التوبة و كيفيتها
جميع الناس مذنبون، فلا يوجد في خلق الله من البشر من لم يخطئ أو يرتكب الذنب. فنحن كبشر يمكن أن نكون في حالة تقبل لله في بعض الأوقات، وفي أوقات أخرى يصيبنا الغفلة ونرتكب المعاصي، وأحيانا الذنوب الكبيرة. لا يوجد إنسان معصوم، `كل ابن آدم خاطئ وخير الخاطئين التوابون`. توكل على أن الإنسان بطبيعته يخطئ وينسى ويقصر، وربنا الكريم الرؤوف الرحيم وسعت رحمته كل شيء، فهو يعرف أن الإنسان ضعيف وخاطئ. لذا فقد فتح لنا باب التوبة في أي وقت، فنحن قادرون على التوبة في أي وقت حتى إذا مضت الروح إلى الحلقوم أو غربت الشمس من مشرقها .
ما هى التوبة ؟
التوبة هي الرجوع إلى الله عن طريق الابتعاد عن ما ينهانا عنه، والقيام بما يأمرنا به ويحبه ويرضاه في الظاهر والباطن. يجب أن يكون الإنسان واثقا من مغفرة الله وألا يقنط من رحمته. فبداية السعادة والراحة في الدنيا والآخرة هي ترك الذنوب، ومخافة الله، والندم على فعل المعاصي والأخطاء، والعزيمة على الابتعاد عن الذنوب وعدم العودة إليها
لماذا نتوب ؟
الإجابة هنا بسيطة هل تبحث عن السعادة و الرضا و الراحة اذا فأنت تحتاج الى التوبة حتى تصل الى الراحة و السعادة و الرضا , فالتوبة هى تنفيذ لأمر الله ” يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحاً” , هى سبب للنجاح و الفلاح ” وتوبوا الى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون” , سبب لمحبة الله ” إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين” , من أسباب دخول الجنة و سبب للبركة في الرزق و الذرية ” ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين” , ” فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً” , كفارة للذنوب ” إلا من تاب وءامن وعمِل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً” .
ألا تستحق تلك الأسباب أن تسعى إلى التوبة؟
قدم لنفسك توبة مرغوبة *** قبل الموت وقبل سجن الألم
ابتدأ بها إغلاق النفوس، فإنها غنيمة وثروة للمنيب المحسن
كيف تتوب ؟
1- اصدق النية .
يجب أن تكون صادقًا في التوبة وتطلب المساعدة من الله في التخلص من المعاصي والآثام، وإذا لم تكن نيتك خالصة، فلن تنجح في المضي قدمًا في طريق التوبة إلى الله .
2- حاسب نفسك .
تساعد محاسبة النفس على السعي لتحسين الحالة النفسية والابتعاد عن الأخطاء والمعاصي، كما أنها تساعد الفرد على الابتعاد عن الذنوب .
3- تذكير النفس و معاتبتها .
الموت يأتي فجأة، لذا عليك أن تذكر نفسك دائمًا بالموت والقبر والتراب والدود، وتتذكر دائمًا أنك ستموت بلا شك، وفي ذلك الوقت لن ينفع الندم ولا الحزن، ولذلك يجب أن تحافظ على تقواك وتعمل على التوبة وصدقها في كل وقت .
4- إعزل نفسك عن بيئة المعصية .
يجب الابتعاد عن المكان الذي يدفعك إلى الخطيئة للمساعدة في التوبة .
5- ابتعد عن رفقاء السوء .
عادة، يتأثر الإنسان بطبع وأخلاق رفقائه، ومعظم الصفات السيئة والجيدة تكتسب من رفقاءه، لذا احرص دائما على رفقتك، فكما يقال: `الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل` .
6- تعرف على عواقب الذنب وتدبرها .
عندما تدرك نتائج وعواقب إرتكاب المعاصي وعقوبة الله، فستسعى جاهدًا لترك الذنب والتوجه إلى الله .
7- عرف نفسك بالجنة و النار .
ينبغي دائماً تذكير النفس بعظمة الجنة وخوف النار، وتجهيزها لعواقب معاصي وذنوب الإنسان .
املأ وقتك بما يفيدك وتجنب الشعور بالوحدة والفراغ .
يجب تجنب ترك الكثير من الوقت الفراغي، لأنه يمكن أن يدفع الشخص إلى الإنحراف والمعاصي .
9- خلف هواك .
لا يوجد شيء يشكل خطرًا على الإنسان مثل الهوى، لذلك يجب على من يريد التوبة الصادقة التخلص من كل ما يربطه بالماضي السيئ ويدفعه للإنجراف والإغراءات .
يمكن الاستعانةببعض الأسباب والعوامل التي تساعدك على التوبة، مثل الدعاء لله بأن يرزقك التوبة النصوح، وذكر الله، والاستغفار، والأمل في وجه الله، وتذكر الآخرة، وقراءة القرآن بتدبر، والصبر .
ما هى شروط التوبة الصادقة ؟
1- الإخلاص لله .
2- الإقلاع عن المعصية .
3- الإعتراف بالذنب .
الندم على المعاصي السابقة التي اقترفتها .
5- العزيمة والنية لعدم العودة إلى الخطيئة .
ينبغي إعادة الحقوق لأصحابها، خاصة إذا كانت المعصية تتعلق بانتهاك حقوق الناس .
زمن التوبة يكون قبل طلوع الروح وقبل ظهور الشمس من مغربها. إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، وإن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها .