اضرارالوقاية الصحية

التأثير السلبي للتغيرات المناخية على صحة الإنسان

خلق الله الإنسان وسخر له الأرض بكل ما عليها، ليستطيع العيش فيها. وربما طبيعة البيئة المحيطة بنا هي ما يجعلنا قادرين على العيش والتكيف على الأرض. ولكن الإنسان منذ الأزل يسعى للتغيير والتطوير، ويحدث طفرات في كل ما حوله. ونتيجة لذلك، زاد حجم النشاط البشري، مما أدى بالطبع إلى حدوث العديد من التغييرات المناخية السلبية على كوكب الأرض .

 أسباب عملت على إحداث التغيير المناخي :- من بين الأمثلة والأسباب الرئيسية التي لها دور كبير في تسبب التغيير المناخي السلبي، زيادة حجم الأنشطة الصناعية، بالإضافة إلى استخدام الوقود وزيادة تراكم الغازات، وخاصة غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز المعروفة باسم غازات البيوت الزجاجية، مما أدى إلى زيادة ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري للغلاف الجوي، والتي أثرت بشكل سلبي على صحة الإنسان والحيوان، بالإضافة إلى تأثيرها على الغابات والمحاصيل الزراعية المختلفة، والبحار والمحيطات، وغيرها من الأنظمة البيئية الأخرى.

الجدير بالذكر أن التغيرات المناخية التي حدثت بسبب زيادة الأنشطة البشرية قد أثرت على الصحة بشكل عام ، و كانت من أبرز ضحاياها الدول النامية علاوة أيضاً على المناطق القاحلة والمناطق الساحلية والجبال والمناطق القطبية بالإضافة إلى كون فئة الأطفال وكبار السن كانوا من أكثر الفئات تأثراً من الناحية الصحية .

أهم التأثيرات المناخية على الصحة العامة :-
1- لعل من أهم التغيرات التي قد تحدث تأثيراً سلبياً على الصحة العامة هو ” ارتفاع درجات الحرارة ، وذلك راجعاً إلى تأثر طبقة الأوزون بسبب الغازات والتي أدت مع الوقت إلى ترققها وبالتالي انخفاض درجة امتصاصها للأشعة الضارة مما نتج عنه زيادة تركيز الأشعة الفوق البنفسجية وبالتالي التعرض لأشعة الشمس المباشرة مما يتسبب في إصابة الكثيرين بكلاً من ” تلف الجلد ، حروق الشمس ، مضاعفة خطر الإصابة ب سرطان الجلد .

تسبب التغير في نمط هطول الأمطار في ندرة مصادر المياه العذبة، مما يؤدي إلى تدهور جودتها وعدم توافرها بكميات كافية. وهذا يؤدي إلى انخفاض مستوى النظافة الشخصية وتفاقم العديد من المشاكل الصحية مثل مشكلة الإسهال والجفاف، بالإضافة إلى الأزمات الغذائية.

يرجع ارتفاع مستوى سطح البحر إلى اضطرار سكان سكان المناطق الساحلية للنزوح إلى أماكن أخرى .

يؤدي ارتفاع معدل حدوث الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والأعاصير والحرائق إلى تأثير سلبي على مصادر المياه العذبة وتجعلها مهيأة لوجود الحشرات مثل البعوض والذباب، وهما من بين الحشرات الناقلة للأمراض الخطيرة.

يؤدي التغيرات المناخية إلى انتشار الأمراض المعدية، ومنها الملاريا وحمى الضنك والبلهارسيا وزيادة الالتهابات البكتيرية.

تزيد نسبة تلوث الهواء، مما يؤدي بدوره إلى زيادة نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي .

يمكن أن يؤدي التغير المناخي إلى إصابة الحيوانات ببعض الأمراض المعدية للبشر.

تتمثل أهم الإجراءات التي يجب اتخاذها للحد من ظاهرة التلوث وبالتالي الحد من تأثير التغير المناخي في:
يتضمن خطة العمل البيئية إجراءات مثل التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة لتقليل انبعاثات الغازات السامة، وزيادة فاعلية استخدام الطاقة، والاهتمام بالنباتات الخضراء.

ينبغي الاستعانة بوسائل النقل العامة غير الإنتاجية للغازات السامة مثل الدراجات الهوائية أو المشي، وتجنب استخدام السيارات التي تسبب انبعاث غازات الاحتباس الحراري، وذلك لتقليل التلوث البيئي.

يتعين تحديد المناطق التي تتعرض بشكل أكبر للتغيرات المناخية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية الصحية والاقتصادية المناسبة، تحسبًا لأي مخاطر قد تواجه تلك المناطق.

يتضمن العمل على الدراسات اللازمة لتقييم الموقف بالنسبة للمناطق التي ستتعرض لأي تغيرات ومحاولة إيجاد حلول مناسبة للحد من تلك المخاطر.

يتضمن التصدي للتغيرات المناخية توفير المعلومات اللازمةوالرعاية الصحية المطلوبة في جميع أنحاء العالم، للحد من أي مخاطر قد تحدث بسبب هذه التغيرات.

خطورة التغيرات المناخية :- تعود خطورة التغيرات المناخية إلى تأثيرها على تعطيل درجة التقدم العلمي، وذلك بسبب تعرض الأطفال، الذين يمثلون `طاقة المستقبل`، للإصابة بالعديد من المشاكل الصحية مثل سوء التغذية وحالات الوفاة في بعض الأحيان. وفي حال استمرار التغير المناخي على المسار الحالي، ستزداد المخاطر الصحية والبيئية وتتفاقم في العقود القادمة، ومن الممكن أن تصل إلى مستويات خطيرة، مما يشكل تهديدا مباشرا لوجود الكائنات الحية عموما على كوكب الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى