تعليم

الجودة في تعليم الطفولة المبكرة

غالبا ما يسعى الآباء لتوفير بيئات تعليمية متميزة لأطفالهم، وتتميز تلك البيئات بعدة عناصر، بما في ذلك جودة تعليم الطفولة المبكرة حيث يتلقى الأطفال الاهتمام الفردي ويقدر تميزهم. يرغب الآباء في أن يتعلم أطفالهم صداقات جديدة ويكتسبون تجارب جديدة ويطورون مهارات جديدة، ويسعون أيضا لإقامة علاقات ودية ومحترمة ومتبادلة مع معلمي ومربي أطفالهم .

نظام الجودة في تعليم الطفولة المبكرة

تتميز المدارس التي تطبق الجودة في تعليم الطفولة المبكرة بأنها أماكن جذابة ، جيدة التهوية ومنظمة ونظيفة ، فهذه المراكز التعليمية تمثل قدوة بيئية مسؤولة حيث تتوفر بها النباتات والحيوانات ، وأيضًا بها مجموعة واسعة من معدات اللعب التي يمكن للأطفال تجميعها وتفكيكها ، وتقدم المراكز أيضًا زوايا هادئة مع العديد من الكتب والقصص التي يمكن قراءتها ، ويشجع المعلمون الطلاب على استخدام اللغة اللفظية والبصرية ، وذلك لتعليم الطفل بطريقة غير مباشرة

خصائص مرحلة الطفولة المبكرة

تتميز تلك المرحلة السنية بعدة خصائص ومنها :

– التقليد : يقلد الأطفال الأشخاص المحيطين بهم في طريقة المشي وتناول الطعام والكلام والسلوكيات الأخرى .

– العناد : في هذا العمر الغالبية العظمى من الأطفال يتمسكون بآرائهم ولا يستجيبون لطلبات والديهم، لذلك يجب تجنب المنازعات مع الطفل وتوجيهه بأسلوب جذاب نحو السلوك الصحيح .

– كثرة الحركة : يميل معظم الأطفال إلى الحركة المتكررة وعدم الاستقرار بسبب رغبتهم في الاستكشاف .

– المبالغة في الأسئلة : هذه الخاصية تميز هذه المرحلة العمرية للأطفال

النمو الحركي في الطفولة المبكرة

تتطور حركة الطفل حتى يصل إلى سنة، ومن ثم يستطيع الطفل الوقوف بشكل جيد بمفرده

  •  من عمر 12 شهرا إلى عمر 15 شهرا، يتمشى الطفل بشكل جيد .
  •  في فترة بين 16 و 18 شهرًا، يسير الطفل إلى الخلف وللأعلى .
  •  في سن الـ24 شهرًا، يمكن للطفل القفز في مكانه، وهو يستطيع تعلُّم استخدام الملعقة .
  •  يمكن للطفل الذي يتراوح عمره بين سنتين وثلاث سنوات أن يصنع الأشياء بيديه، مثل الصلصال وبناء المجسمات
  •  يبدأ الطفل في الفترة من ثلاث سنوات إلى أربع سنوات في خلع ملابسه وارتداء الملابس بنفسه أيضًا .

معايير الجودة في تعليم الطفولة المبكرة

تشتمل معايير الجودة في التعليم على المتعلمين وبيئة التعلم والمحتوى التعليمي والعملية التعليمية ومخرجات التعليم ونتائجه .

1- جودة المحتوى التعليمي (المنهج) :

يتعلق جودة المناهج بوضعها بناءً على معايير تركز على الطالب، ولا تميز على أساس العرق أو الدين أو الوضع الاقتصادي، وتهدف إلى غرس القيم الوطنية في الأطفال وتعليمهم جميع المهارات اللازمة .

2- العملية التعليمية :

يتطلب تحقيق تجارب تعلم ناجحة للطلاب تناغما فعالا بين المعلمين والإداريين. يجب تأهيل المعلمين وتطوير مهاراتهم وقدراتهم وفهمهم للطفل، ودعم الطرق التدريسية الحديثة، بالإضافة إلى إشراك الطلاب في العملية التعليمية باستخدام كل الوسائل الحديثة المتاحة .

يجب دعم الإداريين وتوفير الموارد اللازمة لتحقيق نجاح العملية التعليمية. يجب توفير جميع الأدوات الحديثة لدعم العملية التعليمية، حتى تكون التجربة التعليمية مفيدة وغنية للأطفال .

جودة المتعلمين في مرحلة النمو المبكر

يعتبر الأطفال أو المتعلمون من أهم معايير جودة التعليم، فحالة الطفل قبل دخوله المدرسة والبيئة التي نشأ فيها وصحته وتجاربه النفسية ومدى دعم الأسرة يؤثرون بشكل كبير على سرعة استيعابه للمعرفة

  1. تشير التجارب النفسية والاجتماعية في الطفولة المبكرة إلى ضرورة إشراك الطفل في برامج تطوير قدراته في تلك المراحل الأولى من حياته، حيث يساعد ذلك بشكل كبير على نمو شخصيته بشكل إيجابي، وكذلك نمو عقله ومشاعره وسلوكياته .
  1. تعد التغذية الجيدة أمرًا هامًا جدًا لنمو المخ في السنوات الأولى من عمر الطفل، وأيضًا لمنع الإصابات والأمراض التي تؤثر على صحة الطفل بشكل عام. وبذلك، تعد الوقاية من الأمراض والإصابات والحفاظ على صحة الطفل مهمة لتعزيز التعلم والتطور الجيد للطفل، وكلما تم اكتشاف أي مرض في سن مبكرة، يمكن علاجه بسهولة وتحسين فرص التعلم والنمو لدى الطفل .
  1. الانتظام في الدراسة يؤثر بشكل كبير على حجم إنجاز الطفل، ولذلك، يجب أن ينتظم الطفل في الدراسة .
  1. يدعم تعليم الأسرة فرص أطفالهم في التعلم والنجاح كلما كان مستوى تعليم الآباء جيدًا .

جودة بيئة التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة

لتكون بيئة التعليم جيدة، يجب أن تكون محفزة وداعمة للطفل، وتتضمن إمكانيات مادية واجتماعية ونفسية كالتالي:

  1. تعتمد جودة العملية التعليمية بشكل كبير على إمكانيات المدرسة، حيث يتعين على المدرسة توفير مباني مجهزة وحديثة نسبيًا، ومعدات جيدة وإمكانيات لممارسة الرياضة .
  1. التفاعل بين إمكانيات المدرسة ومدى جودة استخدام تلك الإمكانيات ، حيث يجب الربط بين جودة إمكانيات المدرسة ومدى جودة استخدام المواد والكتب التعليمية الجيدة ، وأيضًا ظروف العمل لكل من المدرسين والعاملين بالمدرسة ، ومدى توفر صيانة للفصول وكيفية الاستخدام الأمثل لكل الإمكانيات المتاحة .
  1. يجب أن يكون حجم الفصل مناسباً لعدد الأطفال ليتمكن الطفل من التعلم بشكل جيد .
  1. من المهم توفير بيئة آمنة وصحية خاصة للفتيات، ويجب عدم التمييز بين الأولاد والبنات، كما يجب أن تكون رحلة الذهاب إلى المدرسة آمنة، فالسلامة الشخصية مهمة للغاية .
  1. تشملُ سلوكياتُ المدرسينِ وسلامَةُ الطفلِ؛ مثلَ اتباعِ بعضِ المدرسيينَ لأسلوبِ الضربِ كوسيلةٍ للعقابِ، أو غيرَهُ من الأساليبِ التي تنفرُ الطفلَ من العمليةِ التعليميةِ .
  1. يتطلب وجود قواعد انضباط فعالة في المدارس وضع سياسات وقواعد عامة واضحة للجميع من المدرسين والإداريين والطلاب لتنظيم العلاقات بينهم داخل المدرسة .
  1. المدرسة بيئة شاملة وغير مرهقة، فعندما يشعر كل طالب بأن مدرسته مثل منزله وجاذبة له، وليست مرهقة بسبب أي شيء مثل نوعه أو لهجته أو مستواه الاجتماعي وغيره، فسيكون للمدرسة جاذبية لكل طفل .
  1. في حالات الحروب والصراعات، قد يؤثر ذلك سلبًا على صحة الطفل النفسية وقدرته على التعلم، وستؤثر هذه التأثيرات على جسمهونفسه وسلوكه .

ولأن أهم مخرجات التعليم هي محو أمية الأطفال وتعليمهم الأساسيات ، وأيضًا إكسابهم الثقة بأنفسهم والمهارات الحياتية وكيفية المشاركة في مجتمعهم وأيضًا كيفية التمتع بصحة جيدة ، تعتبر الجودة في التعليم مكسبًا أكبر يحسن العملية التعليمية ومخرجاتها ، وينتج جيلًا مثقفًا مميزًا ومتفردًا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى