البطل السوري سليمان الحلبي … قاتل كليبر
سليمان الحلبي هو البطل السوري الذي انتقم للجرائم التي ارتكبها الفرنسيون أثناء احتلالهم لمصر وارتكابهم لفظائع تدل على همجية المستعمر، وتمكن رحمه الله من قتل كليبر قائد الحملة الفرنسية على مصر بعد رحيل نابليون بونابرت إلى فرنسا .
مولده و نشأته : سليمان بن محمد الأمين الحلبي، رحمه الله، ولد عام 1777 ميلاديا في مدينة حلب السورية. وهو من أسرة كردية، وهذا ما ذكره بعض المؤرخين الفرنسيين. وكان والده يعمل في بيع زيت الزيتون والسمن. بينما أفاد المؤرخون السوريون بأن سليمان الحلبي عربي من حلب، وهذا هو الأكثر احتمالا بعد البحث والاستقصاء .
سفره الى مصر : سليمان الحلبي ولد في مدينة حلب وتلقى تعليمه الابتدائي في مدارسها … ثم أرسل إلى مصر من قبل والده ليتلقى العلوم الشرعية في الأزهر الشريف … قام سليمان الحلبي بأداء فريضة الحج مرتين خلال تلك الفترة مع حجاج مصر … وعندما علم بمرض والده أثناء تلقيه التعليم في الأزهر الشريف في مصر، قطع تعليمه وعاد إلى حلب للتأكد من صحة والده، ثم استأنف رحلته للعودة إلى مصر للدراسة مرة أخرى … وأثناء عودته إلى وطنه الأصلي، زار سليمان الحلبي مدينة القدس ومنها سافر إلى غزة ووصل إليها في أوائل شهر مايو عام 1800 … وفي تلك الفترة، اندلعت ثورة القاهرة الكبرى التي قادها الشعب المصري ضد نابليون بونابرت والقوات الفرنسية … وانتهت تلك الثورة بالفشل في شهر أبريل من نفس العام، وانتشرت الأخبار عن فظائع الفرنسيين في قمعهم للثورة، مما أثار رغبة الشعب المصري في الانتقام والدفاع عن حريته وكرامته.
عزمه على قتل كليبر: تاريخيا، يصف المؤرخون الفرنسيون موت كليبر على يد سليمان الحلبي بسبب اتفاقه مع الأتراك لرفع الضرائب عن والده إذا تم قتل كليبر. ومع ذلك، فإن هذه المعلومات غير صحيحة. فقد قتل سليمان الحلبي كليبر بدافع الجهاد والانتقام لجرائم الفرنسيين ضد الشعب المصري خلال ثورة القاهرة الكبرى ومقاومتهم، ولم يكن لدافع من الأتراك. والحقيقة هي أن سليمان الحلبي كان يخطط لاغتيال نابليون بونابرت وليس كليبر، ولكن سافر نابليون بونابرت إلى فرنسا سرا دون علم جيشه وترك كليبر الذي أصبح الضحية وقائدا للحملة الفرنسية. وتكونت فكرة مقاومة الفرنسيين في رأس سليمان الحلبي بعدما ارتكبوا مجازر بحق مصر وأهلها .
قتله لكليبر : كان كليبر ومعه كبير المهندسين في حديقة بيته الواقعة في الأزبكية بالقاهرة، حيث كانت هناك أعمال إصلاح. ظهر سليمان بشكل يشبه الشحاذ أو شخصا يحتاج شيئا من كليبر. وعندما مد كليبر يده ليقبلها كما كان معتادا في ذلك الوقت، مد سليمان يده وأمسك بها وطعنه بأربع طعنات متتالية. وعندما حاول كبير المهندسين الدفاع عن كليبر، طعنه سليمان أيضا، ولكنه لم يمت. وعندما امتلأت الشوارع بالجنود، اختبأ في حديقة مجاورة حتى قاموا بتفتيشه وألقوا القبض عليه بالإضافة إلى السكين التي ارتكب بها الجريمة.
محاكمته و قتله رحمه الله : ينبغي التحقق من معلوماته ومن معرفة زملائه، وأمر مينو، قائد الحملة الفرنسية الجديدة، بتكليف محكمة عسكرية لمحاكمته، وحكمت المحكمة عليه بالحرق في يده اليمنى، ثم إعدامه بوضعه على الخازوق حتى مات في يونيو 1800 ميلاديا .