دراسات حديثةصحة

التدخين ومرض السكري يزيد من احتمالية حدوث تكلسات الدماغ

أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يدخنون أو يعانون من مرض السكري قد يكونون معرضين لخطر التكلس في منطقة معينة من المخ، وهي منطقة بالغة الأهمية بالنسبة للذاكرة .

يزيد التدخين ومرض السكري من احتمالية حدوث تكلسات في الدماغ
قد يكون الأشخاص الذين يدخنون أو مصابين بداء السكري أكثر عرضة للإصابة بالتكلس في منطقة من الدماغ مهمة للذاكرة، وهذه المنطقة تسمة قرن آمون أو الحصين، وفقا لدراسة جديدة نشرت في مجلة Radiology .

الخرف
مشكلة الخرف هي مشكلة صحية عامة رئيسية تؤثر على عشرات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وكان أحد محاور البحث حول الخرف هو الحصين أو قرن آمون، وهو هيكل مهم في الدماغ يستخدم لتخزين الذاكرة على المدى القصير والطويل. يرتبط مرض الزهايمر، وهو أحد أنواع الخرف الأكثر شيوعا، بتدهور في قرن آمون. وافترض الباحثون أن تراكمات غير طبيعية من الكالسيوم أو تصلبات في قرن آمون قد ترتبط بمشكلات الأوعية الدموية التي يمكن أن تسهم في تدهور قرن آمون والقدرات المعرفية المترتبة. ومع ذلك، الدراسات المنشورة حول الارتباط بين تصلب قرن آمون والتدهور المعرفي محدودة .

: يقول الدكتور جي إم دي برووير، كبير مؤلفي الدراسة في مجال أمراض الشيخوخة في المركز الطبي الجامعي في أوتريخت بالهولندا، “نعلم أن التكلسات في قرن آمون شائعة، خاصة مع التقدم في العمر، ولكننا لم نكن نعرف إذا كانت التكلسات في قرن آمون مرتبطة بالوظيفة الإدراكية أم لا”. وقدم تقدم التصوير الفرصة لاستكشاف دور تكلس قرن آمون في الخرف، وتمكن التصوير المقطعي المتعدد للمخ من تمييز أفضل بين تكلسات قرن آمون وتكلسات الأجزاء الدماغية الأخرى المجاورة مثل الضفيرة المشيمية .

التصوير المقطعي متعدد المراكز
قال الدكتور دي بروير : تقنية التصوير المقطعي متعدد المراكز تمكننا من رؤية قرن آمون في مختلف الأوضاع التشريحية، مثل الرؤية من الأعلى إلى الأسفل ومن اليمين إلى اليسار ومن الأمام إلى الخلف. قام الدكتور دي بروير وزملاؤه بدراسة العلاقة بين عوامل الخطر الوعائية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر والتدخين وتكلسات قرن آمون، وقاموا بتقييم آثار التكلسات على الوظيفة الإدراكية .

حول الدراسة الجديدة
شملت مجموعة الدراسة 1.991 مريضا، يتراوح متوسط أعمارهم حوالي 78 عاما، الذين زاروا عيادة للذاكرة في مستشفى هولندي بين عامي 2009 و 2015. كان للمرضى تشخيص معياري يشمل اختبارات معرفية وفحوصات CT للمخ. قام الباحثون بتحليل الأشعة المقطعية لتحديد وجود أو شدة تكلس في قرن آمون. ومن بين المرضى الـ 1.991، كان 380 مريضا أو 19.1% يعانون من تكلس في قرن آمون. وقد وجدت ارتباطا بين كبار السن ومرضى السكري والتدخين وزيادة خطر تكلس القرن الآمون، وفقا للتصوير المقطعي .

على الرغم من أن الدراسة لم تكن مخططة بشكل قاطع لتحديد ما إذا كان التدخين ومرض السكري يزيدان من خطر تكلسات الشرايين في دماغ الإنسان، فإن النتائج تشير بشدة إلى وجود صلة بينهما، وأكد الدكتور دي بروير أن التدخين ومرض السكري يعتبران عوامل خطر لأمراض الأوعية الدموية والقلب، ولذلك يمكن اعتبارهما عاملين خطرين لتكلس الشرايين في دماغ الإنسان .

هناك علاقة بين تكلس قرن آمون والوظائف المعرفية
لم يكن هناك صلة بين وجود وشدة تكلس قرن آمون والوظيفة المعرفية، وهذه نتيجة مذهلة وفقا للدكتور دي بروير لها العديد من التفسيرات المحتملة، حيث يقول : ” إن قرن آمون مكون من طبقات مختلفة، ومن المحتمل أن التكلسات لم تلحق الضرر بهيكل قرن آمون المهم لتخزين الذاكرة “، ويخطط الباحثون لإجراء دراسات إضافية في مجموعات مختلفة من الناس من أجل فهم أفضل للروابط الممكنة بين هذه التكلسات والمشكلات المعرفية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى