التحقيق مع معلمة جزائرية تحاول تعليم التلاميذ القيم الأخلاقية و اللغة العربية
تترك المرأة بصمات لا تنسى في مختلف المجالات، وخاصة في مجال التعليم. فالمعلمة هي التي تربي الأجيال القادمة، والكثير من المعلمات يحاولن تنشئة أبناء المستقبل على حب دينهم ووطنهم، وتزرع في داخلهم الأخلاق الحميدة والقيم الفاضلة مثل الصدق والأمانة وبر الوالدين. وأثارت المعلمة الجزائرية صباح بودراس مؤخرا جدلا واسعا بسبب فيديو السيلفي الذي تحدثت فيه مع تلاميذها عن اللغة العربية والقيم الأخلاقية. ماذا قالت المعلمة الجزائرية لتلاميذها عن اللغة العربية؟ وكيف رد المسئولون على ذلك؟ ستجد التفاصيل في السطور التالية لهذه المقالة، فضلا تابعها .
تم تداول فيديو لإحدى معلمات الجزائر، صباح بودراس، مع تلاميذها في إحدى أقسام المحافظة الواقعة في شرق البلاد، وفي الفيديو، تناقش المعلمة الجزائرية بالمرحلة الابتدائية مع تلاميذها عدة أمور، من بينها اللغة العربية والقيم الأخلاقية والإرادة. وأوضحت المعلمة لتلاميذها أن اللغة العربية هي إحدى أفضل لغات العالم بسبب ثراءها وأنها هي أيضا اللغة التي يتحدث بها أهل الجنة. وأكدت المعلمة لتلاميذها أن لسانهم خلال هذا العام سيكون عربيا فقط، ولن يتحدثوا بأي لغة أخرى. كما تحدثت المعلمة عن مادة التربية الخلقية التي ستدرسها التلاميذ هذا العام، وتساءلت عن بعض القيم، وأجاب الطلاب بالتعاون والمحبة والصدق والوفاء والاجتهاد. وأوضحت المعلمة أن هذه القيم ستكون مادة ببداية كل حصة لمدة خمسة دقائق، وسيتم إنتاج كتاب بنهاية الأسبوع حول هذه القيم .
كانت ردة فعل المسئولين غير متوقعة، حيث تعرضت هذه المعلمة بدلا من التقدير والثناء للانتقادات والتحقيقات. أكدت وزيرة التربية والتعليم نورية بن غبريت في مؤتمر صحفي أن ما قامت به المعلمة يعد كارثة، وأضافت أنه سيتم إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة تفاصيل ما حدث. وأشارت إلى أنه ليس من حق المعلمة التقاط صور للطلاب أثناء وجودهم في الفصول الدراسية، وربما ستعرض المعلمة لعقوبات صارمة أمام مجلس التأديب .
ردت مواقع التواصل الاجتماعي على ما حدث بعد نشر الفيديو، حيث شهدت جدلا واسعا في النقاشات الفكرية والسياسية. وقد وجه البعض اتهامات بالأصولية والتطرف إلى المعلمة الجزائرية صباح بودراس، متهمين إياها بتصوير الأطفال بدون استئذان أوليائهم، فيما أعجب آخرون بأسلوب التدريس الابتكاري الذي تتبعه المعلمة، وأشادوا بتفاعلها مع التلاميذ. وبعد قرار وزيرة التعليم بفتح تحقيق في الأمر، تعاطف رواد التواصل الاجتماعي من دول إسلامية عدة مع المعلمة الجزائرية، مشيدين بالقيم الأخلاقية السامية التي حاولت زرعها في تلاميذها، ويؤكدون أن ما نشرته سيفيد جميع الأطفال في الجزائر. ويجدر الذكر أن الصحافة أيضا ساندت المعلمة الجزائرية، بسبب خبرتها السابقة في هذا المجال، وتساءلت الإعلامية فتيحة بوروينة عما إذا كانت المعلمة الجزائرية قد تصورت الأطفال بدون استئذان أوليائهم أم حاولت تعليمهم القيم الأخلاقية واللغة العربية .