الحالة الدينية في شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام
كانت الحالة الدينية للعرب في شبه الجزيرة العربية واحدة من أهم التفاصيل التي حددت طبيعة العلاقات الإنسانية قبل الإسلام، وكذلك تلك التي حددت المصاعب التي واجهت الدعوة الإسلامية.
تاريخ العرب
تعرفت على الفترة التي عاشها العرب منذ الأزل حتى قدوم الإسلام بفترة الجاهلية، وقد أطلق هذا المصطلح من قبل المؤرخين لوصف تلك الفترة التي تشير إلى الحالة المهمشة التي عاشها العرب في عبادة الأصنام، وذلك بسبب جهلهم بالشرائع الدينية وعدم معرفتهم بالله تعالى. أما مصطلح الجاهلية في الإسلام، فقد تم استخدامه لوصف الفترة التي عاشها العرب قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم في شبه الجزيرة العربية. والمصادر التي اعتمد عليها المؤرخون لاستخلاص تاريخ العرب تشمل ما يلي:
المصادر الأثرية
تتضمن المصادر الأثرية مجموعة من الكتابات القديمة والنقوش والأثار المعمارية والمعالم الأثرية، وكذلك المسكوكات التي تشمل المنحوتات والعملة وبقايا الفخار.
المصادر العربية المكتوبة
تتضمن المصادر العربية المكتوبة الأيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، وكتب الغزوات والسير والتفسير، وكتب التاريخ، وكتب الجغرافيا، وكتب الشعر الجاهلي، بالإضافة إلى علماء أوروبا المعروفين بالمستشرقين المحدثين الذين درسوا اللغة العربية وعمقوا في دراسة التاريخ حول العرب.
المصادر المكتوبة غير العربية
تشمل المصادر غير العربية للمكتوبات مجموعة من كتابات المؤرخين الرومان واليونانيين والرحالة، والكتابات اليهودية، بالإضافة إلى عدد من الكتابات المسيحية.
معلومات عن تاريخ العرب قبل الاسلام
فيما يتعلق بتاريخ العرب في الفترة التي سبقت الإسلام، فالمعلومات المتاحة قليلة للغاية، وصلت إلى حد الاستفسار عما إذا كان الإسلام تسبب في محو المعلومات التي تدور حول العرب في فترة الجاهلية. ومع ذلك، فالعرب في هذه الفترة لم يكونوا يملكون إلا القليل من المعلومات حول أجدادهم، وعملوا على نقلها إلى المسلمين، وهذا الأمر أدى إلى تدوين المعلومات التاريخية القليلة التي توفرت.
بالإضافة إلى ذلك، أشار القرآن الكريم إلى عدد من الأحداث التي وقعت في الزمن القديم، وتحدث أيضا عن عدد من الأقوام الذين توفوا قبل ظهور الإسلام، وأشار أيضا إلى الأصنام التي كان يعبدها سكان شبه الجزيرة العربية. وقام العلماء في جميع أنحاء العالم بالبحث عن حفريات وآثار تقدم بعض المعلومات حول تاريخ فترة الجاهلية.
العقائد عند العرب قبل الإسلام
تتعدد الديانات والعقائد التي ظهرت في منطقة شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام، وتشمل ما يلي:
الديانة اليهودية في شبه الجزيرة العربية
وقد قام عدد من القبائل الموجودة خارج مدينة مكة المكرمة بتبني الديانة اليهودية، ومنهم بنو النضير، وبنو قريظة، وبنو ثعلبة، وكذلك قام عدد من القبائل العربية بتبني الديانة اليهودية بعد وصولهم إلى شبه الجزيرة العربية لأغراض تجارية، وكانت يهوه هي تلك الإله التي يعتقدها اليهود، وهو إله مخصص لهم فقط، مما جعلهم يسمون أنفسهم بشعب الله المختار، ولم يكن لديهم إله آخر، وكان اليهود عنصريين بشكل شديد تجاه دينهم مما جعلهم يعيشون معزولين، حيث أصبحت أولويتهم الأولى والأخيرة جمع المال والحفاظ على وجودهم من خلال إشعال الصراعات بين القبائل.
الديانة النصرانية في شبه الجزيرة العربية
– وهي الديانة التي وصلت لبني إسرائيل عن طريق المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، لكي يعبدوا الله وحده ولا يشركوا به أي شيء، وقد وصلت الديانة المسيحية إلى شبه الجزيرة العربية عن طريق التجارة بين العراق وبلاد الشام، بالإضافة إلى انتقال التجار المسيحيين بين البحرين واليمن والحجاز، وعرف العرب الديانة المسيحية من خلال الكنائس التي انتشرت في بلاد الشام والعراق، وانتشرت أيضا في مكة، واعتنقها عدد من الرجال.
في الديانة النصرانية، الإله ليس مقصورا على المسيحيين فقط كما كان يفعل اليهود، بل هو إله لجميع البشر. حدث خلاف بين المسيحيين حول طبيعة السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، فبعضهم اعتبره إلها، وبعضهم اعتبره إنسانا عاديا، وهناك فريق آخر اعتقد أنه كان يمتلك عددا من البنات والأولاد الذين أنجبهم من الجنية.
العقائد الدينية في شبه الجزيرة العربية
العقيدة الوثنية
العقيدة الوثنية هي العقيدة التي تقوم على عبادة الأوثان، وتعود جذورها إلى فترة قديمة جدا قبل ظهور الإسلام، وكانت تبدأ من عبادة الأحجار غير المشكلة وتتطور فيما بعد بنحت الأحجار لتصبح أصناما بأشكال متنوعة، وعلى الرغم من أن الناس كانوا يعبدون الأصنام والأوثان، إلا أنهم كانوا يؤمنون بإله الكعبة ويعظمونه، وكانوا يؤدون مناسك الحج الخاصة به.
العقائد الحنفية
الأحناف؛ هم المجموعة الذين رفضوا عبادة الأصنام والأوثان وفضلوا التوجه نحو الحق، والإنسان الحنيف هو الإنسان المسلم الذي يتجنب الأديان، كما يوجد رأي آخر يقول أن الحنف هو الانحياز بعيدا عن اليهودية والنصرانية، والالتزام بالتعاليم الدينية التي جاءت بها نبي الله سيدنا إبراهيم عليه السلام.