التثقيف الجنسي للاطفال بضوابط اسلامية
يمكن تعريف التثقيف الجنسي أو الثقافة الجنسية على أنها تزود الإنسان بالمعلومات العلمية التي تساعده على اكتساب الخبرات والمهارات الصحية والسليمة، وتوجهه نحو المسائل الجنسية بشكل سلمي وتعطيه خلفية حول النمو الجسدي الفسيولوجي والعقلي والانفعالي والاجتماعي، ولكن يتم ذلك تحت إشراف ديني ووفق معايير وقيم إسلامية تتوافق مع المجتمع الذي يعيش فيه
وهذا يجعله يتصرف بشكل متزن في المواقف الجنسية التي يواجهها في حياته، ويستطيع مواجهة المشاكل الجنسية طوال حياته، مما يؤدي إلى الصحة النفسية والسلام الداخلي والعيش بطريقة سليمة. فالتربية الجنسية هنا ليست تعليما للأطفال عن الجنس، ولكنها توجيه للأطفال نحو فهم الحقائق التي يمكن من خلالها التعامل مع الجنس الآخر والتغيرات الجسمية التي يواجهونها والتعامل مع التحديات التي تحيط بهم من جميع الجوانب.
كيفية شرح العلاقة الزوجية للاطفال
ذكر الله -عز وجل- إجابة لكل سؤال يمكن أن يتعرض له الإنسان في حياته، ووضح كل شيء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، حتى العلاقة الجنسية بين الزوجين وبين الحيوانات، ويجب أن نشرح هذه العلاقة لأطفالنا بطريقة تتناسب مع أعمارهم
المرْحلة الأولى
- يتراوح عمر الولد الذي يجب على الأب أن يعلمه واجبات الدين مثل الصلاة والصوم وغيرها من الفروض بين سبع وعشر سنوات، ويجب أن يكون الأب أكثر علمًا بهذه الواجبات من الأم.
- وأن هناك عضوا يشرح للطفل التكوين العلمي له ووظيفته في جسده، وأن هناك وضوء قبل الصلاة، ويفسد الوضوء بحدث كبير أو صغير، ويشرح للطفل ما هو الحدث الصغير فقط في هذا العمر الصغير .
- ثم الفصل بينهم في السرائر؛ يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: ((وفصلوا بينهم في السرائر))؛ رواه أبو داود في سننه.
- كما يجب أن يعلم الوالدين الطفل ، أن كل منزل أو غرفة داخل المنزل يجب أن يستأذن أولاً قبل أن يدخلها ، فادأب الاستئذان مهمة جداً في هذا السن قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاء ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
- ويجب على الصبي والفتاة في هذا الوقت أن يحجبوا أعينهم، حيث أن بعض الأشخاص قد لا يدركون أن حجب النظر واجب على المسلمين الذكور والإناث، وهذا هو المقصود بقوله تعالى: `قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون`. في هذه الآية، يشير المؤمنون إلى الرجال والنساء .
المرحلة الثانية
- تبدأ هذه المرحلة بعد المرحلة الأولى من سن العاشرة وتستمر حتى الثامنة عشرة، وتعتبر واحدة من أهم مراحل حياة الطفل حيث يلاحظ تغيرات في جسمه وشخصيته، وأسلوب حياته. كما يكون مزاجه متقلبا في هذه الأوقات، ومن الضروري أن يتعاون الآباء والأمهات والمعلمون في المدارس لتعليمه مسؤولياته وحقوقه، وليكون على دراية بجميع التغيرات التي تحدث له في هذه الفترة .
- وهناك الكثير من الدعوات الرائعة التي تقول أنه يجب أن يتم تدريس مادة تختص بشئون الطفل في هذه المرحلة ، والتغيرات التي تحدث في شخصيته ، وعدم الاقتِراب من الزِّنا بقول ، أو فعل ، أو نظرة فأن الله – عز وجل – يقول في كتابه الكريم : {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} .
المرحلة الثَّالثة
- هذه ليست المرة الأولى، بل عندما يروي الوالد أو الوالدة أبناءهما في حاجة وجاهزون لاستماع النصائح التي يجب أن يتعلموها في هذه المرحلة، حتى لا يتعرضوا لصدمات في الحياة دون علم مسبق .
- يجب الإفصاح عن كل ما يحدث بعد الزواج بين الرجل والمرأة والاعتراف به بالكامل في هذه المرحلة. ويجب أن يتذكر الفرد أن الله جعل هذه العلاقة حماية لللشاب والفتاة من الوقوع في المحرمات والفتن والفواحش، ويجب على الفرد اتخاذ بعض الإجراءات بعد الزواج لحماية نفسه من الفواحش .
- عندما يولد الولد أو الفتاة في هذا البيئة الإسلامية التي لا تتعرض لأي فتنة ويتم مساعدتهم من قبل الأب والأم والمؤسسات المسؤولة في توفير الوعي الكافي للفتاة والشاب، قال ابن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وأولادها، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
تعديل سلوك الطفل الجنسي
هناك الكثير من الضوابط التي وضعها الإسلام لنا ، التي تساعد على أن نقوم سوك الطفل الجنسي ، أن لاحظ أحداً من المحطين به ذلك ، ومن المؤكد أن الخطأ لم ينبع من داخل الطفل ، أو فطرته السليمة وأنما من أي عامل من العوامل المحيطة به لذلك يجب مراقبة هذه العوامل أولاً ملاحظة الخلل ، ومحاولة إصلاحه وهذه العوامل هي :
ضبط الوسائل الحديثة
الوسائل الحديثة ، من التلفاز ، أو الإنترنت هي من الأسلحة ذو الحدين ، فكما أن لها الكثير من الفوائد فأنها كذلك يحفها الكثير من المخاطر ، ويرجع هذا إلى استخدام الشخص ، ويجب أن يكون تعامل الطفل مع هذه الوسائل وفق إشراف أحد الوالدين ، في نطاق الساعات المسموحة لهم ، وليس لساعات طويلة تشغلهم عن الدراسة ، والأمور النافعة .
البعد عن وسائل الإثارة
هناك الكثير من الآباء والأمهات الذين يعرضون أطفالهم للعديد من المثيرات دون علمهم بذلك. ومن بين أهم هذه المثيرات هي المشاهد على شواطئ البحر في العديد من المناطق الساحلية. وعادة ما يتم عرض هذه المشاهد على التلفزيون بما في ذلك الرسوم المتحركة، وعندما يشاهد الطفل هذه المشاهد، ينشأ لديه فضول لاستكشافها. لذلك، يجب تعويض الطفل عن ذلك ببرامج تعليمية علمية مفيدة ورسوم متحركة تروي قصصا مفيدة له.
الحجاب بالنسبة للفتيات
يجب على الفتاة أن تتعلم منذ صغرها أن الحجاب فريضة عليها، وأنها سترتديه في يوم ما، ويجب أن تساعد الأم في تعريفها على فكرة الزي الشرعي الجميل الذي يغطي جميع أجزاء الجسم، وتجعل الفتاة تحبه وترتبط به منذ الصغر، لأن الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – قال: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)).
منع الاختلاط بين الأولاد والبنات
يجب أن تتعلم الفتاة والولد في مرحلة معينة من الطفولة ألا يختلطوا مع بعضهم البعض كما كان يحدث في السابق، لأن ذلك محرم، وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `لا يَخْلُوَنَّ أحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا` .