تعليمدروس

الحركة الذاتية الوهمية وأمثلة عليها

يتناثر العالم من حولنا بالعديد من الظواهر الطبيعية، ولكن تتسم تلك الظواهر بالغموض والعجب في العديد من الأحيان، حيث يترتبط معظمها بالأمور الفيزيائية التي تتعلق بالحركة والسكون وغيرها، ومن الأمثلة على ذلك الحركة الذاتية الوهمية التي تعد واحدة من أبرز تلك الظواهر.

المقصود بالحركة الذاتية الوهمية
تطلق على مصطلح الحركة الذاتية الوهمية في اللغة الإنجليزية اسم (Illusions of self-motion) أو (Vection)، وهو الإحساس الذي يشعر به الشخص بتعرضه لحركة ذاتية واقعية، ولكنها في الواقع غير حقيقية ومفترضة. بفضل المؤثرات البصرية يشعر الشخص بوجوده الفعلي ضمن آلية الحركة، ويعتبر مصطلح الحركة الذاتية الوهمية من أهم المفاهيم التي يستند إليها الواقع الافتراضي وأجهزة محاكاة الطيران.

أمثلة الحركة الذاتية الوهمية
1- تعليم الطيران: تبرز عملية الحركة الذاتية الوهمية كثيرا لدى أولئك ممن يخضعون لدورات في تدريب و تعليم الطيران، فهؤلاء المتدربون غالبا ما يتم توجيههم لاستعمال اجهزة محاكاة قيادة الطائرات، وهذه الأجهزة توفر لمن يستعملها من الأحاسيس الداخلية والذهنية وفي عقلهم الباطن كم كبير من الواقعية، وكأنهم على متن طائرة حقيقية بفعل المؤثرات البصرية التي يشاهدونها في غرفة المحاكاة، وهناك نماذج أخرى غير تعلم الطيران تعتمد على المحاكاة، وكل تلك الأمثلة والنماذج يطلق عليها اسم الحركة الذاتية الوهمية.

2- ركوب القطار: تبرز ظاهرة الحركة الذاتية الوهمية كثيرا لراكبي القطارات، وخاصة الذين يجلسون بجوار النافذة وينظرون خارجا منها. في الكثير من الأحيان، يشعر الراكب أن القطار الذي يستقله بدأ في الحركة والتقدم إلى الأمام، ولكن في الواقع لم يتحرك القطار بعد. والحقيقة هي أن الرؤية المحيطية للشخص – وهي الرؤية العادية الكاملة التي يتمتع بها الإنسان – تجعله يلاحظ بمقدار بسيط حركة القطار الجانبي الذي يسير بجواره، عبر النافذة.

ولكن بما أن الراكب يتوقع مسبقا في ذهنه أنه يستقل قطارا وأنه على وشك السير، فإنه يتوقع لا إراديا بأن الذي يسير ويتحرك هو القطار الذي يستقله، فتلك الحركة البسيطة للقطار الآخر تكون كافية ليدركها جسد الراكب أيضا مما يولد شعورا بحركة القطار الذي هو فيه، وذلك ما يسمى فيزيائيا ونفسيا بالحركة الذاتية الوهمية.

مترادفات تتعلق بالظاهرة
1- الواقع الافتراضي
مصطلح الواقع الافتراضي أو ما نطلق عليه كذلك اسم الواقع المُتَخَيَّل أو الواقع الكامن أو الواقع الظاهري، هو عبارة عن مصطلح ينطبق على محاكاة تصطنعها أجهزة الكمبيوتر من أجل تلك البيئات التي يمكن محاكاتها ماديا في بعض الأماكن في العالم الحقيقي، ولكن يتم عرضها كعوالم خيالية ليست ملموسة، وهو ما يظهر كثيرا في أفلام ديزني للكارتون وغيرها حيث يتم عرض مضامين تندرج تحت الواقع الافتراضي ويراها المشاهدون والأطفال كذلك ويصدقونها، بينما هي في الحقيقة خيال وواقع مزيف.

2- المحاكاة
في اللغة، المحاكاة تعني التقليد، بينما في المجالين المهني والأكاديمي، تشير إلى إنتاج أشياء تعطي مستخدميها إحساسا واقعيا بأشياء غير متوفرة في الواقع، وتكون موجودة في بيئات أكثر بعدا أو خطورة ولا يمكن الوصول إليها فعليا. لذلك، يتم استخدام المحاكاة من قبل الخبراء لتقليد أدوات حقيقية أو عمليات فيزيائية أو حيوية.

3- الرؤية المحيطية
الرؤية المحيطة هي المصطلح الذي يشير إلى قدرة عين الإنسان على رؤية الأشياء حوله دون التركيز عليها مباشرة، مثلما يمكن للشخص أن ينظر إلى صديقه وفي الوقت ذاته يلاحظ ما يحدث خلفه وبجانبه، دون بالتركيز المباشر عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى