الدروس المستفادة من سورة الطلاق
لقد تطلعت الشريعة الإسلامية إلى كل نواحي وجوانب حياة الإنسان ، وخصوصًا فيما يتعلق بالبيوت والمعاملات اليومية ومعاملة الأزواج مع بعضهم البعض ، وقد وضع الخالق عز وجل أسس وقواعد التعامل مع الآخرين من الأزواج والأخوة والأهل والأقارب ، وقد جاءت العديد من السور والايات القرانية التي قد تحدثت عن الزواج والطلاق ومنها سورة الطلاق .
معلومات عن سورة الطلاق
هي واحدة من السور المدنية التي نزلت بعد الهجرة النبوية الشريفة، وعدد آياتها يبلغ فقط 12 آية، وتوجد في المصحف الشريف رقم 65 كجزء من ترتيب السور القرآنية، وتحديدا في الجزء رقم 28. نزلت سورة الطلاق بعد سورة الإنسان، وتبدأ بأسلوب نداء قائلا: {يا أيها النبي}. تتناول السورة بدقة أحكام الطلاق في الشريعة الإسلامية .
دروس مستفادة من سورة الطلاق
تحتوي سورة الطلاق على عدد كبير جدًا من الدروس المهمة والمفيدة للأمة الإسلامية، حيث توضح بوضوح النهج الصحيح الذي يجب أن يتبعه الأزواج في التعامل مع بعضهم البعض، ومن تلك الدروس ما يلي:
-يقول الله تعالى في الآية الأولى من سورة الطلاق : بسم الله الرحمن الرحيم: {فطلقوهن لعدتهن}، وهذا يعني أنه يجب أن يتم الطلاق فقط بعد أن تستوفي المرأة عدتها، وأن تكون في طهر أيضا .
توجهنا الآيات إلى أهمية حرص الأزواج على تحديدمدة العدة بشكل دقيق وتقديرها بطريقة صحيحة، وذلك لتفادي الخلط أو الأخطاء في عدد أيام العدة الخاصة بكل امرأة .
– تشير الآيات أيضا إلى أنه غير مسموح للزوج بإخراج المرأة من المنزل بعد الطلاق، حيث يكون ذلك غير مسموح تماما حتى إذا اضطر لمغادرة منزل الزوجية، يجب عليه الانتظار حتى انتهاء فترة العدة. وبالمثل، يجب على الزوجة أيضا الالتزام بذلك وعدم جمع حقيبة ملابسها ومغادرة المنزل إلى منزل عائلتها أو أي مكان آخر. بل يجب عليها البقاء في المنزل دون الخروج، وقد جاء ذلك في سورة الطلاق في قوله تعالى: {لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة} [آية: 1] .
: “تم الإشارة إلى أن تلك الفروض والحدود التي وضعها الخالق عز وجل هي أوامر يجب على كل مسلم الالتزام بها وعدم تجاوزها مطلقًا، وأن من يتعدى حدود الله فإنه يظلم نفسه ويضرها أولًا .
-ويوضح الله تبارك وتعالى أن الزوجة يجب أن تمكث في منزل الزوجية وتبقى في المنزل، وذلك بهدف أن يعود الزوجان إلى بعضهما البعض. فإذا بقي رؤية الرجل لزوجته أمامه في المنزل، سواء لمدة ثلاثة أشهر أو حتى خلال فترة الولادة إذا كانت الزوجة حامل، فقد يتراجع الرجل عن قراره ويعيد النظر في علاقته مع زوجته، وتنتهي المشكلة بسهولة. وقد ورد في سورة الطلاق قول الله تعالى: “لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا” [الآية: 1] .
وبعد انتهاء مدة العدة، وإذا لم يتراجع الزوجان طوال هذه المدة، يمكن للزوج أن يعيد التقدم بالزواج إليها مرة أخرى، أو أن يسمحها بمعروف، مع الالتزام بحفظ حقوقها كاملة والتفريق عنها بمعروف بطريقة لا تسبب لها الضرر المعنوي أو المادي .
عندما يرجع الرجل إلى زوجته، يجب عليه أن يكون هناك بعض المسلمين شهود على ذلك، وذلك يأتي بناءً على قول الله تعالى: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ} سورة الطلاق [آية: 2] .
وقد تناولت السورة أيضًا جميع الأحكام الخاصة بالطلاق سواء عند رغبة الرجل في رد الزوجة إلى عصمته أثناء فترة العدة أو أراد أن يردها بعد انقضاء العدة ووضحت أيضًا عدة المرأة التي انقطع عنها الحيض ، وغيرها الكثير من الأحكام الهامة التي ينبغي علينا كمسلمين أن نعود إليها ونُطبقها في حياتنا كي تستقيم الأمور .