الحكمة من المواقيت المكانية
نظرا لأن بيت الله في مكة هو مكان مرموق ومعظم، جعل الله لها حصنا وحماية وهي الحرم. وحتى الحرم نفسه له قوانينه الخاصة، وهي المواقيت التي لا يجوز للحاج أو المعتمر تجاوزها إلا بإحرام؛ احتراما لله تعالى واحتراما لبيته الحرام.
ميقات مَنْ هو دون المواقيت
إذا كان منزل الشخص بعيدا عن مكة المكرمة ولا يسمع أذان الصلاة فيه، فإنه يحرم عليه الحج والعمرة من مكانه، مثل أهل الشرائع وبحرة وجدة وغيرهم.
2 – إذا تجاوز الميقات بدون نية لأداء الحج أو العمرة، ثم قرر بعدها أن يؤدي أحدهما، فإنه يكون محظورا من نفس المكان الذي قرر فيه الأداء، باستثناء العمرة المفردة، فإذا أراد أداء العمرة من المكان المحرم، فإنه يكون محظورا من الحل. وإذا أراد أداء العمرة من المكان المحل، فإنه يكون محظورا من نفس المكان الذي قرر فيه الأداء.
ميقات من لم يمر بالمواقيت
إذا جاء شخص من طريق لا يمر على الميقات براً أو بحراً أو جواً، فإنه يحرم إذا حاذى أقرب الميقات إليه، ولا يجوز له تجاوز الميقات دون الإحرام إذا كان يريد الحج أو العمرة.
ميقات أهل مكة
إذا أراد أي شخص من سكان مكة أو غيرهم الذين جاءوا إلى مكة أن يؤدي فقط مناسك العمرة، أو أن يكونوا متمتعين بها حتى موسم الحج، فعليهم أن يخرجوا لأداء الإحرام بهذا الغرض من أي جهة، والطريقة الأفضل هي الجعرانة، والتنعيم، والحديبية.
2- يحرم الحج في مكة على من نوى الحج، سواء كان من أهلها أو من غيرهم، سواء كان واحدًا أم مع قارن.
3 – إذا أراد شخص الحج من مكة، فالسنة أن يحرم منها، وإن حرم من الحل فهو مقبول.
إذا كان شخص مقيم في مكة ويريد القيام بالعمرة، فيتوجب عليه الإحرام من ميقاته الأدنى، وإذا حرمت العمرة من المسجد الحرام وهو يعلم بذلك، فإنه يرتكب ذنبا، ويجب عليه التوبة والاستغفار، وتعتبر عمرته صحيحة ولا يلزمه دية.
إذا أحرم شخص ما بالعمرة دون العلم بالحرم، فإن عمرته صحيحة ولا يوجد عليه إثم أو دم.
صفة الإحرام في الطائرة
إذا رغب شخص في القيام بالحج أو العمرة، فإنه يحرم في الطائرة إذا حاذى الميقات الذي يمر به جواً، فيرتدي ملابس الإحرام، ويقوم بالنية للإحرام، بغض النظر عن بلد الذي يركب الطائرة منه.
إذا لم يكن مع المسافر ملابس الإحرام أو لم يجدها، فيجب عليه ارتداء السراويل أو القميص وتكشيف رأسه، وعند وصوله للمكان المقدس عليه شراء ملابس الإحرام والتحلي بها.
لا يجوز للحاج أو المعتمر تأخير الإحرام حتى يصل إلى مطار جدة ليحرم من هناك، لأن جدة خارج الميقات، وإذا فعل ذلك، فسيتعين عليه العودة إلى أقرب موقع للإحرام.
إذا لم يرجع وأحرم في المطار أو دون الميقات متعمدًا ومتعلمًا بالحكم، فإنه يُعتبر آثمًا، ويُعتبر نسكه غير صحيح.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: خطب النبي -صلى الله عليه وسلم- في عرفات، وقال: “من لم يجد إزارا فليتزرق، ومن لم يجد نعلين فليتجرد من الخفين”. هذا متفق عليه.
حكم الإحرام قبل الميقات
يجب على من يريد الحج أو العمرة أن يلتزم بالسنة المحددة، ويمنع الإحرام قبل الميقات، ويحرم من الميقات المعينة التي حددها النبي – صلى الله عليه وسلم – ووضحها، ولكن يمكن الاتفاق عليها.
عندما كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في المدينة، كان يحدد وقتا خاصا لأهل ذا الحليفة في المدينة، ووقتا آخر لأهل الشام في الجحفة، ووقتا آخر لأهل نجد في قرن المنازل، ووقتا آخر لأهل اليمن في يلملم. وقال: “هؤلاء أهل هذه المناطق لهم أولوية في الحج والعمرة، ومن كان لديه غير ذلك من الأمور، فليتبع منطقته الأصلية، حتى أهل مكة من أهل مكة.”- متفق عليه [4].
حكم مجاوزة الميقات بلا إحرام
الذين يمرون بالميقات لهم حالتان:
الأولى: لا يجوز لمن يريد الحج أو العمرة تجاوز الميقات بدون الإحرام، وإذا تجاوزها ناسياً أو جاهلاً، عليه الرجوع إليها والإحرام منها مرة أخرى، ولا يوجد عليه إثم.
من يتجاوز الميقات عمدًا وهو عالم وذو ذاكرة دون الإحرام فإنه يخطئ، ويجب عليه العودة إلى الميقات ليحرم منه، وإذا لم يعد وحرم دون الميقات فإنه يخطئ ولكن صيامه صحيح ولا يلزمه دية.
الثانية: إذا لم يرد الحج أو العمرة، يجوز له تجاوز الميقات بدون الإحرام.
حكم من مر بميقاتين
يجب على الشخص الذي يمر بميقاتين ألا يتجاوز أولهما إلا إذا كان يريد الحج أو العمرة، فإذا مر الشامي أو المصري أو المغربي وغيرهم بميقات أهل المدينة قبل الوصول إلى ميقاته الأصلي الجحفة، فلا يجوز له أن يؤجل إحرامه إلى وصوله إلى ميقاته الأصلي، بل يلزمه الإحرام من ميقات الحليفة الأول الذي يمر به.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقت لزيارة أهل المدينة ذوي الحليفة، وأهل الشام الجحفة، وأهل نجد قرن المنازل، وأهل اليمن يلملم. لهؤلاء حقوق معينة عليه ولمن يأتيهن من خارجهن، ممن يرغب في أداء الحج والعمرة. أما من ليس لديه هذه النية، فيتعامل معه وفقا لمكانه الأصلي، حتى أهل مكة من أهل مكة. هذا متفق عليه.
حكم إتمام الحج والعمرة
إذا قام الشخص البالغ بالحج أو العمرة، يتعين عليه الإكمال.
بالنسبة للصبي، لا يلزمه الإتمام لأنه غير مكلف ولا ملزم بالواجبات، وإذا حجب المحرم عدوًا عن البيت أو حُبِسَ مريضًا ذَبَح ما تيسر من الهدي، ويُسَمَّح له بالخروج من حالة الإحرام، وإذا كان الإحرام مشروطًا، يتم الخروج منه ولا يلزمه هدي.
قال الله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله} [ سورة البقرة:196].
حكم خروج القادم من مكة لأداء عمرة
ينبغي على القادم إلى مكة الحج أو العمرة ألا يخرج من مكة إلى الحل كالتنعيم لأداء عمرة تطوعًا لنفسه أو لغيره، وذلك لأن هذا الفعل يعتبر بدعة لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته، رضي الله عنهم، لا في رمضان ولا في الحج ولا في غيرهما، وهو أمر مستنكر.
لم يأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – عائشة – رضي الله عنها – بأداء العمرة، وإنما سمح لها بالقيام بها بعد التفكير فيها لتهدئة قلبها، وأداء الطواف حول الكعبة أفضل من الخروج لأداء العمرة.
عمرة عائشة رضي الله عنها تعتبر من التنعيمات المخصصة للنساء الحائضات اللواتي لم يتمكن من أداء عمرة الحج مثل عائشة. وليست مشروعة للنساء الطاهرات غيرها، ولا للرجال. يجب التمسك بالسنة وترك غيرها.