التخلص من وسواس المرض
يعاني الكثير من الناس من اضطراب الوسواس المرضي أو الهم المرضي، وهي تلك الأفكار التي تتسلل إلى العقل بدون سابق إنذار وتدخلهم في أنفسهم في متاهات كبيرة لا يجدون لها مخرجا. إنها واحدة من الأمراض المهمة التي تبدأ بدون أعراض جسمية ولكنها تتجلى في هذا الوهم المرضي والشعور المستمر بالشكوى. يعيش الكثيرون في وهمهم هذا دون أن يستطيعوا القيام بأعمالهم أو التكيف مع الحياة. بعضهم قد يعتقد أن لديهم أمراضا خطيرة مثل السرطان أو أمراض القلب والكلى. والخطورة الحقيقية تكمن في صعوبة إقناع المريض بسلامته الصحية، وهو يستمر في إجراء البحوث الطبية وزيارة الأطباء بشكل متكرر دون أن يقتنع بكلمتهم. كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: `تمارضوا تمرضوا`، حيث يحدث هذا الوهم اضطرابات جسدية وشكاوى متعددة من أجهزة الجسم. في النهاية، يعاني المريض من مرض الإعياء النفسي المعروف بالنيوراستينا، والذي يتمثل في الشعور بالتعب والوهم الجسدي والنفسي، حيث يبدأ المريض بالشكوى والتعب من أدنى جهوده
تكون تركيز المريض في هذه الحالة ضعيف جدا، مما يؤدي إلى حدوث أمراض نقص المناعة وفقر الدم وكسل الكبد. تقترب النسبة إلى 2.5% على مستوى العالم. يكون الوسواس المريض أو الوسواس القهري هو انفصال الجزء الأمامي عن الجزء العميق فيه والمسؤول عن التحكم في قدرة الإنسان. ومن أبرز العوامل التي تسبب الوسواس المرضي للإنسان هي التغيرات الكيميائية التي تحدث في الجسم والدماغ. إنها أحد الأمراض النفسية التي تحدث نتيجة بعض الجينات التي تكون مسؤولة عن هذا النوع من الاضطرابات. وقد يحدث نتيجة لثقافة الفرد الاجتماعية والتعليمية أيضا .
أسباب توهم المرض :
يعتقد المريض أن مشكلته تتعلق بعضوية معينة، ولكن في النهاية تكون هذه المشكلة نفسية ناتجة عن اضطرابات في الدماغ الأمامي، وهناك عدد من الأسباب التي تسبب هذا المرض النفسي
تنتج الأمراض المعينة بسبب الحساسية النفسية التي يعاني منها المريض، ويكون المريض أكثر حساسية للتوهم بوجود المرض لديه نتيجة سماعه عنه أو إصابة أحد أفراد العائلةبهذا المرض. ويكون السبب في ذلك عدم الفهم السليم وعدم التوعية الكافية، مما يؤدي إلى تضخيم الأمر والتفكير بشكل سلبي. ويمكن أن يكون السبب أيضًا في القراءة الخاطئة في المجلات الطبية والإنترنت .
نتيجة الضعف العصبي أو العدوان المكبوت .
يتجلى الإهتمام الزائد للوالدين بالأبناء في بعض الحالات بمستوى اهتمام يتجاوز الحدود الطبيعية، ويظهر هذا الأمر في بعض الآباء والأمهات .
يحدث الفشل في الحياة أحيانًا، وقد يتمثل ذلك في فشل الفرد في الحياة الزوجية أو الحياة الاجتماعية والوظيفية، وفي هذه الحالة يمكن أن ينشأ عند الفرد وهم نفسي، حيث يعتبر توهم المرض وسيلة للتعبير عن مشاعره أو محاولة الهروب من المشاكل .
أعراض توهم المرض :
يعاني المرضى دائمًا من عدم الراحة، ويشعرون بالتعب والألم بشكل متزايد، ويكونون مشغولين بالجسم والصحة بشكل مستمر، ويزيدون من التردد على الأطباء والاهتمام بالأعراض الصغيرة وتشخيص الأمراض لأنفسهم .
– الشكوى من الإضطربات في المعدة و الأمعاء أو أي جزء من أجسام الجسم و يميل المريض بتعميم المشاكل الجسمية الشاذة المرتبطة بتوهم مرض معين ، يميل المصابون للشكوى المستمرة من الأوجاع و الألام الغامضة و يشعر أن الجسم في حالة معانة دائمة قد يؤدي ذلك لحالة من عدم الإنسجام مع العالم المحيط به و يتوهم المصاب بكل ما يقرأ أو يشاهد .
علاج التوهم المرضي :
يجب وقف الفكرة الوسواسية عندما تهاجمك، حيث أن الاستمرار في تلك الأفكار يمكن أن يؤدي إلى أفعال قهرية وحزن وضيق مستمر .
عندما تعرف المرض، يمكنك البدء في العلاج، فالوسواس القهري أو الوسواس المرضي وتوهم المرض هي جميعًا مصطلحات للاضطرابات النفسية في الجزء الأمامي من المخ .
يتطلب التصدي للأفكار المتطفلة بحزم ومواجهة الذات، على سبيل المثال، إذا كنت تعاني من قرحة في المعدة وليس لديك ألم، فمن المهم الاهتمام بصحتك ولكن لا يجب الوصول إلى حد الجنون في الحفاظ عليها .
يجب على الآباء والأمهات عدم الاهتمام الزائد بأطفالهم لأن ذلك يؤدي إلى إنتاج أطفال غير أصحاء نفسيًا .
تشمل الإرشادات العلاجية للمرضى توجيه المريض وعائلته، وعدم المبالغة في الاهتمام بما يعانيه، ولكن العطف والرعاية .
يتضمن العلاج بالرياضة واستغلال وقت الفراغ لإخراج المريض من حالة الوسواس الدائم، وعلى حدِّ قول أحد الحكماء: إذا لم تشغل نفسك، ستشغلك هي بما لا يرضيك .