الحب و الغزل في الشعر العربي
عرف العرب الشعر منذ القدم، حيث كان الشعر بالنسبة لهم أسلوب حياة. كانوا يعبرون فيه عن جميع جوانب حياتهم، بدءا من الفخر ووصف المعارك والهجاء بين الخصوم، حيث كانت تقام المسابقات وتعطى الجوائز لأفضل أبيات الشعر. كما كان الحب والغزل جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، لذلك كتبوا قصائد في الغزل والحب وابدعوا وتفننوا فيها .
الغزل الفاحش
هذا النوع من الشعر لم يكن شائعا كثيرا بعكس الشعر العذري الذي انتشر بشكل واسع في اوساط الشعراء العرب وذلك للعادات والتقاليد العربية المحافظة التي كان عليها العرب منذ القدم ، الا ان هذا النوع من الغزل ظهر بصورة اقل انتشارا ومن اهم الشعراء الذين كتبوا في الغزل الفاحش الاحوص و عور بن ابي ربيعة
الغزل العذري
تعود كلمة “عذري” إلى اسم القبيلة (عذرة) التي كانت في وادي قرب المدينة المنورة، واشتهر شعراء هذه القبيلة بالغزل بطريقة “العذري”، ثم بعد ذلك أصبحت تُطلق على كل من اتبعطريقة الشعر العذري. ومن بين أهم شعراء قبيلة عذرة: جميل بثينة العذري وإبراهيم بن عبد الرحمن العذري
مراحل ظهور الغزل في الشعر العربي
ظهر الغزل في الشعر العربي منذ القدم، حيث ظهر في الشعر الجاهلي من خلال المقدمة الطليلة التي كان يستهل بها العرب في الجاهلية شعرهم، حيث يتحدثون عن الاطلال والحبيبة ويتغزلون بها، ثم ينتقلون إلى الموضوع الأساسي للقصيدة .
واختلف ظهور الغزل في الشعر العربي من زمن الى زمن اخر كما اختلفت اساليبه ومفرداته ودلالاته ، واهم مراحل ظهور الغزل هي :
المرحلة الاولى : الغزل البدوي (الغزل العفيف )
في هذه المرحلة ظهر شعراء الغزل الذي تميز شعرهم بالاحتشام والتزام كل شاعر من الشعراء بالكتابة عن حبيبة واحدة دون غيرها يكتب فيها كامل قصائده ، وكانت الكلمات مليئة بمعاني الحب والوجدان ، في هذه المرحلة لم يكن الشعارء يكتبون عن وصف الجسم بل كان الشعر يتعلق بنظرت العيون والتضحية من اجل الحبيب .
المرحلة الثانية من الشعر الحضري (الغزل الواضح)
في هذه المرحلة لم يلتزم الشعراء بحبيبة واحدة ، بل كان يكتب الشعراء عن اكثر من امرأة ولم يلتزم فيه الشعراء بالحشمة في هذة المرحلة ، صار الغزل يتعلق بوصف الجسد والتغزل فيه بالمجاز او الرمز ولم يصل الى موضعا يجعله محظورا كما كان خاليا من العاطفة وسمي باكثر من اسم من الغزل المباشر والغزل الحسي والغزل المدني وغيرها
التمجيد في شعر ابن أبي ربيعة العُذري
هو من أكثر الشعراء الذين يغنون بالغزل، وهو أول شاعر يفرد قصيدته بالكامل للغزل دون المقدمات الطويلة، ومن أشهر قصائده قصيدة `أمن النعم` التي يغني فيها بالغزل
غَداةَ غَدٍ أَم رائِحٌ فَمُهَجِّرُ | أَمِن آلِ نُعمٍ أَنتَ غادٍ فَمُبكِرُ |
فَتُبلِغَ عُذراً وَالمَقالَةُ تُعذِرُ | لِحاجَةِ نَفسٍ لَم تَقُل في جَوابِها |
وَلا الحَبلُ مَوصولٌ وَلا القَلبُ مُقصِرُ | تَهيمُ إِلى نُعمٍ فَلا الشَملُ جامِعٌ |
وَلا نَأيُها يُسلي وَلا أَنتَ تَصبِرُ | وَلا قُربُ نُعمٍ إِن دَنَت |
نَهى ذا النُهى لَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ | وَأُخرى أَتَت مِن دونِ نُعمٍ وَمِثلُها |
لَها كُلَّما لاقَيتُها يَتَنَمَّرُ | إذا زرت نعمةً لا تزال ذات صِلةٍ بكِ |
يُسِرُّ لِيَ الشَحناءَ وَالبُغضُ مُظهَرُ | عَزيزٌ عَلَيهِ أَن أُلِمَّ بِبَيتِها |
يُشَهَّرُ إِلمامي بِها وَيُنَكَّرُ | أَلِكني إِلَيها بِالسَلامِ فَإِنَّهُ |
بِمَدفَعِ أَكنانٍ أَهَذا المُشَهَّرُ | بِآيَةِ ما قالَت غَداةَ لَقيتُها |
أَهَذا المُغيريُّ الَّذي كانَ يُذكَرُ | قِفي فَاِنظُري أَسماءُ هَل تَعرِفينَهُ |
وَعَيشِكِ أَنساهُ إِلى يَومِ أُقبَرُ | أَهَذا الَّذي أَطرَيتِ نَعتاً فَلَم أَكُن |
سُرى اللَيلِ يُحيِي نَصَّهُ وَالتَهَجُّرُ | فَقالَت نَعَم لا شَكَّ غَيَّرَ لَونَهُ |
عَنِ العَهدِ وَالإِنسانُ قَد يَتَغَيَّرُ | لَئِن كانَ إِيّاهُ لَقَد حالَ بَعدَنا |
في هذه القصيدة، يوضح الشاعر أنه محبوب وليس محبًا، حيث يصف حبيبته وهي تتحدث مع صديقاتها ويناقشن حوله ويسرد حديثهن بشكل جميل وممتع. ويعتبر عمر الشاعر من أشهر شعراء الغزل العذري والصريح، وله العديد من القصائد في هذين النوعين من الشعر .