التراث الادبي في سلطنة عمان
عبر التاريخ، كانت عمان مصدرا للعديد من الرموز الرفيعة التي أثرت في مجال الأدب في العالم العربي بأكمله. وحتى الآن، ما زالت تعتبر منبرا للندوات الأدبية الهادفة. يوجد العديد من العوامل التي كان لها تأثير كبير في تطور التراث الأدبي في سلطنة عمان، ومن أبرزها تعدد الحضارات التي مرت على عمان على مر الزمان، وتعدد أنظمة الحكم التي تلاحقت في سلطنة عمان عبر العصور. بالإضافة إلى ذلك، لعبت العديد من العوامل الاقتصادية والثقافية دورا بارزا في نمو وازدهار العديد من الأدباء العمانيين. وبفضل هذه العوامل، لعبت عمان دورا بارزا في تطور الأدب في العالم العربي بأكمله. وقد بدأت هذه العناية بدراسة قواعد اللغة العربية واكتساب المعرفة الكبيرة بها منذ دخول الإسلام إلى عمان. حرصوا على دراسة قواعد اللغة العربية وتمكنوا منها بشكل كبير، مما جعلهم قادرين على فهم معاني القرآن الكريم وتفسيره ببراعة. ولعب هذا الأمر دورا كبيرا في تفوقهم الكبير في اللغة العربية. والآن، سنتعرف معا على أبرز الأسماء التي تألقت في تاريخ الأدب العربي في سلطنة عمان
اشهر و ابرز الاسماء في الادب العماني :
- الشيخ طالب بن سعيد بن سالم المعولي ( رحمه الله ) : هو واحد من أبرز الأدباء في سلطنة عمان، وقد ساهم في تأسيس أول مجلة عمانية في عام 173، وهي مجلة النهضة العمانية. درس الشيخ الراحل في مدارس القرآن الكريم، ثم سافر إلى الكويت بحثا عن عمل ومصادر للعلم والمعرفة، وقضى هناك حوالي 20 عاما. نظرا لشغفه الشديد بفنون الأدب، قام بتأسيس مجلة النجوم العمانية في الكويت، والتي كانت تعد في ذلك الوقت مجلة الجالية العمانية في الكويت. ومع ذلك، لم تحقق نجاحا كبيرا، وصدرت منها عدد قليل من الأعداد. لكن طموح الشيخ المعولي لم يتوقف، فأصدر مجلة أخرى بعنوان الشعب، وفي عام 1970 عاد الشيخ المعولي إلى عمان وأسس مجلة النهضة في عام 1973. شغل العديد من المناصب الهامة مثل رئيس مكتب وزير العدل ورئيس نادي بركاء. وتوفي عام 1998 أثناء رحلة علاجية في ألمانيا ودفن بالبركاء
- الشيخ نور الدين السالمي ( رحمه الله ) : فقد الشيخ بصره حين بلغ العاشرة و لكن الله اراد بهذا ان ينير بصيرته فقد كان حريصا على التعلم و المعرفة و كان قوي الذاكرة بدرجة كبيرة حيث انه كان يتذكر كل ما يراه و يسمعه بدقة بالغة و اخذ يتنقل في دراسته بين عدد كبير من العلماء الذين تتلمذ على يدهم مما كان له دورا مؤثرا في حياته حيث بدأ التأليف في سن التاسعة عشر و له العديد من الكتب في اصول الفقه و اللغة و شرح الاحاديث النبوية الشريفة و قد توفي عام 1332 هجريا تاركا خلفه كنزا لا يقدر بثمن من الكتب و الدواوين الادبية الرائعة
اشهر المؤلفات الادبية للشيخ نور الدين السالمي :
- بلوغ الامل في الجمل
- نور الحقيقة
- مشارق انوار العقول
- غاية المراد في الاعتقاد
- طلعة الشمس في أصول الفقه
- مدارج الكمال نظم مختصر الخصال
- المنهل الصافى في العروض و القوافى
- الحجج المقنعة في صلاة الجمعة
- تشتمل العقد الثمين على سيرة أهل عمان الرائعة
- كتاب المناظيم
- سواطع البرهان
- الحجج الواضحة للرد على التهم الكاذبة
- اللمعة المرضية في أشعة الإباضية
- كتاب الشرف التام شرح دعائم الاسلام
- يتطلب الأمر بذل المجهود في الرد على النصارى واليهود
- فيض المنان على قصيدة الراشدي
- تلقين الصبيان
- شرح العمر يطيه
- معارج الآمال شرح مدارج الكمال
- شرح الجامع الصحيح في الحديث
شهد التاريخ الأدبي العماني الكثير من الزخم والتقدم بفضل مجموعة من العباقرة في الأدب وعلوم اللغة والفقه. لعبت الحلقات في المساجد والكتاتيب دورا هاما في تألق هؤلاء الشخصيات المهمة وظهورها في العالم العربي. قامت هذه الشخصيات وغيرها بإثراء التراث الأدبي العربي ونشر العلم والمعرفة للعالم بأسره، والكتب والمؤلفات التي تركوها هي دليل قاطع على ثراء الحضارة العمانية القديمة بعدد من النجوم المشرقة في سماء الأدب العربي. حتى وقتنا الحاضر، تقام أبرز الندوات الأدبية في سلطنة عمان لنشر الثقافة الأدبية في جميع أنحاء العالم العربي