الحرب العثمانية البندقية هي سلسلة من الحروب التي استمرت لمدة أربع قرون تقريبًا، وتضمنت حوالي سبع حروب، وكانت الحرب الأولى منها تحت قيادة السلطان سليمان القانوني .
الحرب الإيطالية
– كانت أولى الأحداث التي أدت لوقوع هذه الحرب ما يعرف بالحرب الإيطالية ، تلك الحرب التي دارت عندما قام الملك فرانسوا الأول بغزو عدة اقاليم إيطالية و تمكن من السيطرة عليها ، و كان في طريقه للهجوم على مدينة جنوة ، و في هذا الوقت حدث هجوم على إحدى المدن الفرنسية ، مما صعب مهمة الاستمرار في الحرب ، و قد شهد هذا الوقت اتفاق بين السلطان سليمان القانوني و الملك فرانسوا ، فقام بارسال مدد عسكري له .
اتجهت القوات العثمانية نحو مدينة أوترانتو في عام 1537، واستمروا في هجومهم على العديد من المواقع حتى وصلوا إلى مضيق أطرانط، مما أثار مخاوف روما، وبدأت الخلافات بالتدبير بين جمهورية البندقية والدولة العثمانية .
حصار جزيرة كورفو
– أدت المناوشات العثمانية إلى زيادة مخاوف البندقية ، و بشكل خاص عندما فرض العثمانيين الحصار على جزيرة كورفو ، و هنا تم نقض معاهدة السلام الموقعة في البندقية .
تميز أهل الجزيرة بالمثابرة والدفاع عنها أمام العثمانيين إلى درجة أن السلطان سليمان القانوني انسحب بعد أقل من أسبوعين .
الفتوحات العثمانية البحرية
بعد انتهاء حصار الجزيرة، قام الجيش العثماني بعدة عمليات لزيادة كفاءته وحجمه، وبعدها بدأوا في تنفيذ عدد من العمليات البحرية .
في عام 1538، اتجه العثمانيون لما تبقى من ممتلكات البندقية الواقعة عند بحر إيجة، وتمكنوا فعلياً من الاستيلاء على عدة جزر، منها أندروس وباروس وسانتوريني وناكسوس .
بعد ذلك، انتقل العثمانيون إلى البحر الأدرياتيكي، وتمكنوا من السيطرة على عدة حصون حتى استطاعوا تحقيق السيطرة في تلك المنطقة، وأحد أهم المعارك التي خاضوها في ذلك الوقت كانت معركة بروزة .
تمكن قائد البحرية التابعة لجنوة من السيطرة على عدة مدن ساحلية عند خليج اكتيوم في نفس الوقت الذي كان قائد الجيش العثماني متواجدًا في بروزة. ولم يكن قائد جنوة قادرًا على شن الهجوم في ذلك الوقت، لذلك استعان بالجيش العثماني الذي ساعده على تحقيق النصر .
نتائج سلسلة المعارك هذه أدت إلى سيطرة الدولة العثمانية على جزء كبير من ممتلكات البندقية الخارجية، وذلك لأن البندقية لم تعد في ذلك الوقت قادرة على مواجهة الجيش العثماني، الذي كان يقوده خير الدين بربروس .
معاهدة البندقية العثمانية
بعد انتهاء الحروب تم توقيع معاهدة أو وثيقة استسلام بين جمهورية البندقية والإمبراطورية العثمانية في عام 1540، بهدف إنهاء حالة الحرب وفتح الخطوط التجارية بين الدولتين .
المعاهدة التي تم توقيعها تسمح بإستئناف التجارة بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى تنشيط العملية التجارية بين العثمانيين والبنادقة، وتوفير بعض الامتيازات للبنادقة .
استمرت هذه المعاهدة حتى بداية الحرب العثمانية البندقية الثانية، وخلال هذه الفترة شهدت الإمبراطورية العثمانية تقدمًا واسعًا في عدد من المناطق النائية وراء ساحل دلماسيا .
لم يكن الهدف العثماني من الأراضي البندقية السيطرة عليها أو احتلالها، بل تقتصر سيطرتهم على الممتلكات التابعة للمجر في كرواتيا، واعتبروا هذه الأراضي منطقة عازلة بين الدولة العثمانية وجمهورية البندقية .
تأثر اقتصاد الجمهورية البندقية بشدة، ولكنه تعافى بعد ذلك بسرعة ليتمكن من مواجهة الدولة العثمانية مجددًا في باقي هذه الحرب العظيمة .