الدراسة المالية لأي مشروع
قبل أن يبدأ المستثمر في إنهاء إجراءات مشروعه ويستعد لتجهيز متطلبات المشروع وآلياته واحتياجاته من مكان ومرافق وتراخيص … الخ، عليه أولا أن يدرس جيدا كافة التفاصيل المالية للمشروع وهي بالتأكيد أساس أي مشروع؛ فالتكلفة المالية يمكنها أن تعطل المشروع في أية لحظة أو أن تساعد على إكماله وتحقيق أهدافه والوصول به لأعلى درجات الربح، لأن التمويل هو أساس كل شيء بعد توافر الخبرات والدراسات اللازمة، وبدون تمويل لا توجد مشروعات، وفيما يلي أهم الخطوات لعمل دراسة مالية مناسبة قبل بدء المشروع
– الخطوة الأولى :
دراسة التكاليف الكلية للمشروع
نحصل في هذه الخطوة على معرفة التكاليف المادية اللازمة للمشروع بالتحديد، حيث تنقسم هذه التكاليف إلى أربعة أقسام، يتم تحديد كل منها حسب ما يتم إنفاقه في اتجاه محدد
1- التكاليف التأسيسية: تشمل التكاليف الإدارية التي يتم دفعها في البداية مرة واحدة فقط ولا يتم استردادها، تكاليف إعداد الرسوم القانونية والرسوم المتعلقة بالترخيص وتسجيل المشروع في الجهات المعنية، بالإضافة إلى التكاليف المتعلقة بالاستشارات والدراسات المختلفة.
2- التكاليف الرأسمالية: هي تلك التكاليف المطلوب إنفاقها مقابل شراء الأصول الثابتة عناصر الإنتاج المختلفة كالأرض والعقارات والمباني وأيضا الآلات والمعدات المطلوبة لتشغيل المشروع، وتلك التكاليف أيضا يتم إنفاقها مرة واحدة فقط، لكن قد يمكن استرجاعها عن طريق بيعها مرة أخرى.
3- التكاليف التشغيلية: تُعدُّ تلك التكاليف هي تلك التي تُستخدم لتشغيل المشروع حتى يتم الإنتاج منه، وتُنقسم إلى قسمين وهما:
أ- التكاليف الثابتة: تشير هذه التكاليف إلى المصروفات التي يتم دفعها بشكل منتظم ولا تتأثر بتغير حجم الإنتاج، وتشمل مثالًا على ذلك الإيجار والضرائب المستحقة للدولة، بالإضافة إلى التكاليف الدورية للصيانة وأجور العمال وغيرها من الالتزامات الثابتة.
ب- التكاليف المتغيرة: هى تلك التكاليف التي تتغير من يوم لآخر ومن شهر للثاني، وغالبًا ما ترتبط بمستوى الإنتاج على عكس التكاليف الثابتة التي لا تتأثر بالإنتاج بتاتا، أي أن التكاليف الثابتة تتغير بشكل دوري كلما تغير حجم الإنتاج، وتتمثل تلك التكاليف في شراء المواد الخام ودفع فواتير الطاقة من كهرباء وغاز … الخ، بالإضافة للتكاليف الطارئة التي قد يتطلبها العمل مصادفة.
4- التكاليف الكلية للمشروع: هذه هي الخطوة النهائية في حساب تكاليف المشروع، وتتم عن طريق جمع جميع تلك التكاليف التي تم ذكرها سابقًا.
– الخطوة الثانية :
حساب الأرباح الشهرية والإجمالية المتوقعة
1- الأرباح الشهرية: تشمل تلك العوائد المادية الدخل الذي تجنيه المؤسسة كل شهر من مصادر الدخل للمشروع، مثل بيع المنتجات أو الخدمات وغيرها.
2- الأرباح الإجمالية: تعني صافي الدخل المتبقي بعد خصم تكاليف التشغيل الثابتة والمتغيرة التي تم إنفاقها خلال الشهر من إجمالي الأرباح الشهرية المتحققة من بيع الخدمات والمنتجات وغيرها من مصادر الدخل للمشروع.
– الخطوة الثالثة :
حساب الربح الشهري الصافي: تمثل هذه الخطوة النهائية التعرف على مكتسبات المستثمر دون احتساب أي تكاليف بعدية، وتكشف النتيجة النهائية لهذه العمليات الحسابية ما إذا كان المستثمر صاحب المشروع قد خسر أم كسب، وكم كانت الأرباح بالضبط بعد استبعاد التكاليف الأخرى.
ويتم احتساب الربح الصافي عن طريق طرح جميع المصاريف الغير نقدية من الربح الإجمالي، والمصاريف الغير نقدية تلك تتمثل في المنتجات المهدرة، والإهلاك ومعدل التكاليف التأسيسية للمشروع، بالإضافة لتكاليف التمويل ك الفائدة البنكية المطلوبة على أية قروض.
تعد هذه العملية ضرورية لضمان نجاح أي مشروع دون أي عوائق مستقبلية، كما أن الدراسة المالية لأي مشروع تضع المستثمر على المسار الصحيح وتسمح له بتوقع أي حدث محتمل بدلاً من التعرض له.