأهلية اللبنانية
لقد كان للسعودية دور في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية من خلال اتفاق الطائف، الذي كان بداية لإنهاء الصراع الداخلي في لبنان. بعد عودة النواب اللبنانيين من مؤتمر الطائف، تم انتخاب رينيه معوض كرئيس للجمهورية اللبنانية العربية. ولكنه قتل بعد ستة عشر يوما من توليه منصب الرئاسة، وتم انتخاب إلياس الهراوي بعدها. انتهت الحرب الأهلية اللبنانية بإقصاء ميشال عون، وبدأت عملية بناء الجيش اللبناني كقوة وطنية للبلاد، بدون توجهات طائفية. تمت مصالحة جميع الميليشيات العسكرية في لبنان، باستثناء ميليشيات حزب الله الشيعية التي لم تفصل حتى الآن