احكام اسلاميةاسلاميات

الحيوانات التي أمر الشرع بقتلها ؟ ” بكل زمان ومكان

حكم قتل وتعذيب الحيوانات

خلق الله تعالى الأرض بكل ما فيها من نبات وحيوان في خدمة الإنسان، ووضع الحدود في التعامل مع الكائنات الحية في القرآن الكريم والسنة النبوية على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأول هذه التشريعات هي تعذيب الحيوانات ، وهو شيء مكروه من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ففي حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أن امرأة ادخلها الله النار بسبب تعذيبها لقطة ، وجيشها وعدم اطعامها ، فما بال الذين يقومون بتعذيب الحيوانات بالنار ، واغراقهم في المياه ، وغيرها الكثير من طرق التعذيب التي حسابها عند الله عسير ، بالحيوانات كائنات ضعيفة أمام الإنسان.

بالنسبة لقتل الحيوانات، أذن الله تعالى بقتل الحيوانات التي قد تؤذي الإنسان بأي طريقة، وما عدا ذلك يعتبر من الأشياء المكروهة. يسأل الكثيرون عن حكم قتل الكلاب، فبعضها يؤذي الإنسان، مثل الكلاب المسعورة، وبعضها لا يشكل خطرا. فأمر الرسول بقتل الكلاب المؤذية فقط، أما الكلاب غير المؤذية فلا ضرر في تركها، وذلك استنادا إلى حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه.

يقول : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب ثم قال: `ما بالهم وبال الكلاب!` ثم أذن في قتل كلب الصيد وكلب الغنم.

في الشريعة الإسلامية، يمكننا ذكر الحيوانات التي يجوز قتلها، وهي الحية والثعبان والغراب والحدأة والفأر والوزغ والكلب العقور، وهو الكلب الضال الذي يسبب الأذى للإنسان بعضه بعضا عن طريق العض أو الجرح.

حيوانات أمر الشرع بقتلها

الحيوانات التي أمر الله تعالى ورسوله بقتلها هي الحيوانات الضارة بالإنسان، وتشمل الغراب والعقرب والحدأة والفأر والنمر والأسد والذئب والكلب العقور، وتعتبر هذه الحيوانات فواسق يجب قتلها، وأشار إليها رسول الله تعالى في حديثه الشريف

” خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم : الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العريض

يوضح الحديث الشريف الحيوانات التي يحب قتلها حتى وإن كانت في حرم الكعبة أو وقت الإحرام والعمرة. أثبت علماء اللغة والفقه أن الكلب العقور يشمل الذئب والنمر والأسد، لأنهم من فئة الكلاب الشرسة التي تسبب الضرر للبشر. هذا يؤكد أن ليست جميع الحيوانات الضالة تكون ضارة للبشر. فلا يجوز قتل الحيوان الضالة غير الشرسة.

يعتبر الوزغ أو البرص من الحيوانات التي يحرم قتلها في الإسلام، وقد صرح الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه ينبغي إبعادها فقط، وليس قتلها، وذلك وفقًا لحديث من السيدة عائشة رضي الله عنها

في حديث آخر رواه مسلم عن سعد بن أبي وقاص: امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغ وأسماه فويسقا

توجد اتجاهات تقول إنه يجب قتل الوزغ بسبب أن أباه هو من نفخ في النار على سيدنا إبراهيم عليه السلام، ولكن هذا الحديث لا يستند إلى أي دليل صحيح. فالجواب على قتل الوزغ يكون بسبب إيذائه، وانحرافه، كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعدى ذلك.

يعود تشريع قتل هذه الحيوانات إلى فسقها أو خروجها عن الحرمة وتصرفاتها السيئة وإفسادها وتسببها في الإيذاء.

حكم قتل الحيوانات والحشرات المؤذية

هناك أكثر من حديث يؤكد جواز قتل الحيوانات التي تتسبب في الأذى، وما يتبعها من الحشرات مثل الذباب والقمر والبعوض وغيرهم، ومن الأحاديث التي تناولت هذا الموضوع:

عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: `إن الهوام من الجن، فمن رأى شيئا في بيته فليحرج عليه ثلاث مرات، فإن عاد فلا بأس، وإلا فليقتله فإنه شيطان`.

الهوام هي أي حيوان يسبب الأذى، ويمكن أن تكون حيوانات ضالة.

في حديث آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يقول: “اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويسقطان الحبل”، قال عبد الله: بينما أنا أطارد حية لقتلها، ناداني أبو لبابة قائلا: لا تقتلها، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الحيات، فقال: إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت، وهن العوامر.

ومن ذلك وغيره من الأمثلة ، فإنه يجوز قتل كل من الحيوانات والحشرات التي فيها اذى مثل البراغيث ، والعقارب ، والذباب ، وقد اختلفت المذاهب في هذا الشأن فتجد المالكية أجازوا قتل حشرات الأرض ، كونها تؤذي البشر استنادا على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، بينما الحنفية والمذهب المالكي أجازوا قتل الحشرات مع شرط وضعه المالكية ، وهو أن تكون نية القتل هي دفع الأذى وليس العبث ، واللهو.

وفيما يتعلق بالشافعية، فقد توصلوا إلى ضرورة قتل الكائنات المؤذية بالفطرة، مثل الفواسق الخمس المذكورة في الحديث الشريف، بالإضافة إلى الزنابير والبق والبرغوث وجميع الحشرات المؤذية.

في حين اتجه المذهب الحنبلي إلى استحباب قتل جميع الحشرات المؤذية بالفطرة، حتى وإن لم تظهر الأذى تجاه الإنسان، فإن الحشرات غير المؤذية يجوز قتلها، ولكنهم كرهوا قتل النمل والقمار، إلا إذا كان هناك أذى شديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى