الدعاء الذي علمه الرسول لعائشة
تعلمت السيدة عائشة رضي الله عنها الكثير من الأدعية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نقلت تلك الأدعية للنساء الأخريات، ولهذه الأدعية فضل كبير .
دعاء عائشة رضي الله عنها
– (اللهم إني أسألك من الخير ما يسألك عنه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك من الشر الذي يستعيذ منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم، وأسألك أن تجعل عاقبتي رشدا في كل أمر قضيته لي)، وهذا الدعاء يحمل الكثير من الخير، حيث يتضمن طلب كل ما هو خير، والاستعاذة من كل شر، ثم التأكيد على طلب أفضل الخير، وهو الجنة والأعمال الصالحة المقربة منها، والاستعاذة من أعظم الشر، وهو النار والمعاصي المقربة منها .
– “قال الحليمي في شأن هذا الدعاء : هذا من الأدعية المفيدة التي يفضل أن يدعو بها الناس، فإذا دعا بها فقد طلب من الله كل خير واستعاذ من كل شر. وإذا اقتصر الداعي على طلب خير محدد أو دفع سوء محدد، فقد أقصى طلبه لنفسه. هذا الدعاء يكفي بحد ذاته وإذا زاد المسلم من الدعاء به، فإنه خير عظيم. ولا يوجد أي ضرر على المسلم إذا اقتصر على هذا الدعاء إذا لم يتمكن من الدعاء بأدعية أخرى متنوعة وصعبة الحفظ .
فضل الدعاء
– للدعاء بشكل عام فضائل عديدة فهو خير معين على طاعة لله ، و الامتثال لأوامره ، و الإبتعاد عن الكبر ، فترك الدعاء لله تعالى استكبار من العبد على من خلقه و رزقه و أوجده ، و الدعاء من صور العبادة لله تعالى ، و الدعاء محبوب لله ، و الدعاء أيضًا سبب في انشراح الصدر ، و تفريج الغم ، و تيسر الأمور .
الدعاء يعتبر سببا لتفادي غضب الرب ورفع البلاء قبل وبعد نزوله، ويعكس ثقة العبد بالله. كما يساعد الدعاء على رفع الهمم وتجنب العجز، ويعد ثمرته مضمونة بإذن الله. ويساعد الدعاء على فتح باب الدعاء والمناجاة بين العبد وربه، وهو صفة من صفات المتقين من عباد الله، ويعتبر سببا للنصر والثبات .
عوامل استجابة الدعاء
ينبغي اختيار الأوقات المناسبة للدعاء، فاليوم الذي يسمى بيوم عرفة في السنة له فضل كبير في استجابة الدعاء، وشهر رمضان هو من أفضل الأشهر، ويوم الجمعة هو أفضل الأيام، والثلث الأخير من الليل وغيرها من الأوقات .
يجب على الداعية المسلم أن يستقبل القبلة، وهذا أمر مستحب عند الدعاء ورفع اليدين، وهو واحد من عوامل استجابة الدعاء، ويجب أيضا أن يستغفر من الذنوب ويكون عازما على تركها، ويجب خفض الصوت عند الدعاء، وعدم الدعاء بقطيعة رحم أو إثم، أو الاعتداء في الدعاء، أي أن يدعو بأمور غير مشروعة له .
يجب الجزم بالدعاء والايقان بالإجابة عليه، والإلحاح في الدعاء دون الاستعجال في الإجابة. ينبغي التوجه بالدعاء والتضرع لله في حالة الرخاء، والامتناع عن تناول الحرام، والحرص الدائم على إعادة الحقوق لأصحابها .
قبل الدعاء، يجب تعظيم الله تعالى والثناء عليه، ثم صلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ويجب أن يكون القلب متواجدا ومركزا أثناء الدعاء. يجب على العبد أن يتأمل معاني ما يدعو به وأن يدعو باسماء الله الحسنى ويتوسل إليه بالأعمال الصالحة التي وفقه الله للقيام بها. ويبدأ الدعاء بالنفس، ثم يدعو للوالدين والأخوة وأهل الفضل من أهل العلم والصالحين .