أحيانا يجد الشخص نفسه مرتبطا بشخص آخر، بطريقة غير صحية، يمكن أن يكون الشيء هو شخص أو حتى مادة أو عادة سيئة. يشعر الشخص بالإحباط عندما لا يستطيع أن يقلل من تعلقه بشخص ما وهو يدرك جيدا أن هذا التعلق غير مفيد من اجله. ومن المحتمل أن يحاول الشخص أن يفك قيد أسره، لكنه لا يدرك الطريقة المثلى للقيام بذلك.
هناك بعض النصائح التي تساعد الشخص على التخلص من التعلق بشخص ما، وهي:
الاعتراف بوجود التعلق
من السهل أن يتجاهل الشخص شيئا ما بدلا من التخلص منه. ولكن الشيء أو الشخص الذي يرغب الشخص في التخلص منه قد يواجهه بشكل متكرر في حياته اليومية، مما يجعل من الصعب تجاهله. لذلك، إذا لم يعترف الشخص لنفسه بوجود مشكلة أو تعقيد في تلك العلاقة حتى الآن، فينبغي عليه أن يفعل ذلك في الوقت الحالي.
من أجل القيام بذلك، يجب أن يدرك الشخص أنه ليس سيئا وأن وقوعه في هذه المشكلة أو الخطب ليس أمرا سيئا، وأن العديد من الأشخاص قد مروا بأشياء مشابهة من قبل. عندما يدرك الشخص ان تعلقه بأحد ما أو معاناته بسبب شخص معين ليس له أي علاقة بشخصيته، ويدرك أن ارتباط الإنسان بالأمور السلبية والأخطاء هو أمر كثير الحدوث ومن الطبيعة البشرية، عندها يمكن للشخص أن يعترف لنفسه بوجود تلك العلاقة السامة مع شخص ما والتي تستنزفه بدون أن يرهق نفسه باللوم الذاتي.
إدراك سبب التعلق
كل شخص لديه أسبابه لفعل الأشياء التي يقوم بها، والتعلق بأشخاص معينين دون غيرهم. وحتى الأشياء التي يكرهها يكون له عذر في ذلك، لذلك عندما يريد الشخص أن يتخلص من أمر ما أو علاقة مؤذية، فإنه لا يستطيع فعل ذلك بالكامل لأن هناك جزء منه يعتقد أنه لا يزال بحاجة ذلك الشخص، لذلك يحصل خطب ما في التخلي عن هذا الشخص
إذا لم يتمكن الشخص حتى الآن من التخلي عن الانتماء العميق لشخص آخر، فذلك يحدث لوجود جزء غير واع في عقل الإنسان يؤمن بأنه لا يزال بحاجة إلى تلك الشخص، أي أن التعلق لا يزال موجودا، فذلك يحدث لأن الشخص لديه رغبات يرغب في تحقيقها أو الحصول على شعور بالأمان أو الراحة أو تحقيق الرضا في حياته.
إدراك عدم تحقق الرغبات
ينبغي للشخص أن يدرك أنه ليس بالضرورة يقوم بأمور محددة من أجل الحصول على فهم كافٍ، ولكن يمكن أن يحدث ذلك لتحقيق هدف آخر. حين يرى الشخص السبب الذي يدفعه لإنجاز مهمة ما، يمكنه بعد ذلك أن يدرك ما إذا كان قد حصل على ما كان يبحث عنه.
عندما يتبين له أن رغباته غير قابلة للتحقق في تلك المكان، ويدرك هذا الحقيقة بشكل كامل وليس جزئي، فقط حينها يكون مستعدا للتخلي. لا يمكن للشخص أن يتخلص من ارتباطه بشخص آخر إلا إذا كان واثقا تماما من رغبته في ذلك. يمكن للإنسان أن يتخلى جزئيا، ولكن لكي يتمكن من المضي قدما في حياته وكأن شيئا لم يكن، يجب عليه أن يتأكد من رغبته الكاملة في التخلص من هذا الأمر.
يجب على الإنسان أن يسأل نفسه: ما هو الشيء الذي يجعل هذا التعلق غير الصحي يحدث؟ وسيكون الإجابة على هذا السؤال بعيدًا عن السعادة والشعور بالأمان، ولكنها ستتضمن التعب والقلق وعدم الرضا عن الذات وعدم القدرة على الاستمتاع بحياة كاملة.
عندما يرغب الشخص في السيطرة على الأمور، يصبح الأمر خارج نطاق سيطرته ويعيش في ضيق بدلا من السلام. قد يرغب الشخص في الحب في هذه العلاقة، ولكن الاتصال القوي يجعل الشخص يشعر بالعدم الرغبة فيه. إذا كان الشخص صادقا مع نفسه، يجب أن يدرك أنه بحاجة إلى التغيير، لأن الأمور لن تتغير تلقائيا.
هذه العلاقة يمكن أن تمنح الشخص رضا مؤقت، ولكن مؤقت للغاية. غالبا ما تكون النتائج غير مرضية وتدوم لفترة طويلة. الراحة السطحية ليست بالأمر الكافي لاستمرار العلاقة، والشعور المؤقت بالارتياح يمثل ارتياحا كاذبا، هذه الراحة عادة ما تكون ممزوجة بالخجل، وقلة الشجاعة، والقلق أو الفراغ.
لذا يجب على الشخص أن يسأل نفسه إذا كان يرغب في الحصول على الاهتمام والأمان والسعادة. وسيدرك بالطبع أن هذه الرغبات ليست قابلة للتحقيق. يجب عليه أن يؤمن بذلك ويقبل هذه الحقيقة. لا يوجد مفر من التأثيرات السلبية لهذا التعلق على حياة الشخص. يجب عليه أن يقبل حقيقة أنه في علاقة سلبية ويتوقف عن إيجاد الأعذار والحلول والأكاذيب وراء أفعال الشخص السلبية.
اهتمام الشخص بنفسه
بمقدار ما يركز الشخص على هذه المشكلة، التعلق بحد ذاته ليس مشكلة، إنما المشكلة الحقيقية تكمن في الشخص نفسه، وصحته النفسية والعقلية. يجب أن يعتبر الإنسان أن هذه فرصة كي يدرك الأشياء التي يقوم بفعلها والأمور التي باستطاعته القيام بها كي يشعر بطريقة أفضل. أحيانا الطريقة الأفضل للقيام بذلك هي أن يقبل الإنسان نفسه بالطريقة التي يكون عليها. وعندما يقوم بفعل ذلك، ويدرك أنه يستحق أن يحيا حياة صحية، يمكنه حينها أن يمضي قدما.
ينبغي للإنسان أن يجعل نفسه أولوية، وإذا كان ذلك الأمر جديدًا بالنسبة للشخص، فينبغي عليه البحث عن الأمور التي تجعله يعامل نفسه بلطف ويسعى لتحسين صحته النفسية، وأن يظهر لنفسه الحب الذي ربما كان يبحث عنه.
إذا قرر الشخص ترك علاقته بأحد ما، فمن المهم أن يدرك قيمته الذاتية، وإذا كان هذا الشخص يؤذيه بأي طريقة فإن التخلي عنه يستحق العناء بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وإذا كان من الصعب على الشخص أن يحب نفسه ويحترمها بشكل كاف، فعليه التخلي عن الأفكار السلبية التي يعتقد بها، مثل أنه لا يستحق أو أنه غير جيد، لأنها ليست حقيقية.
التفكير بإيجابية
يوجد سعادة كبيرة في أن يصبح الشخص حرا من تلك القيود. يمكن للشخص التركيز على صعوبة فقدان الارتباط، لكنه ينسى أن التخلي عنه يفتح أبواب السعادة. في هذا الوقت، يمكن أن يشعر بالثقة والسلام والسعادة الكبيرة. في بعض الأحيان، لا يدرك الشخص قدر سعادته بانتهاء علاقة ما إلا بعد التخلي عنها. يجب على الإنسان أن يدرك تماما أن التخلي، مهما كان صعبا، هو خيار أفضل بكثير من الاحتفاظ بعلاقة لا ترضيه.
هناك شفاء يمكن ان يحدث داخل الإنسان، وإذا كان الإنسان يحمل معه جروحه القديمة، يجب عندها أن يقوم الشخص بالاعتناء بذاته وأن يخبر نفسه أنه سيكون لطيفا ويعتني بجروحه كي تشفى، يبدو ذلك غريبا، ولكن الإنسان عادة ما يهتم بمن حوله ويفقد اهتمامه بنفسه، وأحيانا يكون بأمس الحاجة لذلك الاهتمام.