الحكمة من رمي الجمرات
يعد الحج أحد أركان الإسلام الأساسية الخمسة، وجعله الله تبارك وتعالى من أفضل أنواع العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه. ومع ذلك، فإن الحج لم يفرض على أي شخص غير المستطيعين، ولكنه فرض على كل من يستطيع الوصول إليه سواء كان ذلك ماديا أو صحيا. وهناك عدد كبير من أركان ومناسك الحج، مثل الوقوف على جبل عرفات ورمي الجمرات وغيرها .
أهمية الحج
الحج في الإسلام يشير إلى التوجه بالروح والجسد إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، ويتم في شهر ذي الحجة، وهو آخر شهور الهجرة. يتضمن الحج العديد من الفوائد الإيمانية المباركة
الإيمان بأنفسنا بوصفنا عبيدًا لله تبارك وتعالى، والامتثال لأوامره والسير على نهج رسوله صلَّ الله عليه وسلم، إلى جانب إتمام أركان الإسلام .
-وردت بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تحدثت عن فضائل أداء فريضة الحج وأنه يُعد أحد أنواع الجهاد ، ومنها : عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : { يَا رَسُولَ اللهِ نَرَى الجِهَادَ أَفْضَلَ العَمَلِ ، أَفَلَا نُجَاهِدُ ؟ } قَالَ: { لَا ، لَكُنَّ أَفْضَلُ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ } أخرجه البخاري .
إضافة إلى أن أداء فريضة الحج يعتبر مصدرا للأجر والثواب العظيم، حيث يقوم الحج بتطهير المسلم من جميع الذنوب والمعاصي، ويعود من الحج خاليا من الذنوب تماما كما ولدته أمه. وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من أدى الحج ولم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه`، وهذا الحديث متفق عليه. وقد قال أيضا: `العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة`، وهذا الحديث متفق عليه .
بالإضافة إلى أن الحج يعتبر من أهم وسائل استشعار نعمة الخالق المباركة والتواصل معه عن قرب، فإنه يحث المسلم بعدها على الامتثال لطاعة ربه والابتعاد عن المعاصي وكل ما يغضب الله قدر الإمكان. كما يعتبر الحج وسيلة رائعة تساعد على اختلاط المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، وتجمعهم معا في مكان واحد لتوطيد معاني الترابط والمحبة بين جموع الأمة الإسلامية .
سبب رمي الجمرات في الحج
يُعَدُ رمي الجمرات أحد أهم مناسك الحج ، ولقد بذل العلماء جهودًا كثيرة في تفسير الحكمة وراء رمي الجمرات ، وهي على النحو التالي:
من بين الأمور التي ينبغي الاقتداء بها من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في الحج بشكل صحيح هو قوله صلوات الله وسلامه عليه “خذوا عني مناسككم” وفقًا لرواية مسلم .
تعود ذاكرة كل مسلم إلى قصة إبراهيم عليه السلام، عندما أمره الخالق بأن يذبح ابنه إسماعيل، وعندما حاول إبراهيم تنفيذ الأمر، حاول الشيطان أن يلبسه الشك ويحول بينه وبين طاعة الله. فقام إبراهيم برمي الشيطان بسبع حصاة، وعندما عاد الشيطان ليعترض مرة أخرى، رماه إبراهيم بسبع حصاة أخرى، وتكرر ذلك ثلاث مرات. ثم قام إبراهيم بذبح ابنه، وعندما وضع السكين على عنقه، لم تقطعها بل فداه الله بذبح عظيم. وناداه الله تبارك وتعالى قائلا: `يا إبراهيم، قد صدقت الرؤيا`. ولذلك يقوم المسلمون برجم الشيطان برمي الجمرات أثناء فريضة الحج، تماما كما فعل إبراهيم عليه السلام .
-كما قد ذهب بعض العلماء إلى أن منسك رمي الجمرات أثناء الحج إنما هو وسيلة لإغاظة الشيطان الرجيم عندما يرى جموع المسلمين يرجمون نفس المكان الذي قد قام بالوسوسة لسيدنا إبراهيم به ، وبالتالي فإن هذا المشهد الإيماني يعتبر واحدًا من أهم وأفضل الشعائر وليس مجرد عمل مسرحي كما يظن البعض .