المجتمعمنوعات

التحديات التي تواجه الشباب في سوق العمل

مشاكل الشباب في سوق العمل

يعتبر الشباب عادة مرحلة انتقالية من الطفولة إلى البلوغ والاستقلال، ولكن إحدى العوامل الأساسية خلال هذه المرحلة هي وضعهم المهني، ويشعر الشباب غالبا بأن الحصول على وظيفة يدل على الاستقلال وربما يساعدهم على العمل الخاص وتحديد مسار حياتهم مع عائلاتهم وأقرانهم.

من المؤسف أنه ليس من السهل دائما العثور على عمل لأسباب مختلفة، حيث يواجه الشباب صعوبات متزايدة في العثور على وظيفة. هذه حقيقة عالمية، حيث ارتفع عدد الشباب العاطلين عن العمل بشكل مطرد خلال الماضي، ويواجه الشباب المزيد من العقبات التي تؤثر عليهم اجتماعيا واقتصاديا وجسديا ونفسيا بشكل خاص.

يمكن لصعوبة العثور على وظيفة أن تؤدي إلى الشعور بالضعف والكسل، وتكون الوظائف المتاحة لديهم غالبا وظائف ذات دخل منخفض وغير آمنة، وتكون فرص الترقية والتقدم في العمل قليلة جدا على المدى الطويل، ويمكن أن يؤثر ذلك على آفاق عملهم للحياة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الشباب الذين يفتقرون إلى الوسائل والفرص يكونون أكثر عرضة للمشاركة في الجرائم أو تعاطي المخدرات.

جيل شاب يائس يبحث عن وظيفة ثابتة ويمكن أن يكون عبئا على المجتمع الذي يعيشون فيه، وتعاني البطالة الشبابية من آثار اقتصادية عالمية خطيرة مثل نقص وشح التعليم والتدريب والمهارات بين الشباب، ويعملون في وظائف غير مستقرة ومنخفضة الدخل.

أبرز التحديات التي تواجه الشباب

أصبحت قضية عمالة الشباب محور نقاش واهتمام مختلف الأطراف في جميع أنحاء العالم، وتم تركيز الاهتمام فيما بعد على هذه القضية من قبل الحكومات والمؤسسات الإقليمية والدولية والأكاديميين.

التحديات الرئيسية لقضية تشغيل الشباب:

عامل محفز للتنمية:

  • يجب اعتبار الشباب كعامل محفز للتنمية بدلاً من اعتبارهم مستفيدين سلبيين يجب إيجاد عمل لهم والشباب لديهم القدرة على تشكيل المشهد الإيجابي للاقتصاد العالمي وكذلك المجالات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية والتنمية السياسية وإنهم جاهزون للعب أدوار رئيسية سواء كعاملين أو مبتكرين أو وكلاء أو مهنيين أو رواد الأعمال.
  • لاستثمار إمكانات الشباب، يتطلب تأهيلهم لسوق العمل واعتماد نهج متكامل وهادف. يجب أن يأخذ هذا النهج في الاعتبار التنوع ومراعاة خصائص الشباب التي تحتاج إلى دراسة تنوع أسواق العمل في كل مجال.

التعليم:

  • يلعب التعليم دورا حاسما في إعداد الشباب لحياتهم وسوق العمل، ولذلك يجب الإجابة على السؤال حول كيفية تأهيل الشباب للانضمام إلى سوق العمل، حيث يوفر التعليم للشباب المعرفة والمهارات في مختلف المجالات الضرورية لتسهيل دخولهم إلى سوق العمل بعد الانتهاء من دراستهم.
  • سيجد الشباب أنه من الأسهل العثور على وظيفة ولسوء الحظ هذا ليس هو الحال دائماً في كثير من البلدان حيث يجد الشباب أن ما تعلموه في المدرسة لا يتطابق دائماً مع متطلبات سوق العمل في حين أنه من الضروري التركيز على التطور الفكري للطلاب كما ينبغي مراجعة النظام التعليمي ويتوافق بشكل أكبر مع احتياجات عالم العمل.

العمل اللائق للشباب:

  • الحصول على شهادة الثانوية العامة أو الشهادة الجامعية ليس جواز سفر مضموناً إلى مهنة مناسبة والتوظيف الذي يحصل عليه الشباب في كثير من الأحيان لا يتوافق مع المهارات التي يمتلكونها وحصلوا عليها خلال تعليمهم وبدلاً من اختيار البقاء عاطلاً عن العمل يختار الشباب ذلك لاغتنام أي فرصة عمل تأتي أولاً بالنسبة لهم.
  • ومن أمثلة ذلك هو ما يعرف بـ `الاستعانة بمصادر خارجية` أو `تحويل الوظائف إلى الخارج`، وعند نقل مركز الاتصال من الولايات المتحدة إلى الهند، يمكن أن يكون له تأثير في توفير فرص عمل للشباب الهندي والشباب المتاح لديهم مؤهلات عالية مثل الهندسة وعلوم الحاسوب، التي تفوق المؤهلات المطلوبة ليصبحوا عمال مركز الاتصال، وهذا يتعلق أيضا بالتعليم والعمل اللائق للشباب.
  • يتأثر تشغيل الشباب بشكل مباشر بالبطالة، ويؤثر ذلك على أجندة الفقر، ويواجه الشابات خطرًا أكبر نظرًا لتأثرهن بالبطالة ونقاط الضعف التي قد تترتب عليها. ولمعالجة الفقر، يجب على الحكومات توفير سياسات اقتصادية شاملة ومبتكرة.

حلول مشكلة البطالة

  • نظرا لأن التوظيف الملائم يوفر السبيل الوحيد المؤكد للخروج من الفقر بالنسبة للشباب الباحثين عن عمل وعائلاتهم، يجب على الحكومات أن تدرك النقطة الحاسمة التي يوفرها توظيف الشباب في تحقيق الأهداف التنموية للألفية. وعدم التعامل مع هذه المسألة سيؤدي إلى تعزيز انتقال الفقر من جيل إلى جيل. ولذلك، يجب على الحكومات تخصيص موارد كافية لتطوير سياسات التوظيف للشباب، بما في ذلك الموارد المستمدة من المساعدة الإنمائية الرسمية (ODA).
  • يجب معالجة تحدي البطالة بين الشباب من خلال اتباع نهج شبكي يشتمل على ائتلاف واسع يضم الحكومة وأرباب العمل والعمال والشباب، ويجب تشكيل جهات فاعلة في المجتمع المدني وتوفير آليات لها تعمل بطريقة مستدامة ودائمة، مثل هذه الشبكة.
  • تحتاج الحكومات إلى تطوير سياسة شاملة بشأن عمالة الشباب في المستوى الوطني الذي يضع التوظيف في قلب سياسات التنمية من خلال نهج متكامل ومتماسك يجمع بين تدخلات الاقتصاد الكلي والجزئي ويتناول كلاً من العرض والطلب على العمل وكمية ونوعية العمالة ويجب أن تكون الحكومة قادرة على ترجمة العناصر الأربعة (التوظيف وريادة الأعمال وخلق فرص العمل وتكافؤ الفرص) في برامج ملموسة للشباب.
  • يجب أن يشارك القطاع الخاص بشكل كبير في تعامله مع قضية عمالة الشباب وأن يكون أحد الفاعلين الرئيسيين فيها، وذلك من خلال المساهمة بشكل خاص في مجالات التدريب والتأهيل والإرشاد لرواد الأعمال، بالإضافة إلى دورهم الأساسي في خلق فرص العمل. يمكن تسهيل دعم القطاع الخاص من قبل الحكومة وتوفير حوافز مثل الإعفاءات الضريبية، في حين يجب على النظام التعليمي ضمان تطوير الشباب عقليا، بحيث يتمكن القطاع الخاص من دعم الفجوة الموجودة في العديد من البلدان بين المناهج التعليمية واحتياجات سوق العمل.
  • لا ينبغي اعتبار الشباب مشكلة، بل يجب أن ينظر إليهم كجزء من حل مشكلة التوظيف، وستتطلب هذه العملية تشجيعا من الحكومات لتمكين الشباب من الابتكار في فرص عملهم الخاصة من خلال العمل الحر وريادة الأعمال، ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير مراكز تدريب مهني أو دمج مفاهيم ريادة الأعمال في المناهج التعليمية. كما توجد حاجة أيضا إلى سياسات تركز على معالجة الأسباب الأساسية لمشاكل الشباب، مثل توفير التعليم الابتدائي المجاني للجميع وضمان المساواة في التعليم وفرص العمل للفتيات والفتيان، بالإضافة إلى حماية الفئات الضعيفة الأخرى.
  • تعزيز مشاركة الشباب والمنظمات الشبابية في السياسة هو أمر مهم، ومن المؤسف أن تحليل YCG (YCG Investments) لبرنامج العمل الوطني لعام 2005 من قبل 40 دولة أظهر أن هناك فقط 8 دول ذكرت بوضوح مشاركة الشباب والمنظمات الشبابية في السياسات والبرامج المتعلقة بتشغيل الشباب. تحتاج الحكومات إلى اتخاذ إجراءات أكثر فعالية لضمان مشاركة الشباب في العملية السياسية على جميع المستويات (الوطنية والإقليمية والمحلية)، ويجب أن تنعكس هذه الإجراءات في عملية صنع السياسات لتعزيز الشعور بالملكية بين الشباب في تحديد السياسات المناسبة لتلبية احتياجاتهم الخاصة والاعتراف بقدرتهم على ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى