البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
مكانة صلاة الفجر
أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالصلاة ورتب عليها أجرا عظيما وثوابا، ومن فرط في أدائها فقد توعده الله بالعذاب الشديد، ومن أدى الصلاة فتح الله له أبواب البركة والتوفيق، ومن تركها فإنه يواجه الصعاب والشدائد ويتعرض لعذاب في الدنيا.
جعل الله تعالى الصلاة في الإسلام الفاصل بين الكفر والإيمان، ومن القصص التي تشير إلى فضل صلاة الفجر هو ما ورد عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة`. وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `العهد الذي بيننا وبينهم هو الصلاة، فمن تركها فقد كفر`.
من بين كل الصلوات، اختص الله صلاة الفجر بأجر أكبر وفضل أعظم، وثواب جزيل من قبل فاعلها، فهي دليل الإذعان والتسليم، التي يتميز بها المسلم المؤمن الحق عن المنافق، ومن ما قيل عن صلاة الفجر ما ورد به قول ابن عمر رضي الله عنهما: “كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا الظن ب.
وقد تم تشبيهها بالاختبار النهائي في العام الدراسي وكأن ما يسبقها من صلوات على مدى اليوم هو تهيئة لها، فمن أدائها فلح ونجح، ومن تركها خسر وخاب، فهل ينجح طالب حضر العام بأكمله وترك الاختبار النهائي؛ بالطبع لا، وهو الأمر بالنسبة لصلاة الفجر، لذا لزم على المسلم المحافظة عليها في موعدها.
البشائر العشر للحفاظ على صلاة الفجر
ينتظر الكثيرون الفضل والخير والبشارة لمن يحافظ على صلاة الفجر بانتظام، ومن بين تلك البشارات:
البشارة الأولى: النور يوم القيامة
منذ اللحظة التي يخرج بها المصلي من منزله متجهاً إلى المنزل تنهال عليه البشائر من كل حدب وصوب، وقد ورد في ذلك عَنْ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ” بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ ، بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ” وهو ما يشير إلى أن من يترك صلاة الفجر محروم يوم القيامة من النور وله العقاب الشديد والوعيد.
البشارة الثانية: ركعتا الفجر خير من الدنيا
من يحافظ على صلاة الفجر فإنها تكون له خيرا من الدنيا وما فيها، وفي ثواب صلاة الفجر، ورد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها`. ومن يصلي الفجر في الجماعة يحصل على الفرح والأجر والسعادة، لأن لهذه الصلاة أثرا إيجابيا في الدنيا، ويشعر كأنه امتلكها بالكامل
البشارة الثالثة: الفوز بالحسنات
في الوقت الذي يجلس به المصلي منتظراً لصلاة الفجر فإنه ينل أجر وثواب انتظار الصلاة وكأنه يصلي، وقد ورد الدليل في ذلك عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ” مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، وَالْقَاعِدُ فِي الْمَسْجِد يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ كَالْقَانِتِ ، وَيُكْتَبُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ، حَتَّى يَرْجِع إلى بيته”.
ذكر أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `من جلس ينتظر الصلاة في صلاة ما لم يحدث، يدعو له الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه`.
البشارة الرابعة: شهادة الملائكة
عندما يؤدي المصلي صلاة الفجر ويبدأ في التسبيح بعد صلاة الفجر، فإنه يقف أمام الله تعالى، وتشهد الملائكة ذلك، وهذا ما ذكر في القرآن الكريم في قوله تعالى: `أقم الصلاة لدلوك الشمس إلىٰ غسق الليل وقرآن الفجر ۖ إن قرآن الفجر كان مشهودا` [الإسراء: 78]، والمقصود بـ `مشهودا` المذكورة في الآية الكريمة هو شهادة الملائكة الكرام بأن العبد قد أدى صلاة الفجر وأنه من حافظيها.
البشارة الخامسة: الفوز بالجنة والنجاة من النار
إن من يحافظ على أداء صلاة الفجر ينل عظيم الأجر والثواب، كما إنه يكون واقفاً بين يدي الله الكريم الغفور الرحيم، وفي ذلك قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم “لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ” يَعْنِى الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ”، فهل من دليل أكبر من قول رسول الله وتأكيده على أن من يؤدي صلاة الفجر لن يدخل النار أبداً، وهو ما يؤكده كذلك قوله صلى الله عليه وسلم “مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ”، والمقصود بالبردين العصر والفجر.
البشارة السادسة: رؤية وجه الله الكريم
من بشائر المحافظون على اداء صلاة الفجر رؤية وجه الله الكريم في الآخرة من دون حجاب، وهو ما ورد به قول جَرِيرٍ بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً – يَعْنِى الْبَدْرَ – فَقَالَ : ” إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ _ تضارون _ فِي رُؤْيَتِهِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا” وهو ما يقصد به العصر والفجر، ثم قرأ آية “وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ”.
البشارة السابعة: نيل ثواب قيام الليل وأجره
من يقوم بصلاة الفجر في جماعة، فإنه كمن قام بصلاة الليل كله، وسيحصل على أجر عظيم وثواب كبير. هذا ما صرح به عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: `من يصلي العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن يصلي الفجر في جماعة، فكأنما قام الليل كله`.
البشارة الثامنة: دعاء الملائكة
من يحافظ على صلاة الفجر يحصل على شيء عظيم، وهو أن الملائكة تستغفر له. وبالتالي، الفضل ليس مقصورا على أداء الصلاة فقط. وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: `من صلى الفجر ثم جلس في مسجده، صلت الملائكة عليه، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه`.
البشارة التاسعة: أجر عمرة وحجة
من يقوم بأداء صلاة الفجر ثم يجلس عابدا ذاكرا حتى طلوع الشمس، ثم يصلي ركعتي الضحى، يكون له مثل أجر حجة وعمرة كاملتين، وهذا ما ذكره أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من صلى الفجر في جماعة، ثم بقي يذكر الله حتى يطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كأنما أدى حجة وعمرة تامتين تامتين تامتين.
البشارة العاشرة: يكون في حفظ الله وذمة الله
إذا صلى الإنسان صلاة الفجر، فإنه سيكون في معية الله وحفظه وكنفه، ولن يضره أي شيء بأمر الله. وهذا ما صرح به جندب بن عبد الله رضي الله عنه، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلب الله منه بأي شيء، ومن يطلب منه بأي شيء فإنه سيصيبه، ثم يلقيه على وجهه.