ادب

الخصائص الفنية للأقصوصة والقضايا التي تطرحها

الأقصوصة

تعد الأقصوصة واحدة من أنواع القصص القصيرة المختلفة، ويمكن الإشارة إليها مباشرة باعتبارها قصة قصيرة، وتتميز بعدة خصائص فنية هامة كنوع من أنواع الأدب العربي، ومن بين أهم هذه الخصائص

  • النص الخاص بقصة قصيرة ومبسطة إلى حد كبير.
  • لا تحوي العديد من التفاصيل.
  • تتكون من العناصر المعتاد استخدامها في القصص القصيرة.
  • يعد نمطا من أنماط السرد لعدد من الأحداث والمراحل المترابطة.
  • القصة القصيرة هي تعبير مباشر ومباشر عن مرحلة معينة في حياة شخص أو مجموعة من الأشخاص.

تتميز الأقصوصة بأن معظم شخصياتها قليلة العدد، وفي الغالب لا يتجاوز عددها فرد واحد فقط، وتدور الأحداث حول الشخصية الوحيدة في القصة.

الشخصية تكون بمنزلة المحرك الرئيسي لكل الأحداث، والقضايا التي تدور حولها تلك الأقصوصة، وذلك من البداية، وحتى نهاية الأحداث، وعلى الرغم من كون تلك الشخصية ليست بالبطل المطلق، إلا أنها مؤثرة في عموم الفكرة الرئيسية، وتسهم في التبرير، والتعليل لمختلف الأحداث، والمراحل المرتبطة بتلك الشخصية.

القضايا التي تقترحها الأقصوصة

تعتمد القضايا التي تناقش في الأقصوصة على الأحداث التي تحدث فيها، ويتم استكشاف حلول تلك القضايا من خلال الأحداث الأخيرة في الأقصوصة. يجب أن يكون السرد في الأقصوصة مكتملا من الناحية الهيكلية والأفكار. عندما يواجه الشخصيات في القصة مشكلة، يجب على الكاتب أن يقدم حلا لهذه المشكلة. من أمثلة القضايا التي يمكن مناقشتها في الأقصوصة هي قضايا الحرية وقضايا المرأة بين العصور القديمة والحديثة، وهناك قضايا قد تكون ذات صلة بالوقت الحاضر والمشاكل التي نواجهها حاليا.

تكمن أهمية القضايا المقترحة في الأقصوصة في طرحها بشكل أدبي فني مميز يتميز بقدرته على استيعاب مختلف الرؤى والأفكار المجتمعية.

يمتلك القصاص والكاتب القصصي دورًا بارزًا في المجتمع، حيث تُعَدُّ القصة أو الأقصوصة تجسيدًا قويًا لواقع المجتمع وما يعانيه من قضايا ومشكلات، ويجب أن يمتزج السرد القصصي مع هذا الواقع، ويناقش قضايا مثل الحرية الفكرية وقضايا الرأي وغيرها.

الأقصوصة التاريخية

تناقش هذه القصة أبرز وأهم القضايا التاريخية، وتجمع بين الخيال المكتوب والتاريخ الموثق والثابت، وتتحدث عن قضايا فكرية كانت موجودة في عصور أقدم، مثل قضايا الوطنية والمعاركات التي دارت من أجل الحصول على استقلال الدول من الأيادي الاستعمارية.

الأقصوصة الساخرة

تعد من بين أهم الأسلحة الحادة التي تكون أداة في يد الكاتب يناقش بها أعقد، وأهم القضايا في بأسلوبٍ أدبيٍ رشيقٍ وساخر، حيث أن هذا الأسلوب يخفف من حدة ووقع القضية في المجتمع، ومثال على الأقصوصة الساخرة، تلك التي تناقش ما يواجه الإنسان من مصاعب في شتى مناحي الحياة، وظروف المعيشة وما شابه ذلك، ولقد أوردنا فيما سلف أن الأقصوصة ما هي إلا التجسيد الحي لصورة الواقع الذي قد يكون أليم في بعض الحالات.

الخصائص الفنية للأقصوصة

تتميز القصة الأدبية بعدة خصائص وسمات فنية، التي حظيت بالاتفاق بين الأدباء والكتاب، والذين اهتموا بدراسة الفن الخاص بالقصة الأدبية، وعناصرها. وتشمل هذه الخصائص والسمات الفنية التي يضعونها ضمن إطار الفن القصصي الأدبي ما يلي:

الانطباع

– إن من بين السمات الفنية الأساسية لفن القصة القصيرة، والذي يعد واحدًا من أروع الفنون القصصية، هو الانطباع الذي يعكس رأي الكاتب الشخصي بعد الانتهاء من الكتابة عن قصته القصيرة، وهذا الانطباع يكون واضحًا لدى كل من الكتاب والقراء.

تختلف الآراء بشأن الانطباع عن قصة قصيرة بين الكتاب وفئة النقاد الأدبيين، حيث لكل منهم رأي خاص به حول طبيعة القصة القصيرة، وتعتبر من بين العوامل الأساسية التي تؤثر على الانطباع عن القصة القصيرة هي ما يلي:

  • يتأثر انطباع الشخص خلال قراءة القصة بذوقه الشخصي.
  • القوة التأثيرية للنص.
  • الوصول للفكرة بطريقةٍ ناجحة.

لحظة الأزمة

المقصود بها في فرع الفنون الخاص بالقصص القصيرة الحبكة الفنية، ولكنها مختلفة إلى حدٍ ما في الأقصوصة، حيث أنه في القصة القصيرة العادية تكون الحبكة متصلة بمدى التعقد في الأحداث الخاصة بالقصة، وطريقة التفاعل ما بين أبطال القصة الأساسيين، والثانويين، ولكن في الأقصوصة فالحبكة الفنية تكون مرتبطة فقط بالبطل للأحداث، مع الكشف للدور الرئيسي، الذي يؤثر به على مختلف عناصر، وأحداث القصة.

من الأمور الضرورية للكاتب أن يكون لديه إمكانية، وقدرة قوية على السرد لأقصوصته بحيث تظهر الحبكة، أو العقدة في مرحلة معينة تتناسب مع السير لباقي الأحداث، وذلك حتى يتسنى للقارئ أن يتعرف على البداية الحقيقية للحظة الأزمة، ويتعرف على التوقيت الذي ستنتهي فيه تلك اللحظات المتأزمة في الأقصوصة، وأحداثها.

التصميم

وبهذا يقصد ترتيب النص بالأقصوصة وتوزيع الفقرات التي تروي أحداث الأقصوصة، فكلما كانت الأقصوصة مبسطة وواضحة، ظهر النص بملامح أكثر وضوحا ووضوحا للقارئ، وبالتالي يصبح تصميم الأقصوصة أكثر تناسقا وتوافقا، مما يسهل على القارئ فهم النص وتبدو الأحداث مفهومة ومنطقية وأكثر واقعية.

خصائص القصة القصيرة

تمتاز القصة القصيرة عن مختلف الأعمال الأدبية بكونها:

قصيرة وموجزة

تعتبر السرد القصير من أهم سمات القصة القصيرة كفن أدبي، حيث يتميز بسرعة القراءة والانتهاء منه في جلسة واحدة، ويجب أن تكون جميع الأحداث والمعلومات المذكورة في القصة مترابطة ومتسير بسلاسة لتسهيل فهم القارئ.

تترك انطباعًا

القصص القصيرة تتميز بكونها في أغلب الأحوال تكون تاركة لأثر، وانطباع كبير وموحد، ومن الجائز أن تكون حكاية القصة تنبني حول كيان الشخصية، أو حدث، أو فكرة محددة، وتكون تلك الفكرة موجهة بشكلٍ مباشر للقراء، والذين من الممكن أن يكونوا ممتلكين لتجارب، أو تعرف مسبق على الأحداث الخاصة بالقصة.

شخصيات قليلة

العدد المتواجد بالقصة القصيرة من الممكن أن يكون قليل، وهذا من أهم ما يلفت النظر، ويجذب الانتباه لها، والتقديم للشخصية بأي قصة قصيرة يستلزم من الكاتب أن يقوم بالإضافة لأي معلومات حول تلك الشخصية، ولهذا فإن الكاتب يسعى إلى التقليل من تعداد الشخصيات بالقصة القصيرة حتى لا تكون هناك أي تفاصيل بالقصة لا داعي لها، أو غير ضرورية.

النهاية مفاجئة

تتميز نهايات القصص القصيرة بأنها مفاجئة في كثير من الحالات، وإذا كانت الأحداث مرتبطة بشكل متسق مع الحبكة الفنية للقصة، فإن القارئ لا يمكنه التوقف عن متابعة القصة حتى يفاجأ بنهايتها على حدث غير متوقع، ولكنه منطقي.

عناصر القصة القصيرة

تحتوي فن القصة القصيرة على العديد من العناصر والمكونات الخاصة به، ومن بينها: –

إطار القصة

يتعلق هذا الأمر بالزمن والتوقيت الذي تحدث فيه الأحداث، والبيئة المكانية التي تحيط بالحدث، وجميع أحداث القصة، وقد يكون لكل حدث من أحداث القصة مكان محدد، وقد يتجمع أكثر من حدث في مكان ذو خصائص واحدة.

الصراع

يمكن إيجاز محتوى القصة القصيرة بأنه المشكلة أو المشكلات أو الحدث الذي يتعرض له الشخصية الرئيسية في القصة، والذي يعد المحور الأساسي لأحداث القصة المعقدة.

  • الشخصيات: تحتوي هذه القصة على الشخصية الرئيسية والشخصيات الفرعية المختلفة في أفكارها ومواقفها وأفعالها التي تؤثر على الحبكة في القصة.
  • وجهة نظر: هذا هو رأي الشخص الذي يحكي القصة، ويمكن أن يكون بصيغة الأنا، أو المتكلم، أو في صيغة الغائب.
  • الفكرة الرئيسية: تعتبر هذه المقصد، الهدف، أو الرسالة الأساسية والرئيسية للحكاية وأحداث القصة.
  • الحبكة: وهو النمط الترتيب المختار من قبل الكاتب، حتى يقدم الأحداث في قصته القصيرة بشكل أكثر سلاسة، مما يظهر الحبكة الفنية للقصة.
  • العرض: تعد هذه المقدمة الخاصة بالإطار العام للقصة، وشخصياتها المختلفة، ودائرة الصراع المميزة للقصة.
  • الأحداث الحاسمة: هي تمثل جميع الأحداث التي تتابع بعضها البعض حتى يصل الكاتب بها إلى نقطة الذروة في القصة ويشد بها انتباه القارئ.
  • الذروة: وهي تعتبر نوعا من الأحداث المثيرة بشكل أكبر للقارئ في قصة الأحداث، وتليها جميع الأحداث التي تتداخل مع بعضها البعض لإيجاد حل للصراع الذي تدور حوله الأحداث.
  • حل العقدة: وتمثل الحل الجذري للمشكلة أو النهاية النهائية للقصة.

عناصر القصة الفنية

تتلخص العناصر الفني لأي قصة في التالي:

الأحداث

المجموعة التي تتكون من عناصر لوقائع سردية تستهدف هدفًا محددًا، وتتركز القصص التي يركز من خلالها الكاتب على الأحداث الرئيسية، مع إهمال الأحداث الثانوية، تعرف بالقصص السردية.

تركز هذا النوع من القصص على الحركة كعنصر رئيسي في القصة، ولكن يتم رسم الشخصية وفقًا لما يتطلبه الأحداث. ومن بين الأمثلة الرئيسية للقصص السردية التي توضح هذه الطبيعة هي القصص البوليسية والقصص المغامرة.

السرد

هو الآلية الخاصة بالنقل لكل الوقائع، ومختلف الأحداث، وذلك يكون بالاستعمال لألفاظ لغوية تعبر عنها، وحتى يكون النمط الخاص بالسرد طريقته فنية، لا بد من الاستخدام لألفاظ تعبيرية فنية متنوعة، ومختلفة، والألفاظ وسردها بشكلٍ جيد، وفني هو الذي يتيح النقل لكل الأحداث بشكل شيق ومثير

البناء

هي الأسلوب الذي يتبع في سرد الأحداث في القصة، حيث تنقل الأحداث من مرحلة إلى أخرى بشكل متلاحم ومشوق، ويكون هناك ترابط وثيق بين الأحداث المختلفة في القصة، ويتم بناء السرد بتناسق شديد، ويعتمد بناء القصة بشكل أساسي على الشخصية المحورية في القصة.

الشخوص

الشخصيات تعد العنصر الأساسي والجوهري للقصة ولا قيام للقصة ولا نشأة لأحداثها سوى بشخصياتها التي يرسمها الكاتب فهي التي تخلق جو القصة وتفاعلها، وهي التي تنشئ حالة الجدل بين النقاد والكتاب والقارئ، أكثر ما يجذبه للقصة العنصر التشويقي للشخصية الأساسية وتكون الشخصية الأساسية هي المشكل الرئيسي للأحداث المتعاقبة في القصة.

الفكرة

الفكرة أو المنظور المراد الوصول إليه، والهدف المطلوب من القصة وتلك الفكرة هو ما يريد الكاتب أن يوصله لجمهوره من القراء، ويتحقق ذلك من خلال الأحداث والتسلسل الزمني للأحداث والشخصيات الرئيسية والفرعية.

الزمان والمكان

يتعين على الكاتب القصصي أن يراعي الزمان والمكان كركنين أساسيين في عملية كتابة القصة، وأن يأخذ بعين الاعتبار المراحل الخاصة بالقصة، وذلك بتحديد الزمن والبيئة التي يجري فيها الحدث، وتوضيح العادات والسلوكيات المرتبطة بتلك البيئة والمكان، وكذلك التفاصيل الهامة التي ينبغي على كل كاتب القصة القصيرة أن يضمن تضمينها في قصته، وهذا يساعد على جعل الأحداث منطقية وواقعية ومثيرة للاهتمام للقارئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى