احكام اسلاميةاسلاميات

الحكمة من مشروعية العدة بأنواعها

تعني العدة في الاصطلاح الشرعي فترة زمنية يتربص بها المرأة لأداء عبادة لله والتعبير عن حزنها على زوجها، بهدف التأكد من عدم حدوث حمل، وتنتج هذه الفترة نتيجة للطلاق أو وفاة الزوج، وتم تأكيد شرعيتها في القرآن الكريم والسنة النبوية من خلال العديد من الآيات التي تشمل أنواعا مختلفة من العدة، ومن بينها قول الله تعالى: (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا).

جدول المحتويات

أنواع العدة

تتعدد أنواع العدة وهي العدة بالقروء، العدة بالأشهر، العدة بوضع الحمل، حيث أن المرأة التي يقع عليها الطلاق، فإن عدتها تكون ثلاثة قروء لمن يأتيها حيضها باستمرار، وإذا كانت المرأة حامل فأن عدتها تكون وضع الحمل، أما من بلغت سن اليأس فعدتها تكون ثلاثة أشهر فلا يأتيها حيض، والصغيرة التي لم تحض بعد، ولكن المرأة التي توفى زوجها، فإذا كانت حاملًا فعدتها إلى أن تضع حملها، وإن لم تكن فعدتها أربعة أشهر وعشرة أيام.

متى تبدأ عدة المرأة

تبدأ فترة عدة المرأة عندما يحدث زواج شرعي فسادا أو طلاقا أو وفاة، وتنتهي إذا لم تكن تعلم المرأة بحدوث حمل أو غيره، إذا تطلقها زوجها أو توفي وهي حامل ولم تكن تعلم بذلك. إذا تنتهي فترة العدة. أما إذا كان الزواج فاسدا، فتبدأ فترة العدة عندما ينفصل الزوجان. في حالة الشك في وقوع الجماع، مثل الزواج بين أخ وأخت الرضاعة، فإن فترة العدة تبدأ من آخر جماع وقع بينهما بعد أن يعلم أنها ليست حلالا. وتكون فترة العدة للمرأة التي توفي زوجها في البيت الذي كانت تعيش فيه في حياتها. ولكن إذا انتقلت منه بسبب الخوف أو أي سبب آخر، يمكنها أن تعتد في أي مكان تشعر فيه بالأمان على نفسها.

بعد طلاق رجعي، تكون العدة الخاصة بالمطلقة في بيت زوجها، ولا يجوز إخراجها من البيت إلا إذا ارتكبت فاحشة كبيرة، مثل قول أقوال غير مقبولة أو ارتكاب أفعال تؤدي إلى الإضرار بأهل البيت. وأما المطلقة بطلاق بائن، أو المخلوعة، أو المفسوخة، فيعتد بها في بيت أهلها.

الحكمة من العدة في الشرع

أمر الله سبحانه وتعالى المرأة بالعدة للعديد من الأسباب، بما في ذلك حق الزوج وحق الزوجة وحق الولد، ومن بين هذه الأحكام:

  • يتم التأكد من عدم وجود جنين في رحم المرأة لتجنب أي اختلاط في الأنساب.
  • يمكن للزوج التفكير بعناية بعد طلاق زوجته بطلاق رجعي، ومن الممكن أن يتراجع عن الطلاق ويتصالح مع زوجته.
  •  يحظى الزواج بأهمية كبيرة داخل الإسلام، حيث يتم عقده بناءً على شروط معينة، ولا يمكن إلغاؤه إلا بتوفير الشروط المناسبة والتأني في ذلك.
  •  يجب احترام العلاقة الزوجية السابقة، فهي لا تنتقل مباشرة إلى شخص آخر، ويجب الانتظار والتمهل قبل البدء بأي علاقة جديدة.
  • حفظ حق الحمل في حالة كانت المرأة حاملة.
  • أحكام المعتدة في الشرع

شرع الله سبحانه وتعالى أحكاما خاصة تتعلق بالمرأة التي تعد في فترة العدة، ومنها

تحرم خطبة المعتدة، ولا يجوز لأي شخص أن يخطبها بصراحة خلال فترة عدتها، لأنه إذا كانت المعتدة عن طلاق رجعي، فإنها تكون في حكم الزوجة، وإذا كانت عن طلاق بائن أو وفاة الزوج، فإن بعض حقوق الزوجية لا تزال سارية بالنسبة لها.

يحظر الزواج بالمعتدة، حيث أنه لا يجوز لرجل غير الزوج أن يتزوج المرأة المعتدة، لأنها في حالة الطلاق الرجعي تكون في حكم الزوجة، وفي حالة الطلاق البائن أو الوفاة لا تزال لديها بعض الحقوق الزوجية، وإذا تزوجت خلال فترة العدة فإن الزواج يكون باطلاً.

تحظر الشريعة الإسلامية على المطلقة، سواء كانت رجعية أو بائنة أو وراءها وفاة زوجها، من الخروج من المنزل خلال فترة العدة، إلا في حالة الضرورة القوية أو الحاجة الملحة مثل طلب الطعام أو الدواء أو الخوف على نفسها، أو غيرها من الأسباب الجوازية والمقبولة.

يجب على الزوج دعم زوجته مادياً خلال فترة العدة إذا كان الطلاق رجعياً، لأنها لا تزال في حكم الزوجة، وكذلك يجب دعم الزوج الزوجة المطلقة والحامل في حالة الطلاق الواضح، ولكن إذا لم تكن الزوجة حاملًا فليس لها حق في النفقة، وإذا كانت الزوجة مدانة بوفاة زوجها، فليس لها حق في النفقة من ماله لأن العلاقة الزوجية انتهت بالموت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى