السياحةالعالم

الحداثة والعراقة في مسجد أحمد حمدي بمدينة انقرة

تتواجد تركيا في كل مكان بها مساجد فخمة وعريقة، وخاصة في مدينة اسطنبول. تتميز العاصمة التركية أنقرة بوجود عدد من المساجد التي تجمع بين العراقة والحداثة. تعتبر مدينة أنقرة ثاني أكبر مدينة في تركيا من حيث الازدحام، وتقع جزءا كبيرا منها في منطقة وسط الأناضول. تطورت أنقرة بشكل كبير بعد أن أعلنت عاصمة لتركيا عقب إعلان الجمهورية التركية. يعود تاريخ أنقرة إلى عصور الإنسان البدائي والعصر الحجري القديم، حيث تعاقبت عليها العديد من الحضارات، منها الحيثيون والفريجيون والليديون والفارسيون والغلاطيون والرومانيون والبيزنطيون والسلاجقة والدولة العثمانية. استمر الحكم العثماني لمدة 600 عام، ولذلك تتمتع بطابع عثماني يتجلى في مساجدها ومعمارها. استمر ذلك الطابع حتى العصر الحديث. من أجمل المساجد في أنقرة يوجد مسجد أحمد حمدي أكسكي، الذي يقع في قلب العاصمة التركية أنقرة. يعتمد هذا المسجد على تقنيات وزخارف متنوعة تجمع بين الحداثة وجمال الخط العربي وتفاصيل الزخرفة والمنمنمات الإسلامية العريقة.

تم افتتاح المسجد قبل حوالي خمس سنوات فحسب، ولكنه أصبح مشهورا بسبب استخدامه لتقنيات حديثة في عملية البناء. يتميز هذا المسجد عن غيره من المساجد بأنه يعتمد على تقنيات حديثة للتخلص من رائحة الأحذية، حيث يتم وضعها في صناديق جدارية في مدخل قاعة الصلاة، مزودة بنظام تهوية آلي لامتصاص الروائح ومعالجتها من خلال فتحات تهوية داخلية تمتد حتى أعلى المسجد، وذلك من أجل المحافظة على البيئة. كل صندوق يحتوي على مصباح صغير يضيء باللون الأخضر عند انتهاء عملية تنقية الروائح. يعد هذا المسجد من أكبر مساجد أنقرة، ويحتوي على عدد من مكبرات الصوت وأنظمة الإضاءة، سواء الخفية أو المدمجة والموجودة على جدران قاعة الصلاة، مما يضفي على المسجد طابعا سحريا وانطباعا على المصلين بأن الصوت والضوء كأنهما طبيعيين.

كما يحتوي المسجد على نظامٍ للتهويةِ والتكييفِ حيثُ يكونُ ثابتاً طوالَ أيامِ السنةِ وفقَ حالةِ المناخِ، وتُعَدُّ الأجزاءُ الداخليةُ لقاعةِ الصلاةِ عرضَ القبلةِ 35 مترًا وتعلو 50 مترًا لتكونَ عاكِسةً للصدى ومميزةً جداً لتلك البنايةِ لأنَّها مصنوعةٌ من موادِ تركيةٍ بنسبةِ 100% .

يحتوي المسجد على زخارف وعدد من اللوحات الزخرفية والخزفية تعكس الحضارة العثمانية والحضارة السلجوقية حيث يزخر المسجد بعدد من المنمنمات والخطوط العربية التي تعكس الثراء الكبير بالحضارتين العثمانية والسلجوقية. المساحة الكلية للمسجد تبلغ 90 ألف متر مربع، وتشكل ثلث المساحة مبنى من اللوحات والزخارف العثمانية. تتزين جدرانه بالزخارف النباتية والأعمدة الخرسانية العريقة. تم كتابة الكتابات باللغة العربية والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة بأقلام متنوعة تتراوح بين الخط الرقيق والخط الضخم باللون الذهبي الجذاب للزائرين. تحتوي الزخارف على خريطة الجوامع في العالم والقطع الزخرفية مصنوعة يدويا، تم رسمها وتلوينها بأمهر الفنانين. يسود اللون الأزرق بتدرجاته في الزخارف المتكررة 99 مرة تشير إلى أسماء الله الحسنى، وتتميز الأبواب بلوحات عملاقة مزينة، حيث تم نحت الكلمات من الأعلى إلى الأسفل .

من بين المرافق الهامة المتواجدة في المسجد، يوجد متحف للمصاحف الشريفة يحتوي على مخطوطات قديمة للمصاحف المطرزة بالذهب الخالص. يشهد هذا الجزء إقبالا كبيرا من الزائرين والقادمين من جميع الأماكن. يوجد أيضا داخل المسجد جناح مخصص للنساء أو صلاة النساء، ويتميز المسجد من الخارج بأربعة أبراج وحديقة بها نباتات وأشجار. تم تخصيص مساحة داخل المسجد للأطفال وتوفير ألعاب بهدف تشجيعهم على التعلق بالمسجد والحفاظ على النظافة والهدوء.

يعتبر المسجد من أبرز المعالم السياحية الموجودة في مدينة أنقرة، ويتوافد عليه العديد من السياح المسلمين والعرب خاصةً لزيارة متحف المصاحف ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى