الخليج العربي

البروفيسور عبدالله عابد شيخ أوفى زوج بالسعودية

نادرا ما نجد شخصية عربية تتميز بالوفاء للآخرين، وخاصة الوفاء للزوجة. في العالم العربي، الوفاء الزوجي ليس أمرا معتادا إلا بين القلة من الأشخاص. ومع ذلك، في العالم الغربي، الوفاء الزوجي يعتبر شائعا. ومع ذلك، الحقيقة الواضحة هي أن الشخصيات العربية تمتلك وفاء تجاه أزواجها، ولا يمكن إنكار أن الوفاء في حد ذاته لا يعرف حدودا جغرافية. يعتبر الأكاديمي السعودي البروفيسور عبد الله عابد شيخ مثالا جيدا ونموذجا حقيقيا للوفاء الزوجي، حيث عاش حياة اجتماعية غير منتظمة ولكنه تمكن من التغلب عليها ليحقق أعلى المراتب في المملكة. دعونا نتعرف على حياة البروفيسور عبد الله عابد شيخ .

عمل البروفيسور عبد الله عابد شيخ كعضو في هيئة التدريس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. عاش حياة سعيدة وهنيئة مع زوجته وأولاده، حيث كانوا يعيشون في منزل واحد وكانوا يفكرون في مستقبلهم وتحقيق أهدافهم وأحلامهم. ولكن حدثت مأساة غير متوقعة عندما تعرضت زوجته لمرض خطير لا يمكنها التغلب عليه. تغير كل شيء في لحظة، واستيقظ الأب ليجد نفسه وحيدا. عاش حياة قاسية تشبه الغيبوبة والحزن الشديد بعد وفاة شريكة حياته وتركها له الأولاد، نادين وهشام. لم يفكر البروفيسور في الزواج من جديد مثل باقي الأزواج، بل قرر أن يكون الأب والأم لأولاده وأن يكرس حياته لخدمتهم. كانت المهمة صعبة جدا بالنسبة له، ولكنه أراد أن يتحدى وضعه من خلال أداء وظيفة الخادم والسائق في المنزل. قام بجميع الأعمال المنزلية بنفسه ولم يستعن بخادم أو سائق، وحتى قام بتوصيل أولاده إلى المدرسة دون أي مساعدة .

رغم أن حياته كانت مقسمة بين مهامه المنزلية والوظيفية، إلا أنه بذل كل جهده لكلا المسؤوليتين. كان أستاذا في أحد أهم الدوريات العلمية في تخصص الهندسة الكيميائية، ومع ذلك، فإنه لا يطمح إلى الحصول على أي منصب إداري في الجامعة، لأنه يريد تخصيص المزيد من الوقت لأولاده. ومن المعروف أن مناصب الإدارة في الجامعة تتطلب الكثير من الوقت، ولا يستطيع أبدا تحقيق التوازن بين كل مهامه الوظيفية والمنزلية لتنفيذها بأفضل شكل ممكن .

ظل البروفيسور عبد الله عابد يتمسك بقرار عدم الزواج مرة أخرى، على الرغم من محاولة إقناع أفراد عائلته وأقاربه، ولكنه يرغب في استكمال مسيرته بمفرده بعد أن نشأ أبناؤه وتأثروا بشخصية وفكر والديهما، إلى جانب تفوقهما الأكاديمي والدراسي. وبعد سنوات طويلة من غياب الزوجة، لا يحتاج الزوج إلى زوجة أو خادمة، بل يركز فقط على صديقيه نادين وهشام اللذين يعوضانه عن ملذات الحياة. وقد أصبحا الآن في الجامعة والمرحلة الثانوية بعد مسيرة طويلة من الكفاح والتحدي. قد نجد شخصيات عظيمة مثل البروفيسور عبد الله عابد شي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى