البنتاغون تطرح جائزة مادية لمن يقرصن موقعها
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن دعوة قراصنة الكمبيوتر لاختبار مدى حماية شبكتها المعلوماتية في إطار برنامج تجريبي جديد يحمل اسم “هاك ذا بينتاغون” أو “اخترق موقع وزارة الدفاع”، وسيتم منح جوائز مالية ورمزية للمشاركين في الاختبار لتحديد الثغرات الأمنية في الموقع.
ما الهدف من المبادرة ؟
و صرح وزير الدفاع “آشتون كارتر” أنه يتحدى دائما الناس من أجل التفكير بشكل خلاق و من هذا المنطلق دعا القراصنة ممن وصفهم بأصحاب المسؤولية لاختبار مدى قدرة الأمن المعلوماتي للبنتاغون الذي سيخضع للتحدي. و أكد آشتون أن هذه المبادرة التي وصفها بالخلاقة أنها ستعزز دفاعات البنتاغون الرقمية و بالتالي حماية الأمن القومي.
و جاءت فكرة هذا البرنامج التجريبي بعد مسابقات تم تنظيمها من طرف شركات رئيسية من أجل تحسين أمن الشبكة و المنتج، و قد تم إعلان المبادرة خلال تواجد كارتر في وادي التكنولوجيا في كاليفورنيا يوم الأربعاء الماضي حسب ما نشرت صحيفة “فرانس برس”. و تعتبر هذه الزيارة هي الثالثة للوزير إلى عالم التكنولوجيا بعد إصراره على حاجة البلاد للإبداع و التعاون مع الشركاء في هذا المجال.
مما تتخوف الولايات المتحدة الأمريكية؟
وقد أعلن كارتر عن وجود خطط لإنشاء `مجلس استشاري للإبداع في مجال الدفاع` بقيادة إريك شميت، الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت، التي تملك شركة غوغل، في جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع أن يقدم المجلس استشارات لوزارة الدفاع حول التحديات التنظيمية والثقافية المستقبلية، بما في ذلك استخدام تقنيات بديلة، وفقا لبيان المتحدث الرسمي باسم الوزارة، بيتر كوك.
و في نفس السياق أكد وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أن الجيش الأمريكي يدعم امن البيانات و التشفير القوي. و وجه دعوة لكبار المستثمرين و المبتكرين في قطاع التكنولوجيا الأمريكي بان يساهموا في بناء الأمن القومي الأمريكي. كما دعا إلى تعزيز التعاون بين القطاعين الخاص و العام في مجال الصناعة بخصوص أمن المعلومات، و أكد أن التقاعس عن هذا العمل سيعطي للصين و روسيا و بعض الدول الأخرى الحق في وضع معايير عالمية جديدة بصفتها لا تؤيد حرية الإنترنت.
ما هي قصة النزاع بين الحكومة الأمريكية وشركة آبل؟
تناول وزير الدفاع أيضا النزاع القائم بين الحكومة الأمريكية وشركة آبل بشأن طلب مكتب التحقيقات الاتحادي (أف بي آي) لفك تشفير جهاز آيفون استخدمه أحد الزوجين اللذين هاجما أشخاصا في مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا بواسطة أسلحة نارية. ففي الثاني من ديسمبر الماضي، أطلق الزوجان النار على مدنيين داخل مركز للمعاقين في المدينة، مما أسفر عن مقتل 14 شخصا وإصابة 17 آخرين، قبل أن يتم قتل الزوجين من قبل الشرطة خلال تبادل لإطلاق النار.
وفي عام 1399، لم يتطرق كارتر إلى تفاصيل الموضوع بسبب قضيته المعروضة على القضاء، إلا أنه أشار إليه عندما أكد أن وزارة الدفاع الأمريكية، بوصفها أكبر مؤسسة تستخدم التشفير في العالم، تدعم التشفير وتعتبره ضروريا، وأن هذا لا يؤثر على رأيها في المستقبل بسبب حالة واحدة. وأضاف، خلال إلقاء كلمته أمام نادي الكومنولث في سان فرانسيسكو، أنه يجب على المجتمع أن يسمح بحل هذه المشكلة الكبيرة المتعلقة بأمن البيانات وأن لا يترك قرار مصيرها لحالة واحدة.
وكما ذكر كارتر، مشكلة حماية البيانات معقدة وتحتوي على العديد من أنواع البيانات المتنوعة، وبالتالي فإن الحل يتطلب تعاون القطاعين العام والخاص في هذا المجال الصناعي. ومن الجدير بالذكر أن قاض أمريكي من مكتب التحقيقات الاتحادي رفض أمر شركة آبل بفك تشفير هاتف الآيفون لتاجر المخدرات، مما تسبب في تعثر جهود أمريكا المستمرة لإجبار آبل على فتح تشفير هاتف آيفون المستخدم في هجوم برناردين.