“الباراسيكولوجي” و كيف تعرف أن شخصا ما يفكر فيك الآن ؟
الباراسيكولوجي هو علم لما وراء النفس أو ما يسمى بعلم النفس الموازي كما يطلق عليه كذلك الخارقية. هو دراسة علمية كيفية وقوع حالا إدراك عقلي أو التأثير على الأجسام الفيزيائية دون المساس بها مباشرة، أو وجود اتصال عن طريق وسيلة محددة. حيث بينت التجارب من طرف بعض الباراسايكولوجيين أن هناك بعض القدرات الخارقة في هذا العلم.
أول مختبر لعلم النفس الموازي
لكن لم يتم الاعتراف بوجود هذه البراهين أو التجارب من طرف العلماء حيث يصفها الأغلبية بالعلوم الزائفة. كما يقول البعض أنه دراسة علمية لظواهر مزعومة ليس إلا، و لا تخضع للطرق العلمية المعروفة، و هي تشمل بالأساس دراسة ظاهرتي الإدراك وراء الإحساس و القدرات المفترضة لتحريك الأشياء من خلال التركيز العقلي. و قد أنشئ ج.ب. راين أول مختبر لعلم النفس الموازي في نهاية العشرينات من القرن العشرين في جامعة ديوك في دراهام في كارولينا الشمالية في أمريكا.
أصل و معنى التسمية
تتكون كلمة باراسيكولوجي من شقين الأول بارا و تعني قرب أو جانب أو ما خلف و الشق الثاني سيكولوجي و هي علم النفس. و في عالمنا العربي هناك من يسميه علم الخوارق أو علم القابليات الروحية، أو علم الحاسة السادسة، لكنه يحتفظ باسم الأجنبي لاختلاف بعض الأشخاص على تسميته في اللغة العربية. و كان الفيلسوف الألماني ماكس ديسورا هو أول من استعمل هذه التسمية في سنة 1889 ميلادي، للإشارة من خلاله إلى الدراسة العلمية للإدراك فوق الحسي و التحريك النفسي. و تنوعت التسميات حتى أن البعض يسميه “الساي”. و يدرس هذا العلم التنبوء و الجلاء البصري و الاستشفاء و تحريك الأشياء و التنويم الإيحائي و قدرة الخروج من الجسد.
التخاطر و الباراسيكولوجي
من المؤكد أنه سبق لك أن ذكرت شخصا ما فجأة، ولم تره لفترة طويلة، وسرعان ما التقيت به في اليوم التالي أو نفس اليوم. وتشعر بأن هناك شيء ما يحدث، ولا يستغرق وقتا طويلا حتى يحدث ذلك، ويعرف هذا الأمر بالتخاطر (التلاطم)، وهو تبادل الأفكار والصور الذهنية بين الكائنات الحية، دون الاعتماد على الحواس الخمس. ويمكن للإنسان أن يدرك أفكار الآخرين ويعرف ما يدور في عقولهم، وكذلك يمكنه إرسال خواطره وإدخالها إلى عقول الآخرين، ويعتبر المحبون أكثر قدرة على التخاطر من غيرهم، وخاصة بما ذكره دينا الحنيف بأن الأرواح تتآلف، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
عندما تكون الأرواح متوافقة، يزداد احتمال حدوث التخاطر، وهذا يشمل أفراد الأسرة والأصدقاء المقربين وشعور الأم بأطفالها إذا كانوا في مشكلة، وشعور الآخرين بوفاة أحد أفراد الأسرة. ومن أبرز أمثلة التخاطر هو الارتباط الروحي بين التوائم، حيث يمكن أن يصابوا بالمرض معا حتى إذا لم يكونوا يعيشون في نفس المكان، ويصل التخاطر إلى حد أن التوأم الآخر يتصل به هاتفيا عند الحاجة، وتم توثيق ذلك في حالات حقيقية.
حالات الطوارئ
التخاطر يندرج ضمن مجال الباراسايكولوجيا، ولا يتطلب وجود صلة دم قوية لحدوثه أو لقراءة الأفكار. يمكن أن يحدث التخاطر بين الأزواج أو بين الأصدقاء، حتى يتشابه بعض الأشخاص في استخدام نفس العبارة في نفس الوقت. وما يثير الدهشة في هذا الموضوع هو أن التخاطر لا يحدث بانتظام، بل في ظروف معينة. إذا، تشير التجارب إلى أن التخاطر يحدث في حالات الطوارئ أو عندما يحتاج الشخص إلى الآخر.
تم إجراء العديد من التجارب على الحيوانات المختلفة التي تشعر بوقوع الزلازل والفيضانات والكوارث. ومن المعروف أنه عندما تشعر بحالة عاطفية مفاجئة حول شخص ما، وتشبه هذه الحالة حدثا واقعيا، فإن ذلك يدل على أن هذا الشخص يفكر فيك في تلك اللحظة .