الثورة العربية الكبرى

الثورة العربية الكبرى هي ثورة وقعت أحداثها في الحجاز ضد الدولة العثمانية في عام 1916م. نتيجة للسياسة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، والتي تمثلت في التجنيد الإجباري ومصادرة الأملاك، بالإضافة إلى مجاعة 1815م وتوترات أخرى بين العرب والأتراك. اندلعت الثورة عندما أطلق الشريف حسين رصاصة من بندقيته قبل فجر 10 يونيو 1916م في مكة المكرمة، وصداها وصل إلى الطائف وجدة والمدينة. امتدت الثورة إلى سوريا بعد طرد العثمانيين من الحجاز، وتمت إسقاط الحكم العثماني في سوريا والعراق.

أحداث الثورة العربية الكبرى

بدأت الثورة العربية في 5 يونيو 1916م ، عندما هاجمت القوات العربية بقيادة أولاد الشريف حسين بن علي ؛ الأمير علي والأمير فيصل ، الحامية العثمانية في المدينة المنورة في محاولة منها للاستيلاء على المدينة المقدسة ومحطة السكك الحديدية ، بعد ثلاثة أيام ، أوقف العرب هجماتهم ، وأرسل الجنرال فخري باشا قائد الحامية العثمانية التي يبلغ قوامها 12000 جندي ، الجنرال فخري باشا ، قوات تركية إلى خارج المدينة لمتابعة المتمردين عليهم .

وفي الوقت نفسه ، أعلن الشريف حسين بن علي ​​التمرد في 10 يونيو في مكة المكرمة ، وكانت قواته أكثر نجاحًا هناك ، حيث سيطر على المدينة وأجبر الحامية العثمانية الصغيرة على البحث عن ملجأ لها في القلعة المحلية . وقام الأمير عبد الله أخر أبناء الشريف حسين ، بمحاصرة بلدة الطائف .

في نفس الوقت، تعرضت عشائر المتمردين المتحالفة مع الشريف حسين جدة وغيرها من الموانئ على طول الساحل العربي للبحر الأحمر لهجوم. أدركت كلتا الجانبين أهمية موانئ البحر الأحمر، وأرسل البريطانيون على الفور أسطولا بحريا – بما في ذلك حاملة الطائرات البحرية إتش إم إس بن ماي – تشارلز لدعم القوات العربية. قامت السفن بقصف التحصينات التركية وهاجمت الطائرات القوات التركية في الميدان، مما أعاق جهودهم لهزيمة المتمردين المتقدمين على البحر الأحمر .

في نهاية يوليو، أصبحت موانئ جدة وينبع ورابغ تحت سيطرة العرب، وذلك أتاح للبريطانيين زيادة إمداداتهم من الأسلحة والمعدات للقوات العربية في الحجاز بشكل كبير. في أكتوبر 1916، أرسل الجيش البريطاني مجموعة من الجنود، بما في ذلك الملازم تي. لورنس – المعروف بلورانس العرب – الذي ساعد القوات العربية في التدريب العسكري، خاصة في المدفعية. وبذلك، حصلت القوات العربية على وسائل لإنهاء الحمايات العثمانية المحاصرة في مكة والطائف .

قضى شريف حسين بن علي بقية عام 1916 في تعزيز سيطرته على الحجاز والموانئ الساحلية، وبناء جيشه وصد هجمات الجيش التركي المضادة، في حين قام الجيش العثماني بإرسال تعزيزات على طول خط سكة حديد الحجاز بالكامل لحراسة المحطات، وسعى الجنرال العثماني فخري باشا لاستعادة الموانئ الساحلية، بدءا من ينبع في ديسمبر، لكن تمت السيطرة على هذا الهجوم أخيرا بفضل تدخل الأسطول البحري الملكي؛ وحدث الأمر نفسه عندما حاول فخري الاستيلاء على رابغ في أوائل يناير 191 .

خيانة الحلفاء واتفاقية سايكس بيكو

في نوفمبر 1917م ، طغى على الصراع الموجود في الشرق الأوسط الكشف عن اتفاقية سايكس بيكو من قبل النظام البلشفي الروسي الجديد . في هذا الاتفاق السري الذي حدث عام 1916م ، وافقت بريطانيا وفرنسا على تقسيم مناطق الشرق الأوسط التابعة للإمبراطورية العثمانية إلى مناطق نفوذ خاصة بها بعد الحرب .

وقد تسببت خيانة الحلفاء الواضحة هذه في حدوث استياء واسع النطاق في صفوف الثورة العربية ، وعلى الرغم من أن الحكومة العثمانية حاولت استغلال هذا الخلاف ، إلا أن القادة العرب راهنوا بأن الواقع على الأرض في نهاية الحرب سوف يتفوق على أي اتفاق تم على الورق . بالنسبة إلى فيصل ولورنس والجيش العربي الشمالي ، كانت الأولوية هي الوصول إلى دمشق قبل وصول البريطانيين .

في هذه الأثناء ، استولى الأمير فيصل مع مستشار لورنس على ميناء الوجه الواقع على بعد ١٥٠ كيلومترا شمال ينبع. وقضى رجال الأمير فيصل معظم عام ١٩١٧ مهاجمين خط سكة حديد الحجاز، وكان البريطانيون، الذين كانوا يخططون لغزو فلسطين، متحمسين للتمرد العربي الذي حدث، وذلك لإبقاء ١٢٠٠٠ من القوات العثمانية في المدينة المنورة مقيدة .

قاد لورنس مجموعة من رجال الأمير فيصل في هجوم جريء لاستهداف آخر ميناء عثماني متبق في البحر الأحمر، وهو العقبة، في يونيو 1917. وبعد ذلك، أصبحت العقبة قاعدة جديدة لجيش الأمير فيصل المعروف بـ `الجيش العربي الشمالي`، واستمرت الهجمات على خطوط السكك الحديدية، وتمتد إلى أقصى الشمال حتى جنوب الأردن. وقاد لورنس بنفسه قوات الاستطلاع نحو سوريا وأجرى اتصالات مع القوميين العرب في دمشق .

وقد أعطى الانتصار المذهل الذي حدث في معركة غزة الثالثة (بئر السبع) في أكتوبر 1917 ، والتقدم البريطاني الذي تلا ذلك في وادي الأردن ، قوة دفع جديدة لحروب الأمير فيصل على السكك الحديدية ، وعلى الرغم من التوترات بشأن اتفاقية سايكس بيكو ، واصل الجيش الشمالي العربي مهاجمة خط سكة حديد الحجاز ، ومساعدة البريطانيين ، الذين لعبوا دورًا مهمًا في الهجوم الأخير لـ Allenby ، والذي بلغ ذروته في معركة مجدو في سبتمبر 1918م ، بمهاجمة مفترق السكك الحديدية الرئيسي في Deraa وأماكن أخرى .

بعد هذا الانتصار، تقدمت قوات اللنبي بسرعة عبر فلسطين والأردن، وتمكنت من السيطرة على لبنان الحديث ودخلت سوريا، فيما تقدم الجيش العربي الشمالي شمالا بسرعة نحو دمشق، ووصلوا إلى اتفاق هدنة مع الإمبراطورية العثمانية، ووجد قادة الثورة العربية أنفسهم في مفاوضات متوترة مع حلفائهم السابقين، البريطانيين والفرنسيين، بشأن مستقبل المنطقة .

نتائج الثورة العربية الكبرى

تم إطاحة الحكم العثماني في بلاد الجزيرة العربية وبلاد الشام وطُرد العثمانيين من تلك المناطق.

– الانتداب الفرنسي على سوريا

تمت الإدارة البريطانية على فلسطين والعراق والمناطق الشرقية في الأردن

تم تأسيس إمارة شرق الأردن بزعامة عبد الله بن الشريف حسين بعد طرده من سوريا

سقط الشريف حسين بعد تفاقم النزاعات بينه وبين ابنه سعود الحاكم في شبه الجزيرة العربية

تم تقسيم المنطقة العربية إلى ثلاث مناطق: المنطقة الجنوبية التي خضعت للحكم البريطاني، المنطقة الشمالية التي خضعت لحكم الفيصل، والمنطقة الغربية التي خضعت للحكم الفرنسي .

كتب عن الثورة العربية الكبرى

وثق الكثيرون من الكتاب والمؤرخين ثورة العرب الكبرى التي وقعت عام 1916، وناقشوها بالنقد والتحليل، كما ألهمت الثورة العديد من الأدباء والشعراء الذين تناولوها في أعمالهم، ومن بين الكتب الأكثر أهمية التي تحدثت عن الثورة العربية الكبرى:

• كتاب الثورة العربية للمؤلف أمين سعيد
• كتاب تاريخ الثورة العربية الكبرى بأعين العالم
• كتاب ثورة العرب الكبرى 1916
• الثورة العربية الكبرى للمؤلف قدري قلعجي
• كتاب تاريخ الثورة العربية الكبرى
• كتاب كرونولوجيا الثورة العربية الكبرى
• كتاب “ثورة العرب” للمؤلِّف أسعد خليل داغر
• كتاب ذكريات عن الثورة العربية الكبرى
• كتاب “الطريق إلى الثورة العربية الكبرى” للمؤلف أوهين يونغ